الرئيسية » شندرلي: خواطر حول الاسلام السياسي والحكم في تونس

شندرلي: خواطر حول الاسلام السياسي والحكم في تونس

نشر رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات الشيخ لطفي شندرلي تدوينة حول الاسلام السياسي بعنوان: الفكر والقلم والنضال السلمي .. سنكشف هؤلاء…!؟
الإسلام السياسي ……. وتسلم الحكم في تونس… ؟.

وفي ما يلي نص التدوينة

لقد كان تلطيخ الدين بوحل الغرض السياسي،من اخطر وسائل تشويه الدين.فكانت ظاهرة الاسلام السياسي،المتسترة بالدين،خدعة ماكرة،انطوت على الكثير من عامة المسلمين.لاسيما عندما كانت حركات وأحزاب الاسلام السياسي تعمل في الخفاء، وقبل ظهورها الى العلنية في ساحة العمل التنظيمي.ولعل التغيرات التي عمت الوطن العربي،من خلال ما اصطلح الاعلام الغربي،على تسميته بثورات الربيع العربي،كانت السبب المباشر لكشف نوايا الاسلام السياسي.فقد ركب الاسلامويون موجة التغيير،وسعوا لتوظيفها لمصالحهم.فظهروا على حقيقتهم،طلاب حكم،وليسوا دعاة دين حقيقيين،ويسعون جاهدين،وببراغماتية مقرفة،الى تحقيق غاياتهم وأهدافهم،في الوصول الى السلطة،بغض النظر عن الوسيلة،حتى وان كانت التعاون مع الأجنبي.وتستروا بستار الدين، وتدثروا برداء التقوى، وتسربلوا بلباس الصلاح،لإخفاء حقيقة اغراضهم السياسية،عن اعين الناس،طيلة الفترة المنصرمة من عملهم التنظيمي.وكان اخطر ما في هذه البراغماتية التنظيمية،هو تحالفهم مع الغرب لإسقاط انظمة الحكم المستبدة في الاقطار العربية، للتمكن من وصولهم الى الحكم،مع ان اسقاطها مطلب شعبي،وضرورة وطنية للإصلاح والتغيير. وبذلك كانوا ادوات لتنفيذ مخطط الغرب الاستعماري،لإعادة صياغة خارطة الوطن العربي،في اطار استراتيجية الفوضى الخلاقة،للمباشرة بتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد،الذي هو في حقيقته(سايكس-بيكو)ثانية،تستهدف تشظية الاقطار العربية،ومسخ هويتها العروبية،من خلال التناغم مع مشاريع التوسع الاقليمية لإيران وتركيا،المفعمة بعقدها وأطماعها التاريخية،ناهيك عن اطلاق العنان للمشروع الصهيوني،وتامين تفوقه،كقاعدة ميدانية للهيمنة على المنطقة العربية.

وللتأكيد على ان تنظيمات احزاب الاسلام السياسي،ماهي في حقيقة الامر،إلا خدعة سياسية واضحة،فان المستقرئ لواقع حالها،يلاحظ بسهولة،ان مواقف تلك الاحزاب،تتشكل،وتتلون،وتتغير،بحسب الظروف السياسية،والمواقف المحلية،والإقليمية،والدولية،وليس بإرادة وطنية مستقلة من تلك الاحزاب.ولذلك فان تلك الاحزاب،كما اثبتت الايام،ما هي الا تنظيمات سياسية محضة،شانها شأن أي تنظيم سياسي آخر،تسعى للوصول الى الحكم بأي وسيلة،بغض النظر عن مشروعيتها،حتى لو اقتضىت مصالحها الاستعانة بالأجنبي،لتحقيق هذا الغرض.وبالتالي فانه لا تهمها الدعوة الحقيقية للدين،ولا تكترث بالمصلحة الوطنية،ولا تجاهد لإنقاذ الجماهير من براثن الثالوث الخبيث،الفقر والجهل والأمراض، بتنمية شاملة،ضمن سقف زمني محدد.
لقد استشعر الشعب العربي الخطر الداهم،للإسلام السياسي،كتنظيمات سياسية براغماتية،ٍتتستر بالدين،وتنتهج العمل السياسي،لتحقيق أهدافها،بعد ان تيقن الان،انهم في حقيقة الامر،طلاب حكم،ودعاة سلطة،لا طلاب دين.حيث وضعتهم التغيرات المتسارعة في الوطن العربي،تحت دائرة الضوء بالكامل،فنزعت عنهم هالة القدسية الدعوية،التي اضفاها عليهم عملهم السري،بالشعارات البراقة،والتي انخدع بها الجمهور ردحا من الزمن،حيث كانت تنظيمات تلك الأحزاب،محط اعجاب الكثير من الناس،بسبب عدم التمكن من تقييم تلك الشعارات،لأنها لم تكن قد وضعت على محك التطبيق العملي بعد.

إن تيارات الاسلام ألسياسي،كشفت بما لا يقبل اللبس حقيقتهم،وأبانت سعيهم المتهافت،لحصد ثمار التغيير،والاستئثار بها لصالح احزابهم،فكان هذا الانقلاب الحاد في المزاج الشعبي العام،المتذمر من احزاب الاسلام السياسي،والرافض لكل اشكال التستر والمتاجرة بالدين.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.