الرئيسية » الجهاديون التونسيون العائدون من سوريا  أين تبخروا ؟

الجهاديون التونسيون العائدون من سوريا  أين تبخروا ؟

لماذا كف الحديث عن ملف الإرهابيين التونسيين العائدين من بؤر التوتر والعالقين على الحدود الليبية التونسية أو الذين دخلوا بعد إلى تونس سرا ومن يقف وراء هذا الصمت المريب؟

بقلم أحمد الحباسي

منذ فترة بدأ الحديث عن انتصار سوريا و حلفائها وهزيمة الجماعات الإرهابية التكفيرية التابعة لمحور ما سمى بأصدقاء سوريا، منذ تلك اللحظة طرحت على مكاتب مديري الاستخبارات في الدول الغربية ملف رجوع هؤلاء الإرهابيين خاصة بعد ما جرى من تفجيرات وعمليات إرهابية  في باريس و بون و بروكسل، لا حديث في الغرب اليوم إلا على عودة هؤلاء القتلة  وعلى ضرورة  التخطيط لمحاصرتهم ومراقبتهم  للحد من خطورتهم وهناك رغبات غربية في إرجاع هؤلاء المجرمين إلى بلد المنشأ على حد عبارة وزير الداخلية الإيطالى منذ فترة قصيرة.

الغريب أن الجميع في تونس تحدث عن خطورة هؤلاء القتلة وعن كونهم عالقين على الحدود الليبية وأن هناك من يريد عودتهم  سالمين غانمين إلى أرض الوطن، لكن من الواضح أن هناك ضغوطا دولية كبيرة قد مورست على النظام التونسى من الداخل والخارج  بحيث لم يعد هناك حديث عن الموضوع، وهو أمر يثير كثيرا من الأسئلة ويفتح الباب أمام تأكيد بأن هناك ما يخطط سرا في الموضوع.

حركة النهضة وتسفير الإرهابيين التونسيين الى سوريا

تؤكد بعض التقارير أن حركة النهضة هي من تقف وراء ملف تسفير الإرهابيين التونسيين الى سوريا وأن الجهاز العسكرى السرى للحركة المتعاون مع المخابرات الإيطالية والتركية والليبية هو من يدير شبكات التسفير ويشرف على حماية الإرهابيين وتسليحهم و إخفائهم ومدهم بوثائق السفر المضروبة وبالأموال اللازمة لتشجيع رحلتهم نحو “الجهاد” المؤدى إلى جنة الحوارى الموعودة.

في نهاية الأمر، ملف الذين جذبتهم النار السورية فألقوا بأنفسهم فيها ظنا منهم أنها الطريق إلى جنة الخلود أصبح ملفا حارقا بالنسبة للجميع وهناك محاولات خليجية واضحة  للتخلص من ارتدادات هذا الملف ومن عودة الإرهابيين إلى دول الخليج وغيرها من البلدان، ولعل الانزلاق الخليجى إلى بركان الأزمة السورية الحارقة لخدمة الأغراض التآمرية الصهيونية الأمريكية التركية القطرية وانزلاق حركة النهضة في تونس إلى هذا المستنقع عن سابق اضمار قد كان أسهل بكثير من الإستقالة منه ومغادرة المسرح السوري الملوث بدماء الأبرياء.

عندما بدأت الأزمة السورية كانت حركة النهضة في بداية عنفوانها خاصة وقد صعدت إلى سدة الحكم في ظروف مريبة و مشينة  تطرح أكثر من علامة إستفهام وكان هناك حديث قوى عن علاقة الحركة بالصهيونية العالمية وبالمخابرات الأمريكية وأن هناك إتفاق وحالة تشابك مصالح بين اللوبى الصهيونى وحركات الإسلام السياسى في العالم العربى وعندما عبرت قطر عن رعايتها لحكومة النهضة ومساندتها غير المشروطة لحلم الحركة في إنشاء دولة الخلافة كما بشر بذلك حمادى الجبالى أتباعه في إحدى خطبه الشهيرة.

كان واضحا  أن الحركة قد دخلت في تحالف محور الشر لضرب كل عناصر المقاومة العربية وعلى رأسهم  النظام السورى المتمثل في الرئيس بشار الأسد ولذلك كان موضوعيا أن تستقبل الحركة “أصدقاء سوريا” وأن تتحالف مع عبد الحكيم بلحاج رأس الإرهاب القوى في ليبيا وأن تستقبل أصدقاء إسرائيل هنرى برنار ليفى والسيناتور جون ماك كين  ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون والسفير مارتن انديك وأن يتم الحديث عن تفاعل للحركة مع أعوان المخابرات القطرية المتواجدين في تونس والتي لا يزال التحقيق في أمرهم من طرف النيابة العمومية  مسكوتا عنه وغير قابل للتقدم تماما كما حصل أيضا مع ملف تسفير الإرهابيين وملف أوراق بنما وملف اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمى.

ما دور الجهاز السري لحركة النهضة ؟

كتب الكثير عن  براعة  الجهاز العسكرى السرى لحركة النهضة في تنفيذ العمليات الجراحية الخاصة التي تستهدف المعارضين وكتب الكثير عن توظيف هذا الجهاز في تسفير الإرهابيين ومتابعتهم لكن هناك انطباع يخالج الجميع اليوم أن الحركة ولئن سخرت كل امكانياتها على مختلف الأصعدة فهى تجد صعوبة بالغة في إدخال العناصر الإرهابية العالقة على الحدود وعلى كل حال فهناك تردد واضح في حسم هذا الملف الخطير.

إن مرابطة هذه الجماعات الإرهابية على الحدود يحمل كثيرا من الأخطار الأمنية ولن يكون غريبا أن يتحالف الجهاز السرى للحركة مع بعض أجهزة المخابرات لتمرير هذه العصابات الإرهابية لكن ما يشاع أن المخابرات الجزائرية قد تدخلت على هذا الخط  للدفاع عن الأمن التونسي الذى تعتبره القيادة الجزائرية من أمن الجزائر لهذا تبدو الصورة ضبابية بعض الشيء ولهذا تبدو حركة النهضة في وضع معقد وصعب بحيث لا تستطيع الحسم أو إعطاء الإشارة الخضراء لجهازها السرى لأن ذلك سيكشف تورطها  بشكل مفضوح في ظل تسليط الأضواء هذه الأيام عليها بعد كشف الجبهة الشعبية للوثائق المؤكدة لوجود هذا  الجهاز السرى لكن يبقى السؤال محيرا: لماذا دفن ملف الإرهابيين العالقين على الحدود و من يقف وراء هذا الصمت المريب؟

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس : 

النهضة عندما تتعرى أكثر : إفتعال قضية أحمد فريعة للتعتيم على قضيتي شكرى بلعيد ومحمد البراهمي

بين الغوغاء الجدلية والواقع : حماية الأمنيين في تونس فرض عين وليس فرض كفاية

بين الغوغاء الجدلية والواقع : حماية الأمنيين في تونس فرض عين وليس فرض كفاية

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.