الرئيسية » الشندرلي : مهلا يا شيوخ الفتنة والتحريض…..!؟

الشندرلي : مهلا يا شيوخ الفتنة والتحريض…..!؟

(مقال للشيخ لطفي الشندرلي*)
الآونة الأخيرة على التحريض والإيحاء بالتكفير والجهاد على كثير من الناس من قبل من يدعون حرصهم البالغ على حفظ الدين الإسلامي ويدعون الوصاية على الناس جميعا. ولقد ظهر في الساحة التونسية وفي كثير شيوخ وبعض من يدعي أنهم فقهاء ورجال الدين يكفرون الناس لا لشيء غير أنهم يختلفون معهم في الرآى وفي فهم المقاصد الشرعية والنصوص الدينية.

والغريب في أمر هؤلاء أنهم يتسرعون في اطلاق تكفيراتهم حتى على الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين ويتسرعون أيضا بالإنفراد بالفتاوي خارجين عن الإجماع والأغرب من هذا أن الذين قاموا بتكفيرهم وإعلان الجهاد ضدهم والمسيرات والتحريض. عليهم لم يثبت من أي جهة انكارهم للدين الإسلامي ولا هم صرحوا أنهم كفار. و مما لا شك فيه أن هؤلاء يدعون أن الرسول (صلعم) يعتبر قدوتهم على أن هذا الاعتبار يضل تفوها وقولا ثقيلا فقط للتغطية على نوايا الله يعلم بمقاصدها.
ولو سلمنا جدلا أن نياتهم حسنة ولا يريدون إلا الاصلاح كما يدعون في كل وقت وحين، فإنهم تجاوزوا الرسول وبودهم أن يجاهدوا جميع من يعتبرونه كافرا على هذه البسيطة بمن فيهم الكفار من الجن. تجاوزهم للرسول (صلعم) يكمن في ادعاءهم أنهم ينوبون عن الله في الحكم على عباده ويودون أخذ الحق بأيديهم في الدنيا في المساءل التي تخص الله وكأني بهم يومنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه.
لا يشك أحد من المسلمين بأن الكفر يعد من كبائر الذنوب ومع ذلك فقد خاطب الله رسوله في القرآن في عدد من الآيات أن لا يحزن من كفر من كفر و لم يأمره بما يريد شيوخ التكفير القيام به تجاه من يتهمونهم بالزندقة إن الحكم في هذا الأمر الخطير لله وحده. لا يتسع المقام لسرد البراهين في كل ما ورد في القرآن بهذا الخصوص وبخصوص كل الارشادات الالهية التي يبقى الله وحده وكيلا بها.أشيرفقط الى بعضها لعل الله يهدي بها من يجعل نفسه وكيلا على البشر.ومن أغرب الأمور أن معظم المكفرين للناس يحملونه(القرآن) كاملا في صدورهم. منها:

“إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد
وَلاَ يَحۡزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّوا۟ اللّهَ شَيۡئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجۡعَلَ لَهُمۡ حَظًّا فِى الآخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ (آل عمران:
يَآأَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحۡزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الۡكُفۡرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا۟ آمَنَّا بِأَفۡوَاهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُوا۟ سَمَّاعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوۡمٍ آخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَ يُحَرِّفُونَ الۡكَلِمَ مِن بَعۡدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَاحۡذَرُوا۟ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتۡنَتَهُ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيۡئًا أُوۡلَٰٓئِكَ الَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡ لَهُمۡ فِى الدُّنۡيَا خِزۡىٌ وَلَهُمۡ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (الماءدة:
وَمَن كَفَرَ فَـَلا يَحۡزُنكَ كُفۡرُهُ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(لقمان:23).فَـَلا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ (يس:76). فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب [الرعد :

هذه بعض الحكم الإلهية لنبيه ولعامة الناس. وهي أوامر ونواهي منه جل وعلا فمن أين يجد المرء ما يبرر تدخل هؤلاء فيما لا يعنيهم. أين التفويض الإلهي الذي يتزعمونه ويريدون احتكاره ليستصغروا عظمة الإسلام الذي يتسع حتى للكفار الذين أعلنوا كفرهم ناهيك عن الذين يتهمهم هؤلاء وهي مجرد تهم قد لا تكون إلافي تخيلاتهم وفي أضغاث أحلامهم . ألم يومن هؤلاء بحقيقة ما ….!؟

* رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات والتعايش السلمي

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.