الرئيسية » رفع التنسيق الأمني بين تونس والجزائر لإنهاء وجود المجموعات الإرهابية على الحدود

رفع التنسيق الأمني بين تونس والجزائر لإنهاء وجود المجموعات الإرهابية على الحدود

من الجزائر: عمّـــــــار قـــــردود

كشف مصدر أمني جزائري مطلع لــ”أنباء تونس” أن كبار المسؤولين في الجيشين الجزائري والتونسي قد إتفقا – بعد تلقيهما الضوء الأخضر من القيادتين السياسيتين بالبلدين – على تنفيذ عملية عسكرية مشتركة ضخمة وغير مسبوقة للقضاء نهائيًا على الجماعات الإرهابية على الحدود بين البلدين قبل نهاية 2018 بغية وضع حد للإعتداءات الإرهابية التي لطالما عانت منها الجزائر  تونس في السنوات الأخيرة.

وبحسب ذات المصدر فإن الجزائر قررت منح مساعدة مادية لصالح تونس، مع دعم لوجستي للقوات الأمنية التونسية المرابطة على الحدود وتكفلها بكافة تكاليف هذه العملية العسكرية الكبيرة.

و تحضيرًا لهذه العملية العسكرية المشتركة، نشر الجيش الجزائري تعزيزات عسكرية إضافية قرب الحدود مع تونس، كما قام الجيش التونسي بإرسال وحدات إضافية إلى الحدود مع الجزائر وتم رفع حالة التأهب القصوى لدى جيشي البلدين، و سيتم الشروع في تطويق حدود البلدين وغلق جميع المنافذ من خلال تأمين غطاء جوي بواسطة مروحيات وطائرات عسكرية لتقفي آثر الإرهابيين و محاصرته.

الجزائر تنتظر تعيين وزير جديد للداخلية في تونس

وقالت مصادر متطابقة أن الجزائر تنتظر تعيين وزير جديد للداخلية في تونس من أجل دعوته بصفة رسمية لزيارتها بغية رفع التنسيق الأمني بين البلدين أكثر. مع العلم أن منصب وزير الداخيلة في تونس بقي شاغرًا منذ إقالة الوزير السابق لطفي براهم وتكليف غازي الجربي بتسيير الوزارة بالنيابة وبشكل مؤقت.

وتعتقد الجزائر أن قضية التنسيق الأمني بين البلدين ضرورية وملحة، من أجل تكثيف مراقبة الحدود المشتركة، خاصة مع الوضع الأمني المتدهور في الجارة المشتركة ليبيا واستغلال مجموعات تلك الأوضاع لتهريب الأسلحة إلى الجزائر وتونس.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية التونسي السابق لطفي براهم إلى الجزائر قدمت للجانب التونسي صورة متكاملة عن الدرجة العالية للتجهيزات الأمنية المتوفرة والتكوين في الجزائر، ما دفع الوزير التونسي للاتفاق مع المسؤوليين الجزائريين بإرسال إطارات أمنية تونسية للتكوين في المؤسسات الجزائرية وتعزيز التنسيق.

و يشهد التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الجزائر وتونس مستوى رفيعًا في مجال ملاحقة العناصر الإرهابية ومراقبة تحركاتها وتبادل المعلومات بشأنها بشكل آني، إذ كانت سلطات البلدين وسعت صلاحيات غرف العمليات العسكرية التي يشرف عليها قادة عسكريون على الحدود، وتم توفير قنوات تواصل عسكري مباشر للتحرك بسرعة عند رصد أي تحرك للمجموعات المسلحة على حدود البلدين،لكن تزايد الإعتداءات الإرهابية في تونس و بالقرب من الحدود الجزائرية في الأونة الأخيرة فرض على السلطات الجزائرية والتونسية المزيد من العمل من أجل رفع قياسي لمستوى التنسيق الأمني بين البلدين.

الرئيس التونسي يؤكد وجود تعاون أمني كبير مع الجزائر

من جهته، أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن العلاقات بين الجزائر وتونس ممتازة، وأن هناك تعاون كبير بين البلدين في محاربة الإرهاب على الحدود. وكان السبسي يتحدث عن التعاون بين البلدين بعد إحدى العمليات الإرهابية التي نفذتها قوات الجيش التونسي ضد الارهابيين، مؤكدًا أن الجزائريين اتخذوا اجراءات صارمة للتصدي للجماعات الارهابية على الحدود.

وأكد السبسي في حوار مع قناة نسمة التونسية “الإخوان في الجزائر استنهضوا الهمم بعد العملية الأخيرة، واتخذوا إجراءات حاسمة“، وحسبه فإن ”علاقة تونس بالجزائر ممتازة جدا في ظل وجود تعاون كبيرا بين البلدين، تدعم بعد العملية الارهابية الاخيرة على الحدود التونسية الجزائرية بغار الدماء“.

هذا و تتمركز المجموعات المسلحة في المناطق الحدودية بين البلدين منذ سنوات، من جندوبة إلى الكاف، ومن القصرين إلى قفصة، ومن جبال الشعانبي إلى جبل السلوم والمغيلة، بسبب وجود جبال وغطاء من الغابات.

و جاء تصريح الرئيس التونسي بالتزامن مع رفع السلطات الجزائرية من وتيرة التنسيق الأمني مع تونس لمواجهة الجماعات الإرهابية الناشطة على الحدود، حيث سارع وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي السبت الماضي – أي بعد مرور 72 ساعة عن إعتداء عين سلطان الإرهابي بتونس – إلى زيارة ولاية الطارف الحدودية مع تونس، في زيارة تبدو تنموية في الظاهر لكن بخلفيات أمنية في الباطن… إذ ربطها متتبعون للعلاقات بين الجزائر وتونس بالاعتداء الإرهابي على عناصر من الحرس التونسي في جندوبة قرب الحدود الجزائرية.

و بحسب مصادر جزائرية مطلعة ل”أنباء تونس” فقد تم برمجة الزيارة الوزارية على جناح السرعة بالتزامن مع استقبال الولاية لقوافل السياح الجزائريين المتوجهين إلى تونس والعكس، عبر مركز أم الطبول – أكبر مركز حدودي بين الجزائر وتونس من حيث حركة السيارات والأفراد.

والتقى الوزير الجزائري بدوي مسؤولي شرطة الحدود ومسؤولين عسكريين واستطلع انتشار مراكز المراقبة على طول الحدود، ثم انتقل إلى أم الطبول في أعلى هضبة مدينة القالة المطلة على مدينة طبرقة التونسية. ونقل عن الوزير الجزائري توجيهه إلى المسؤولين الأمنيين بالمركز توصيات تقضي برفع وتيرة التنسيق الأمني بين البلدين لمواجهة الجماعات الإرهابية الناشطة على الحدود.

و أفادت ذات المصادر أنّ بدوي استمع في لقاء مغلق مع مسؤولين أمنيين من الشرطة والدرك والجيش لشرح يخص خطة الانتشار والتنسيق الأمني مع الطرف التونسي.

وأكّد بدوي في تصريح صحافي “التزام الجزائر بمحاربة بقايا الإرهاب إلى غاية القضاء على هذه الآفة”، وقال: “الوضع يتطلّب ضرورة مواصلة التنسيق بين البلدين في المجال الأمني”، مشيراً إلى أنّ “أمن تونس وحدودها هو نفسه أمن الجزائر والعكس صحيح في ما يتعلّق بالبلد المجاور، والتنسيق الجزائري – التونسي في مجال الأمن وتبادل المعلومات دائم، ولدينا رغبة دائمة على رفع التحدي الأمني معاً والتعاون الوثيق”.

بدوي يستنكر الهجوم الإرهابي بتونس الشقيقة ويؤكّد على وحدة أمنها

كما إستنكر وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري، نور الدين بدوي، الخميس الماضي، خلال زيارته لمركز أم الطبول الحدودي بولاية الطارف، العملية الإرهابية التي استهدفت تونس الشقيقة الأحد الماضي بولاية جندوبة و أسفرت عن مقتل 6 جنود تونسيين. وأكّد  بدوي على خلفية العمل الإجرامي الفظيع الذي استهدف عناصر الحرس الوطني التونسي، مخلفًا وراءه قتلى، أنّ أمن تونس من أمن الجزائر.

زيارة الوزير إلى الحدود الجزائرية-التونسية جاءت بعد 4 أيام من الهجوم الإرهابي الذي شهدته  محافظة جندوبة الحدودية مع الجزائر، والتي خلّف مقتل 6 من عناصر الأمن التونسي في كمين نصبته مجموعة إرهابية شمال غرب البلاد على مقربة من الجزائر حسب ما صرحت به وزارة الداخلية التونسية. كما وصفت وكالة الأنباء الرسمية في تونس أنّ هذه العملية تعد الأكبر منذ 2015.[social_warfare buttons=”“]

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.