الرئيسية » في مسألة التلوث اللغوي في تونس و ضرورة تجاوزها في وسائل الإعلام والفضاء العام

في مسألة التلوث اللغوي في تونس و ضرورة تجاوزها في وسائل الإعلام والفضاء العام

في هاته الرسالة المفتوحة إلي السيد محمد زين العابدين وزير الثقافة يطرح الدكتور العزيز الماطري قضية ما أسماه التلوث اللغوي في تونس و يعني إدماج كلمات فرنسية في الكلام عند العامة و في وسائل الإعلام و يدعو إلى استعمال  لغة واحدة نقية وتحاشي الخلط اللغوي.  

بقلم الدكتور العزيز الماطري

تحية طيبة وبعد،

إسمحوا لي ان ألفت نظركم الى مسالة التلوث اللغوي الذي يتمثل في إدماج كلمات فرنسية في الكلام عند العامة ثم وصل الي حديث المتكلمين في الإذاعات والتلفزات الخاصة وحتى العامة.

وتفاقم الأمر مؤخرا بدخول هذا التلوث في النصوص المكتوبة وخاصة في لوحات الإشهار التي هي على مرأى ومسمع من كل الناس بما فيهم الصغار الذين هم في طور التعلم وبناء الشخصية. وازداد الأمر تفاقما إذ صرنا نرى جملا مكتوبة بالعربية (الفصحى أو العامية) تتخللها كلمات فرنسية مكتوبة بالأحرف الاتينية.

ومن المعلوم بان هذا الخلط اللغوي ينم عن تذبذب في الشخصية يصل الى حد الإنفصام وهو بالتالي يتسبب فيه. وقد أدت بنا هذه الحالة الى وجود جزء كبير من المواطنين بما فيهم المثقفين غير القادرين على التعبير عن أنفسهم في لغة واحدة اكانت العربية او الفرنسية. ونظرا لامتداد هذه الظاهرة الخطيرة الى وسائل الإعلام السمعي والبصري الذي يصل الى كل الناس صار من الضروري التصدي لهذه الظاهرة لحماية شبابنا الناشئ.

فنقترح على وزارتكم الموقرة بان تقوم بدورها في صيانة الإرث الثقافي وأن تنادي وسائل الإعلام وخاصة السمعي والبصري للإلتزام باستعمال لغة واحدة نقية وتحاشي الخلط اللغوي. وذلك يخص بالأحرى مسيرى البرامج والمتحدثين الذين يتكلمون باسم الأطراف الرسمية وأن تنبه شركات الإشهار الى ضرورة استعمال اللغة العربية أكانت فصحى أو عامية بدون إدماج كلمات أجنبية وعدم الخلط بين الأحرف العربية واللاتينية.

وتقبلوا سيدي الوزير كل عبارات التقدير والاحترام.

والسلام

       

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.