الرئيسية » عودة الإرهاب الإسلامي إلى تونس : الجهاز العسكري السري يضرب من جديد

عودة الإرهاب الإسلامي إلى تونس : الجهاز العسكري السري يضرب من جديد

بات واضحا بعد العملية الإرهابية الجديدة أننا أمام منظومة إرهابية كاملة مشكلة من شخوص ورموز مختلفة وفي كل المواقع  هدفها الوحيد هو خدمة مشروع حركة الإسلام السياسي في تونس ولذلك نقول أن المطالبة بفتح ملف الجهاز العسكري السري لهذه الحركة ومحاكمة رموزه وقياداته قد بات ضرورة وطنية.

بقلم أحمد الحباسي

ليست صدفة أن تأتي العملية الإنتحارية التي استهدفت الأمنيين يوم أمس الإثنين 29 أكتوبر 2018 وعلى بعد أمتار قليلة من وزارة الداخلية و ذلك بعد يومين من خطاب الشيخ راشد الغنوشي الذي وصفته يوما المفكرة الكبيرة ألفة يوسف بشيخ الدم وبعد أيام قليلة من المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمى والذي كشف عن وجود جهاز عسكري سرى تابع لحركة النهضة – ومن غيرها – يقوم بالتخطيط لضرب مؤسسات الدولة ومنظومتها الأمنية والعسكرية والإدارية بالتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية تعمل على ضرب الإستقرار والإقتصاد في البلاد.

الرسالة المشفرة التي وجهتها الجماعات الإرهابية  

لقد جاءت هذه العملية الغادرة بعد الفشل الإتصالي الفادح لقيادة الحركة في مواجهة جبل الحقائق والأدلة المرعبة التي كشف خيوطها المؤتمر الصحفي والتي دفعت ببعض السياسيين ورجال الإعلام إلى المطالبة بضرورة إبعاد هذه الحركة عن الإنتخابات القادمة حتى يتم التحقيق في الملف وتأكيد المؤكد خاصة وأن مسألة وجود الجهاز العسكري السري التابع لهذه الحركة لم يعد محل نظر وتجاوزه الزمن بل الأحرى اليوم متابعة كل الخيوط التي كشفتها التحقيقات  القضائية المبتورة والتي تتحدث عن تجنيد الحركة  لميليشيات إرهابية وتسليحها وتدريبها وإخفاءها ومدها بمعدات تصوير متطورة لمتابعة تحركات بعض القيادات السياسية لاغتيالها في الوقت المناسب.

ربما ينبه البعض من خطورة تعود ذهن المواطنين على العمليات الإرهابية وربما هناك من يشير إلى فشل الحكومة في تحريك الاليات المناسبة والضرورية لمواجهة هذه العمليات الإرهابية المتكررة وربما هناك من تحدث عن فقدان الأجهزة الأمنية للمعدات اللازمة وهناك من  حذر من تبعات الرسالة المشفرة التي وجهتها الجماعات الإرهابية بتنفيذ هذه العملية على مقربة من وزارة سيادية كبرى وفي أحد أهم شوارع العاصمة نظرا لرمزيته الوجدانية لدى الشعب التونسي ولكن من المهم اليوم الإشارة إلى معطيين هامين الأول جهل الطبقة السياسية المطبق بحقيقة مشاعر ونفسية التونسيين والثاني فشل الجماعات الإرهابية في تحقيق هدفها  لأن ما لم يفهمه السياسيون أن هذا الشعب لن يطبع مع الإرهاب حتى لما تم تنفيذ مئات العمليات الإرهابية وتم سقوط المئات من الشهداء لسبب بسيط  يخفى عليهم  يتمثل في كون الطبقات الشعبية تؤمن اليوم أن الإرهاب حالة استثنائية وظرفية سيزول بزوال الطرف المحرض والممول والمخطط وهي الحركات الإسلامية هذا الورم الخبيث كما يوصفها النائب السابق محمود البارودي وأن هذا الشعب يملك من برودة الدم و القدرة الفائقة على التضحية ما يؤهله لاقتلاع النصر على الإرهاب مهما طال الزمن.

النهضة تجند كل أدواتها في محاولة للتعتيم وتبريد الأجواء

هناك يقين لدى المتابعين اليوم أن الكشف عن وجود الجهاز العسكري السري لحركة النهضة قد خلق لديها حالة قصوى وغير مسبوقة من الإرتباك السياسي والإتصالي وهناك يقين أيضا بأن الحركة قد استعجلت “قطف” النتائج السياسية المطلوبة بعد ان حصل لديها قناعة بانكسار حركة نداء تونس وضعف موقف رئيس الحكومة خاصة في وجود فتور معلن بينه و بين رئيس الدولة ولعل  البيان الذي وقعه القيادي لطفى زيتون مع ثلة مهمة من قيادات الحركة  والذي تضمن تحذيرا شديد اللهجة للقيادة بكونها بصدد ارتكاب حماقات سياسية كبيرة خاصة بعد فك الإرتباط السياسي بين رئيس الحركة وبين رئيس الدولة يعطى للمتابعين دليلا ملموسا على أن مرشد الإخوان راشد الغنوشي قد وجد نفسه أمام معركة مصير وان الأوان قد حان لإظهار العين الحمراء للحكومة بل لكل مؤسسات الدولة، لا شك أن الإلتجاء إلى سهام بن سدرين  كطرف فاعل في منظومة مخططات الإخوان كان الهدف منه  فك العزلة الإعلامية وطوق الإتهامات المرعبة التي سلطتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولا شك أن إسقاط ملف إعادة محاكمة السيد احمد فريعة وسط حلبة النهش والتكالب السياسي مقصود منه لفت النظر عن ارهاصات و ارتدادات ملف الجهاز العسكري السري.

شخصيات بلعت لسانها الفصيح بعد العملية الإرهابية

لعل المثير  أن النهضة  ونتيجة شعورها  بانفضاح نياتها الخبيثة قد جندت كل أدواتها الإعلامية والقضائية والسياسية في محاولة للتعتيم و تبريد الأجواء و تمرير الوقت حتى لا تتسبب الفضيحة في مزيد من الخسائر السياسية ومن بين هذه الأدوات المحامي سمير بن عمر والقاضية روضة القرافي ومحرزية العبيدي وسامية عبو وبعض الرموز الأخرى التي استمعنا إليها تدافع بشراسة غير مسبوقة عن هيئة الحقيقة والكرامة و رئيستها المشبوهة سهام بن سدرين في علاقة بشرعية إعادة استحضار عدالة هذه المرأة اللعوب لمحاكمة شخص تمت تبرئته نهائيا من طرف العدالة، المثير أيضا أن هذه الشخوص البالية والمخترقة قد بلعت لسانها الفصيح بعد أن تمت العملية الإرهابية ولم تندد بهذه الجريمة التي مست أبناء المؤسسة الأمنية في تعبير فاضح بكونها الأدوات المعينة لتبييض الإرهاب.

نحن إذن أمام منظومة إرهابية كاملة مشكلة من شخوص ورموز مختلفة وفي كل المواقع  هدفها الوحيد هو خدمة المشروع الإرهابي لحركة الإسلام السياسي في تونس ولذلك نقول أن المطالبة بفتح ملف الجهاز العسكرى السرى لحركة الدم الإخوانية ومحاكمة رموز وقيادات هذا الجهاز الدموى قد بات ضرورة قومية، أمنية، سياسية و اقتصادية وعلى حكومة السيد يوسف الشاهد فك الارتباط بينها و بين هذا الحزام الناسف الذي يوشك على إجهاض مسار الإنتقال الديمقراطس الذي ضحى من أجل تكريسه شهداء الوطن.

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس : 

قضية الجهاز العسكري السري تربك حركة النهضة : الغنوشي على صفيح ساخن

الوجه العاري لحركة النهضة : ما حكاية التنظيم السري ومخططات الإنقلاب على الدولة؟

النهضة عندما تتعرى أكثر : إفتعال قضية أحمد فريعة للتعتيم على قضيتي شكرى بلعيد ومحمد البراهمي

 

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.