الرئيسية » ” الفرفوري ” يشعل خلافا بين يمينة الزغلامي ومحمد بوغلاب

” الفرفوري ” يشعل خلافا بين يمينة الزغلامي ومحمد بوغلاب

في كل مرة نتاكد ان اللهجة التونسية مهددة  بالانقراض. كيف لنائبة تنتمي الى حزب يقتات من الهوية لغة ودينا الا تعرف لغة الاجداد الضاربة في القدم ؟ الفرفوري لفظة نستعملها في حياتنا اليومية وليست كلمة نابية ولا سبة . لماذا  احتجت امينة الزغلامي على بوغلاب حين استعمل الفرفوري مضافا الى النهضة ؟

اشتبكت النائبة النهضوية يمينة الزغلامي مع محمد بوغلاب الذي قال في معرض حديثه متوجها اليها بالحديث : ” توة باش تردنا النهضة فرفوري ؟ ” . وكان يقصد انك ستجعلين النهضة تلمع لا خدش يشوبها صافية كانه من الخزف الصيني الرفيع .  يمينة الوغلامي استفزتها عبارة عبارة ” فرفوري ”  وقالت له  : من فضلك ما تقولش ع النهضة فرفوري ” . وبعدها اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ساخرة من الكلمة عبر انزياح جعل منها لفظة توحي بعضو جنسي . والحال ان الكلمة كانت مستعملة عند اجدادنا وما زالت ، ويبدو ان الجهل بالدارجة يندرج في اطار الانسلاخ الشامل عن الهوية وما يرتبط بها من باب الترفع الاحمق .

ولو كانت يمينة الزغلامي تفقه الدارجة لقالت لبوغلاب من باب نصرة حزبها : نعم النهضة فرفوري تلمع ولا خدشا يشوبها .

الفَرْفوري هو الخزف الصيني الفاخر. كنا نقول صحن فرفوري وصحفة فرفوري وشقالة فرفوري (بينما نستعمل كلمة فخّار لنفس الآنية إذا كانت من الصنع المحلي)… ولم نعد نسمع كلمة فرفوري كثيرا في تونس إلا أنها ما زالت مستعملة في عدد من اللهجات العربية.
يقول  الزبيدي، صاحب تاج العروس :

وقوْلُ العَامَّة: الفُرْفُورِيّ، لهذا الخَزَفِ الذي يُؤْتَى به من الصِّين غَلَطٌ، وإِنّمَا هو” الفُغْفُورِيّ”   نسبهً إِلى فُغْفُور مَلِكِ الصِّين . وبقي كلام العامة  بينما اندثر كلام الخاصة  .

ويرى الاستاذ البشير الامين ان ”  كلمة فرفوري أو فغفوري من الفارسية “فغفورى” بمعنى ملكي، سلطاني، ما يمتلكه امبراطور الصين، وكذلك خزف وهي من الفارسية القديمة baġpuhr بمعنى ابن الآلهة وهي بدورها من السانسكريتية (لغة الهند القديمة) bhágaputra भगपुत्र وهي مكونة من bhága ومن معانيها الحاكم والملك والسلطان والإله ومن putrá  ولد، طفل، ابن. وعبارة bhágaputra محاكاة هندية/فارسية للعبارة الصينية tiānzĭ  أي ابن السماوات وكانت تطلق على ملوكها. أما عبارة “بلاد فرفور” في المراجع العربية فهي ترمز تارة للصين وطورا لليابان “.

اما خياط الفرفوري أو خياط الخزف والصيني مهنة قديمة عفى عنها الزمن فأندثرت منذ أوائل القرن الماضي، حيث كان يتم أصلاح أباريق أو صحون الخزف والصيني عندما تكسر. يقوم خياط الفرفوري بمثقب خاص لديه بعمل ثقوب في قطع الخزف المهشمة ويربطها بسلك معدني ويلحمها بمادة النورة المخلوطة بصفار البيض ويتركها إلى أن تجف فيعود الأبريق أو الصحن صالحا للاستخدام مرة أخرى .

ليت لنا خياط فرفوري ليرفو ما انفصل منا عن بعض تراثنا اللامادي .

متابعة : شكري الباصومي

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.