بعيدا عن الإسفاف والابتذال الذي طغى على مسرحيات الوان مان شو وبنص محترم مقتبس من رواية فرنسية استطاع المخرج سامي منتصر أن يعيد للمسرح الجماعي قيمته وان يجعل الجمهور يستعيد ذكريات الزمن الجميل الذي كان شاهدا على قيمة الأعمال المقدمة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي .
مسرحية المدك التي عرضت ليلة أمس بقصر الرباط بالمنستير ضمن فعاليات الدورة السابعة والأربعين متعت الجمهور وجعلته يعيش على امتداد ساعتين مع الكوميديا الهادفة ..
كوميديا منبثقة عن أحداث متسلسلة طريفة جمعت الأبطال وهم توفيق البحري وزهير الرايس وصلاح مصدق ومحمد علي بالحارث وحمدي حدة في حوار يحمل في طياته رسائل نبيلة مستوحاة من الواقع التونسي وتتعلق بجزئيات من الحياة اليومية.
رسائل المسرحية متنوعة وهي مفتوحة على جميع القراءات ولكنها تتوحد في الصورة التي أجاد المخرج تقديمها من خلال الديكور وكذلك الشخصيات المتمكنة من الأداء الجيد والقادرة على التفاعل الحيني مع المكان والزمان ..ولقد برز ذلك جليا في تدخلات الممثل صلاح مصدق الذي استطاع ان يحرك الجمهور لما تحدث عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ولما قال ” المنستير يا دولة “.
مسرحية ” المدك ” عنوان آخر من عناوين الإبداع في المسرح الجماعي وهي ثمرة عمل واجتهاد لمجموعة آمنت بان الفن رسالة وبان الرسالة يجب ان تكون وجيهة ومؤثرة على المتلقي وهو ما لمسناه خلال العرض الذي كان خفيفا في مجمله غنيا في معانيه طريفا في طرحه ..
شارك رأيك