الرئيسية » في زيارة عمل إلى ستراسبورغ.. الجهيناوي يفتتح منتدى اقتصاديا تونسيا فرنسيا

في زيارة عمل إلى ستراسبورغ.. الجهيناوي يفتتح منتدى اقتصاديا تونسيا فرنسيا

أدى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2018، زيارة عمل إلى ستراسبورغ على رأس وفد هام من سامي المسؤولين ورجال الأعمال التونسيين بدعوة من الأمين العام لمجلس أوروبا “Thorbjørn Jaglan” ثوربيورن جانقلند.

وأعطى وزير الخارجية بمناسبة هذه الزيارة رفقة الأمين العام لمجلس أوروبا إشارة إنطلاق المرحلة الثالثة من برنامج التعاون بين تونس والمجلس في إطار برنامج “جنوب III” للسنوات 2018-2021.
وبدعوة من رئيسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ليليان موري باسكيي، ألقى وزير الخارجية كلمة أمام أعضاء الجمعية أشاد فيها بالدعم الهام الذي قدمه المجلس لتونس لمساعدتها على إستكمال إرساء مؤسساتها الدستورية وتنفيذ الإصلاحات خاصة في مجالات الحوكمة وإصلاح العدالة ومكافحة الفساد، وتعزيز حرية الإعلام ودعم حقوق المرأة.
وذكّر في هذا السياق بمبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الهادفة إلى تكريس المساواة الكاملة بين المواطنين مشيرا إلى أنها تؤكد تطور تجربة تونس في مجال الاعتراف بحقوق المرأة وتعزيز دورها داخل المجتمع.
كما ذكّر وزير الخارجية بنجاح تونس في تنظيم أول انتخابات بلدية حرة في تاريخها، في ماي 2018 كرست مبدأً دستوريا أساسياً هو مبدأ الديمقراطية التشاركية القائم على تعزيز الحوكمة المحلية، بما يساعد على تحسين الظروف المعيشية للتونسيين والحد من عدم التوازن في التنمية بين الجهات.
وأكد الوزير حرص تونس على استعادة نسق نموها الاقتصادي من خلال برنامج إصلاحي شامل يهدف إلى تعزيز النمو والاستثمار وخلق فرص العمل خاصة للشباب من خلال تطوير خطة التنمية الاقتصادية 2016-2020، مؤكدا حاجتها إلى دعم كبير من شركائها وخاصة منهم الدول الأوروبية.
وبخصوص الهجرة، أبرز الوزير أنه لا يمكن اختزال هذه الظاهرة في البعد الأمني فقط، بل يتعين إتباع مقاربة جديدة ترتكز على معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، مع إعطاء الأولوية لتنمية المناطق مصدر الهجرة وتيسير الهجرة المنظمة.
وردّا على تدخلات عدد كبير من النواب الحاضرين أكّد وزير الشؤون الخارجية تمسك كل الأطراف السياسية التونسية بمواصلة إنجاح المسار الديمقراطي.
وبخصوص عدد الإرهابيين التونسيين المتواجدين ببؤر التوتّر فنّد الوزير ما يتمّ تداوله من أرقام معتبرا أن هذه الآفة مست كل دول العالم دون استثناء.

من ناحيتهم أكد المسؤولون الأوروبيون خلال النقاش الذي تلى كلمة الوزير على أهمية دعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، منوهين بتجربتها الرائدة في مجال حقوق المرأة ودورها في دعم الأمن والسلام في المنطقة.
كما أكدوا على ضرورة مرافقة هذه التجربة المتفردة من خلال مختلف آليات التعاون على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف وفقا للأولويات الوطنية.
وكان وزير الشؤون الخارجية أجرى لقاءي عمل مع كل من أمين عام مجلس أوروبا ThørbjanJAGLAND ورئيسة الجمعية العامة لمجلس أوروبا LilianeMAURY PASQUIER تطرقا إلى واقع التعاون الثنائي بين تونس وهذه المؤسسة الأوروبية وآفاق سبل تطويره بالإضافة إلى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومنها الوضع في ليبيا.
وأكد المسؤولان الأوروبيان بالمناسبة دعمهما للتجربة التونسية منوهين بما حقّقته بلادنا من مكاسب في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأمن.
كما أشرف خميس الجهيناوي على افتتاح أشغال منتدى اقتصادي تونسي- فرنسي تم تنظيمه بالتعاون بين كل من سفارة تونس بفرنسا وقنصلية تونس بستراسبورغ والهيئة التونسية للاستثمار ورئاسة جهة الشرق الفرنسي الكبير وغرفة التجارة والصناعة بالألزاس، بمشاركة عدد هام من المؤسسات الاقتصادية والفاعلين الاقتصاديين، بهدف دعم التعاون اللامركزي مع هذه المنطقة ودفع الاستثمارات في البلدين.
وأشاد الوزير في افتتاح المنتدى الذي تم تنظيمه في إطار الاحتفاء بالذكرى الخمسين لإحداث قنصلية تونس بستراسبورغ بمتانة العلاقات بين تونس ومنطقة الشرق الفرنسي الكبير، مؤكدا على أهمية دعم الشراكة والاستثمار في كلا البلدين وتنميتهما.
كما تطرق إلى أهم الإصلاحات والإجراءات التي اتخذتها بلادنا لتحسين مناخ الاعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما يمكن من استعادة نسق النمو الاقتصادي وخلق مواطن الشغل لاسيما لفائدة الشباب.
من جهتهم أكد المسؤولون الجهويون الفرنسيون، ومنهم رئيس منطقة الشرق الفرنسي الكبير، على أهمية هذا المنتدى الذي مثل فرصة مهمة للنظر في سبل رفع نسق التعاون اللامركزي والاقتصادي بين الجانبين، وإطارا للتواصل بين رجال الأعمال التونسيين ونظرائهم الفرنسيين ولبحث إمكانيات إرساء شراكات وتبادل الخبرات والتجارب.
وتم خلال المنتدى تكريم عدد من الشركات الفرنسية التي لديها استثمارات في تونس بالإضافة إلى عدد من أفراد الجالية التونسية الذين تألقوا في مجال المال والأعمال.
كما أشرف وزير الخارجية على هامش زيارته إلى ستراسبورغ على اجتماع تضامني مع المتضررين من الفيضانات الأخيرة بولاية نابل نظمته تنسيقية الجمعيات الممثلة للتونسيين المقيمين بالدائرة القنصلية بسترازبورغ.
جدير بالذكر أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تضم 324 نائبا يمثلون برلمانات الدول الـ 47 الأعضاء بمجلس أوروبا الذي تأسس سنة 1949.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.