الرئيسية » بن فرج : هل ينجح إنكار الحقيقة في إخفاء الأزمة؟

بن فرج : هل ينجح إنكار الحقيقة في إخفاء الأزمة؟

 

 

نشر  اليوم الاربعاء 8 اوت الجاري النائب الصحبي بن فرج تعليقا  اسفله على استقالته من حركة مشروع تونس و من كتلته البرلمانية “الحرة “.

“وأنا أودع استقالتي من كتلة الحرة والحزب تتزاحم في ذهني الذكريات وتتسابق التساؤلات: ذكريات مغادرة النداء وتأسيس الكتلة وتساؤلات الخروج الثاني وآفاق المستقبل.

•لماذا غادرنا نداء تونس؟ مناهضة للتوريث وهربا من الاستبداد بالراي والانفراد بتسيير الحزب لفائدة شخص وعائلة ، وتأسيس بديل سياسي جذاب قادر على جذب واستيعاب مئات الآلاف من الغاضبين على خط الحزب الفائز بالانتخابات والرافض لممارسة السلطة
هل سرنا على وهجِ حماسة التأسيس؟ هل قطعنا مع أمراض الحزب القديم على مستوى القرار والتنفيذ والادارة؟
مع من ننسق حاليا مواقفنا؟ مع من نناقش التوحيد؟ مع من نلتقي عمليًّا في اغلب المواقف؟ وحتى أخيرا في قرار بالتصويت ضد ثم مع وزير الداخلية؟
مع مكونات الحزب الذي منه خرجنا؟ وبالذات مع رموز التوريث والانفراد والاستبداد بالراي في الحزب القديم؟
هل هي البراغماتية والعقلانية والحسابات السياسية الواقعية؟ لماذا غابت العقلانية والواقعية ونحن نغادر الحزب القديم؟ لماذا تأخرت البراغماتية عامين ونصف؟ ألم يكن أمامنا فرصة لتأسيس شيئ آخر، مختلف، مغرٍ لملايين التونسيين؟

•ونحن نغادر أول مرة ،هل خرجنا فعلا من جلباب الباجي قايد السبسي؟ أم كانت مجرّد فسحة أورحلة تنتظر لفتة أو نظرة أو إشارة فابتسامة فموعد فلقاء ؟
هل يمكن ان نستند مرة اخرى لمنطق الباجي ونعود مجددا الى ما يصيغه عقل الباجي، وتخطيط الباجي، وأهداف الباجي وسياسة الباجي؟ ومحيط الباجي؟(مع حفظ الألقاب والمقامات) عملا بنظرية “الحلّ والعقد عند الباجي”
هل نستعين بأدوات التحليل السياسي أم بعلم التحليل النفسي لفهم هذه “الحالة”؟

•ونحن نتطلع الى 2019، ماذا أعددنا طيلة عامين للمستقبل؟ على مستوى السياسات والمواقف والتحالفات؟
ماهي حصيلة سنتين ونصف من العمل والصراع السياسي والمعارك الصغيرة المتتالية؟
ماهي نتائجنا؟ ما هي مكانتنا حاليا؟ ما هي آفاقنا في المستقبل؟
هل يكمن الحل في إعادة “انتاج” أو رسكلة نداء تونس ؟ في شكله القديم وخطابه القديم ووجوهه القديمة …….. لإعادة إنتاج نفس أخطائه القديمة من أجل الفوز بنفس السلطة الواهية، والوهمية والفاشلة
هل سنستعيد هذه السلطة بإستعادة معركة انتخابوية وصوتيّة مزيفة مع حركة النهضة ؟ لنعيد مرة أخرى إنتاج نفس التحالف المغشوش بأكثر “غَشّة”

هذه الاسئلة وغيرها لطالما طرحناها خلال الاشهر المنقضية، لتبقى دون أجوبة ولنضطرّ أخيرا الى المغادرة الى فضاءٍ أرحب،
هل ستنجح في “تتفيهها” طمسها حملة الشتم والتشكيك والاتهام بالانتهازية والمصلحية والتزلف للحكومة لمجرّد أننا قررنا المغادرة بتحضّر؟
هل ينجح إنكار الحقيقة في إخفاء الأزمة؟.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.