الرئيسية » عفوا، يوسف الشاهد ليس غبيا بل الغباء عشش في أدمغة منافسيه وأعدائه

عفوا، يوسف الشاهد ليس غبيا بل الغباء عشش في أدمغة منافسيه وأعدائه

رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد ليس حصان طروادة الذي يختفي وراءه الأسلاميون كما يظن و يكرر بعض المغفلين من أعدائه السياسيين بل هو رجل سياسة بامتياز عرف كيف يقرأ المشهد في غفلة من كل هؤلاء المحنكين الذين لم يقرأوا وإن قرأوا فإنهم لم يفهموا شيئا.

بقلم أحمد الحباسي

يتحد المحللون وما أكثرهم هذه الأيام بدون فائدة أن السيد يوسف الشاهد هو ألعوبة في يد حركة النهضة وبالذات في يد السيد راشد الغنوشي ويذهب الخيال بعيدا بالبعض ليطرح أن الرجل لا يتخذ أبسط قرار إلا بعد الرجوع واستشارة مرشد الإخوان كما وصفه رئيس الدولة من باب السخرية اللاذعة و التذكير بالماضي.

بعد التحوير الوزاري الأخير خرج القوم إياهم طارحين أن الحكومة هي اليوم حكومة حركة  النهضة بامتياز وأن رئيسها قد خضع طائعا إلى ضغوط وإملاءات شيخ الكذابين كما وصفه الشهيد الراحل شكرى بلعيد.

يقول بعض المحللين أن السيد يوسف الشاهد قد انتحر سياسيا حين خرج من حزب النداء وخلع رداء وصاية الرئيس الباجى قائد السبسي عليه و يقول البعض الاخر بأن الشاهد ليس إلا مراهقا سياسيا تلاعبت به طموحاته الشخصية وتم استغلاله من طرف صقور حركة النهضة لضرب حزب النداء من جهة و إضعاف موقف رئيس الدولة ومن ثم الإستفراد به وعزله عن محيطه السياسي حتى يصبح مجرد رقم تائه بلا معين ولا سند يتم ضربه والإجهاز عليه لحظة الصفر التي بدأت حركة النهضة تخطط للتعجيل بها خاصة بعد أن كشفت الجبهة الشعبية عن وجود الجهاز العسكري السري التابع لها والمتهم بالتحضير للإنقلاب على مؤسسات الدولة والإستفراد بالحكم.

الإنطلاق من العدم تقريبا للوصول سريعا إلى سدة الحكم ليس متاحا للجميع

و في رأينا أن تهمة الغباء السياسي التي يطرحها هؤلاء المحللون ليست صحيحة أبدا ولعل العكس هو الصحيح لأن الإنطلاق من العدم تقريبا للوصول سريعا إلى سدة الحكم ليس متاحا للجميع بمن فيهم هؤلاء الساسة الذين يملأون الساحات الإعلامية ضجيجا و يجاهرون  بكونهم من الأباء المؤسسين للحزب الفائز بالانتخابات الذي تحول بفضل غبائهم السياسي ونرجسيتهم المريضة إلى مجرد معالم أثرية ومجرد حائط مبكى يفرغ فيه الناخبون و قواعد الحزب الصاغرين بعض أحزانهم ولوعتهم على حكم أضاعوه وينطبق عليهم قولة والدة اخر ملوك الأندلس أبو عبد الله الأحمر حين دعته “أبكي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال”.

ربما لم يحقق الرجل نجاحات واضحة و معتبرة في المجال الإقتصادي والإجتماعس وربما الأمنى أيضا لكن من الثابت أنه يملك جينات سياسية فطرية مميزة جعلته يتجاوز  بعض التضاريس الصعبة التي جعلته  يواجه مخاضا عسيرا من التقلبات والزوابع التي أثيرت حول  رغبة اتحاد الشغل في عرقلة استمراره على رأس الحكومة ورغبة ابن الرئيس في جعله مجرد عجلة خامسة حان وقت ركنها على الجانب و نزوات بعض السياسيين المتعودين على الضرب على الدف مقابل البقاء في الصورة.

ليس سهلا ولا مقبولا في العرف السياسي الجاري به العمل في كل الدول الديمقراطية أن ينسلخ رئيس الحكومة المكلف عن الحزب الفائز بالإنتخابات ولكن من الظاهر أن الرجل الذي كان جزءا من الحملة الإنتخابية الرئاسية قد انتبه مبكرا وقبل الجميع بمن فيهم رئيس الدولة نفسه إلى  هنات الحزب وافتقاره للمؤسسات وتكونه من مجموعة من الزواحف  السياسية المتقلبة الفعل والضمير ولعله بشيء من الذكاء وببعض عمليات الضرب و الطرح الحسابية السياسية قد تفطن مبكرا إلى خراب مالطا واتجهت نيته من البداية إلى التعجيل بالخروج من هذه البناية الكرتونية الايلة للسقوط.

الشاهد  ينزع لباس الإبن الذي أراد البعض أن يعيش في جلباب الرئيس

ربما تفاجأ البعض بالسيد يوسف الشاهد وهو  ينزع لباس الإبن الذي أراد البعض أن يعيش في جلباب الرئيس وربما انتبه الرئيس متأخرا  جدا أن طموحات ابنه بالتبني قد خرجت عن كل حساباته وتوقعاته وأن البدايات ليست كالنهايات بحيث يتجه تعديل المواقف والعودة للصفر ومحاولة احتواء هذا المارد السياسي الذي يسعى بمجهوده الخاص إلى نحت مستقبله وصنع زعامته ولو بكثير من التلعثم.

لقد حاول البعض أن يجهزوا على طموحات رئيس الحكومة بكل الوسائل الممكنة بما فيها الإستنجاد بقوة تأثير الإتحاد العام التونسي للشغل ولكن إصرار الشاهد على مصارعة الكبار قد كان قويا ولم ينجح السيد نورالدين الطبوبي.

يقول الأمين العام للاتحاد أنه من الغباء السياسي اعتبار تنازل الأساتذة انتصارا للحكومة، طبعا الإشارة بالغباء السياسي موجهة رأسا الى رئيس الحكومة يوسف الشاهد لكن يبقى السؤال  أليس هذا الغباء السياسي المفترض هو من أجبر الاتحاد لأول مرة على الإنحناء والقبول برؤية الحكومة لحل الإشكال بينها وبين رجال التعليم؟ أليس الغبي هو من حرض على هذه الحرب الضروس ضد الحكومة و أجج المنظومة التعليمية لغاية في نفس يعقوب ثم أعلن الهزيمة المرة في نهاية المطاف؟

لذلك نقول بمنتهى الصراحة أن من يعتقدون أنفسهم معصومين من الغباء السياسي هم أول  المغفلين وأن ما يتم إطلاقه جزافا من حديث في الزوايا حول بساطة تفكير رئيس الحكومة واهمون.

بطبيعة الحال السياسة فن الخداع وفن اللعب مع الثعابين وإذا كان غباء أهل طروادة قد جعلهم يقتنعون بأنّ الحصان الخشبي المجوف الذي تركه الإغريق على بوابة مدينتهم هدية من الإله  فأدخلوه إلى وسط المدينة ليخرج المحاربون الذين اختبأوا داخله في الليل ويفتحوا أبواب المدينة لبقية رفاقهم لتكون نهاية طروادة التي استمرت الحرب بينها وبين الإغريق لمدة 10 أعوام هي أحجية معبرة فإنه من الظاهر أن رئيس الحكومة لم يختبئ ولم يخرج من الحصان الخشبي ساعة الصفر كما يظن البعض بل هو رجل سياسة بامتياز عرف كيف يقرأ المشهد السياسي في غفلة من كل هؤلاء المحنكين.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.