الرئيسية » نحن و أمريكا : هناك أسباب كثيرة ووجيهة لكراهية الولايات المتحدة

نحن و أمريكا : هناك أسباب كثيرة ووجيهة لكراهية الولايات المتحدة

السؤال المهم الذى طرحته الصحافة الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 “لماذا يكرهوننا؟” سيظل قائما إلى الأبد ما دامت الولايات المتحدة ترعى عمليات الإبادة الجماعية والحروب الدموية المستمرة والإغتيالات للقادة المناهضين للإمبريالية الغربية.

بقلم أحمد الحباسي

لا أحث أحدا على كراهية الولايات المتحدة الأمريكية وليست لي النية لدعوة  الناس لكراهية هذا البلد دون غيره ولكن لا بأس أن أعلن أني أحمل كرها للغرب بصورة عامة و للسيدة أمريكا بصورة خاصة.

هذا الكره المقصود والمتأصل يصل حد الهوس أو يفوقه ومع ذلك لست في حاجة لمن  يسعفني أو يحملني إلى طبيب في اختصاص مرض الأعصاب.

أمريكا مارست التطهير العرقي ضد الهنود الحمر وضد الشعب الفيتنامي وضد عديد شعوب الأرض وأنا أسعى إلى ممارسة من نفس القبيل ضد كل ما يأتي من بلد تمثال الحرية الذي يدوس على حرية الاخرين ولا أستحي أن أجاهر  برغبتي الجامحة في أن تحصل حالة إبادة جماعية للفكر الأمريكي الذي تنشره وسائل الإعلام الصهيونية وعلى رأسها طبعا كبير أباطرة الإعلام في العالم السيد روبرت موردوك صاحب كبريات وسائل الإعلام الأمريكية المسموعة والمرئية والمقروءة.

تاريخ من الإبادات الجماعية والحروب الدموية

أمريكا تاريخ  وتاريخ من الإبادات الجماعية ومن الحروب الدموية المستمرة ومن اغتيال البشر والتاريخ والإعتداء على الجغرافيا وانتهاك القانون الدولي وضرب المؤسسات الدولية المعارضة لسياستها مثل اليونسكو وغيرها.

لا أحتاج إلى مدرس أو  مؤرخ يدرسني أو يذكرني بما ارتكبته الماما أمريكا من جرائم ضد الإنسانية ومن انتهاك للقانون الدولي ومن ضرب للمؤسسات الدولية وحتى يتفهم البعض سر كراهيتي للسيدة العجوز الماما أمريكا  فما على المواطن العربي أن يفعله  هو أن يعود بالذاكرة بشيء من البطء والتأني للتاريخ وأن يتذكر كيف سحق الأمريكان الأرض اليابانية فما عادت تنتج نبتا ولا زرعا في تلك الحادثة الشهيرة حين تم إلقاء القنبلة النووية على مدينة هيروشيما لتتحول تلك الرقعة من الأرض في لمح البصر إلى مدينة أشباح مرعبة.

بطبيعة الحال اختلف الحال بالنسبة للعراق لأن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت تلك الحرب المدمرة بتعريض الشعب العراقي إلى عدة سنوات من الحصار الإقتصادي جعلته يفقد مع مرور الوقت كل تلك الرفاهية التي كان ينعم بها زمن الرئيس صدام حسين.

بعدها جاء تحذير جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السابق وما سمي باجتماع الفرصة الأخيرة في جينيف بينه وبين نظيره العراقي المرحوم طارق عزيز حين هدده  بإرجاع العراق إلى ما قبل العصور الأولى.

بعدها ضغط الرئيس بوش الأب لاستصدار قرار الأمم المتحدة بضرب العراق تحت البند السابع مستغلا الغطاء السياسي لدول مصر والسعودية والأردن والكويت.

بعدها تعرفنا على مصطلحات مثل “قصف عنيف، قصف همجي، قصف وحشي… وانهار العراق.

منذ يومين فقط استخدم الرئيس الأمريكي الحالي نفس خطاب العجرفة والتعالي وهو يخاطب  زعماء العالم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، المثير هذه المرة أن الرجل تلقى صفعة قاسية بعد أن أثار خطابه موجة من الإستهزاء والسخرية والضحك من جميع الحاضرين ليجد الرجل نفسه في مواجهة حالة عداء جماعية غير مسبوقة.

من عجرفة جورج بوش الإبن إلى عجرفة دونالد ترامب 

ربما ذكر خطاب الرئيس دونالد ترامب البعض خطاب الرئيس جورج بوش أياما قليلة قبل الغزو الأمريكي للعراق وربما تذكر البعض عجرفة جورج بوش الإبن في الساعات التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001 حين أسقط على الحضور  قولته الشهيرة “من ليس معنا فهو ضدنا”.

لقد انتبه البعض بعد أشهر من ذلك الخطاب أن قرار ضرب العراق لم يكن قرارا فرضته الأحداث  بل كان سياسة أمريكية صهيونية مدروسة مصممة بدقة منذ أوائل التسعينات وأن حصار العراق وضربه بتلك الطريقة البربرية الوحشية كان يهدف إلى عزله عن محيطه بالإستعانة ببعض الدول الغربية والخليجية التي طالما سارت في ركب المشاريع الأمريكية الصهيونية.

لو عدنا اليوم إلى الأرشيف لوجدنا كل تلك الرموز العربية والغربية التي طالبت بتأبيد الحصار على الشعب العراقي ومن بينها سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وعمرو موسى أمين الجامعة العربية وبطبيعة الحال حسني مبارك والملك عبد الله الثاني وملك السعودية على وجه الخصوص.

تتحدث التقارير الإعلامية ووثائق ويكيليكس عن إنفاق الإدارة الأمريكية لمليارات الدولارات على عديد المؤسسات والصحفيين العرب كل ذلك لتلميع صورتها ولا عجب إذن أن نقرأ أو نشاهد كثيرا من التقارير  و”المؤلفات” الإعلامية التي لا تختلف كثيرا عن وثائقيات “الجزيرة” التي تريد من ورائها تلميع الصهاينة والدفع للتطبيع و تشويه صورة القيادات العربية الرافضة للاحتلال والوجود الأمريكي في المنطقة.

لعل أخر من كشف بالأسماء قائمة هؤلاء العملاء الإعلاميين هو تقرير وزارة الخارجية الصهيونية  الذي اعتبر ما قدمه هؤلاء لخدمة إسرائيل عملا لا يقدر بثمن، من بين هذه الأسماء طارق الحميد، عبد الرحمان الراشد، عثمان العمير، صالح القلاب. طبعا هؤلاء هم من صفقوا ابتهاجا  بضرب العراق وباغتيال ملايين الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء وهم من شمتوا في  عملية إعدام الرئيس العراقي صدام حسين بتلك الطريقة الوحشية التي لم تكن لتتم لولا الضوء الأخضر الأمريكى.

هؤلاء أنفسهم من وقفوا مع الصهاينة و الأمريكان لتنفيذ المؤامرة على سوريا، على ليبيا، على اليمن، لكن رغم كل ذلك  يتعالى منسوب الكراهية للغطرسة الأمريكية الصهيونية ليبقى السؤال المهم الذى طرحته الصحافة الأمريكية عقب احداث 11 سبتمبر 2001 “لماذا يكرهوننا؟” قائما الى الابد.

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :

هل أسقط التونسيون نظام بن علي من أجل نشر الفوضى والفساد والإرهاب ؟

الغنوشي وقايد السبسي، النهضة والنداء، وحكاية الإنفصال المعلن

تونس : محمد المنصف المرزوقي والمشروع القطري الذي سقط

 

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.