الرئيسية » تونس تشهد خلال شهر جويلية درجات حرارة تتجاوز المعدلات الموسمية بـ10 درجات

تونس تشهد خلال شهر جويلية درجات حرارة تتجاوز المعدلات الموسمية بـ10 درجات

ستشهد تونس خلال شهر جويلية الجاري، وفقًا لبيانات المعهد الوطني التونسي للرصد الجوى، درجات حرارة ستتجاوز المعدلات الموسمية بعشر درجات . وستعيش تونس نهاية الاسبوع الجاري على وقع هبوب ريح الشهيلي واستمرار ارتفاع درجات الحرارة التي ستتراوح بين 40 و 46 درجة ويمكن أن تبلغ 48 درجة.

إن أعلى معدل لدرجات الحرارة تم تسجيله في تونس كان مطلع شهر جويلية الجاري وتجاوز 49 درجة بولاية توزر بالجنوب التونسي و لن يتم تحطيم هذا الرقم خلال الايام المقبلة.

وتُسجل درجات الحرارة تراجعًا طفيفًا بأقصى الشمال حيث تتراوح القصوى بين 37 و 41 درجة، فيما تتواصل مرتفعة ببقية الجهات وتتراوح بين 40 و 46 درجة وتصل محليّا إلى 48 درجة بالجنوب مع ظهور الشهيلي.

وكانت نادية مديوني، المهندس الأول المتخصص في التوقعات المناخية بالمعهد الوطني للرصد الجوي، قد دعت التونسيين الى شرب كميات كبيرة من المياه والبقاء في فضاءات مكيفة.

كما كشف خبير الأرصاد الجوية حمدي حشاد، أمس الجمعة، أن تونس تقع، حاليًا، تحت ظاهرة ما يعرف بالقبة الحرارية التي تشكلت بمنطقة شمال افريقيا في الوقت الذي شدّد فيه خبراء المعهد الوطني التونسي للرصد الجوي على ضرورة تجنّب الخروج دون وقاية من الساعة الحادية عشرة صباحًا الى الرابعة عصرًا.

وأشار حشاد إلى أن تونس ستعيش بفعل القبة الحرارية الواقعة على منطقة شمال افريقيا ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة القصوى لعدة أيام، لافتًا إلى أن تونس شهدت خلال خمسنيات وبداية ستينيات القرن الماضي فترة ما بين 11 و14 يومًا، والتي تخطت فيها درجات الحرارة 35 درجة.

ولاحظ أن الحرارة المرتفعة ستصل إلى 28 يوم فوق المعدل مما يشكل ارتفاعًا بنحو 4 أيام مقارنة بالتوقعات المرصودة للحرارة خلال شهر جويلية 2018، مبينا أن هذه الظاهرة استمرت أكثر من مدتها العادية ويمكن أن تستمر لثلاثة أسابيع وستسبب تبخر مياه السدود، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية أصبحت سريعة.

وقال خبراء الرصد الجوي لـ”أنباء تونس” إن هذا الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة، ينضم إلى سلسلة الارتفاعات المفاجئة في السجلات القياسية لدرجات الحرارة القصوى، التي شهدها الكوكب خلال الأيام العشرة الأخيرة. وتم تصنيف قارة إفريقيا مطلع شهر جويلية الجاري كأشد القارات حرارةً في العالم، وقد عانت منذ أيام أشد أجوائها حرارةً وفقاً للقياسات المعتمدة، إذ ارتفعت الحرارة في مدينة ورقلة الجزائرية إلى51.3  درجة مئوية أو سليزيوس- 124.3- فهرنهايت ، يوم 5 جويلية الجاري.

ومن المحتمل أن تكون درجة الحرارة الحارقة المسجلة في ورقلة هي درجة الحرارة الأعلى على الإطلاق في الجزائر، وفي القارة بأسرها، وفقاً للقياسات المعتمدة، مثلما أشارت إلى ذلك صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بتاريخ 6 جويلية الجاري. وعندما سُجِّلت درجة الحرارة هذه، كانت الجزائر الشمالية تحت تأثير قبةٍ حرارية كثيفة، أو منطقة ضغطٍ عالٍ في الهواء.

إحصائياً، كانت قوة القبة الحرارية تقدر بحوالي 3.5 إلى 4 في قيمة الانحراف المعياري، مما يعني أنَّها كانت مرتفعة بصورةٍ غير معتادة. ودرجة الحرارة القياسية هذه تعد واحدةً من الكثير من التغيرات في الأيام العشرة الأخيرة، بسبب انتشار العديد من القباب الحرارية المكثفة المبعثرة حول الغلاف الجوي الشمالي.

و تقع مدينة ورقلة شمال وسط الجزائر، بتعدادٍ سكاني يقدر بحوالي نصف مليون نسمة، في منتصف المسافة بالضبط بين تونس والمغرب، وتجاوزت درجة حرارة ورقلة أعلى درجة حرارة مسجلة في إفريقيا، التي شهدتها المغرب في 13 جويلية 1961، ووصلت إلى 50.7 درجة مئوية أو سيلزيوس-123.3 فهرنهايت- ، وهناك درجات حرارة أعلى سُجلت في إفريقيا، ولكنَّها إما اعتُبِرَت غير صحيحة أو وجدها خبراء المناخ محل شك، منها على سبيل المثال،

–كان يُعتَقد أنَّ أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في إفريقيا والكوكب بأسره هي58 درجة مئوية أو سيليزيوس- 136.4 فهرنهايت – في مدينة العزيزية في ليبيا، لكنَّ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية رفضت التسجيل، بعد أن اكتشفت لجنةٌ خمسة مآخذ على عملية تسجيل هذه الحرارة.

– سجلت مدينة قبلي التونسية 55 درجة مئوية أو سيليزيوس- 131 فهرنهايت-، في 7 جويلية 1931. واعتبرت رسمياً أحرَّ قياسات إفريقيا (والنصف الشرقي كله). لكنَّ كريستوفر بيرت، خبير الطقوس القصوى الذي درس التسجيل، وصفه بأنَّه “مشبوه”، لعدم وجود أي درجات حرارة مسجلة تقترب من هذا الرقم في العصر الحديث، ومنحه درجة صلاحية واحد من عشرة. ووصف إتيان كاباكيان عالم الأرصاد الجوية الفرنسي هذا التسجيل بأنَّه “مزحة كبيرة”.

– وفيما يتعلق بدرجة الحرارة الأخيرة المسجلة في إفريقيا، ضمَّن جيف ماسترز في مدونته ملخصاً لقراءات درجات حرارة أخرى من إفريقيا، كانت محل تساؤلات سُجِّلَت في الفترة الاستعمارية.

تونسيون لـــ”أنباء تونس”: أغيثونا… نحن نعيش الجحيم قبل آوانه؟

تشهد عدة مناطق تونسية خاصة توزر وما جاورها هذه الأيام حرارة استثنائية، أقلبت حياة سكان هذه المناطق رأسًا على عقب وحولت النهار إلى ليل والليل إلى نهار، كما حذرت مصالح الأرصاد الجوية في تونس من بلوغ درجات الحرارة 48 درجة خلال شهر جويلية الجاري، و كانت “أنباء تونس” شاهدة على أن الحرارة قاربت يومي 2 و  جويلية الجاري 47.4 درجة مئوية في ولاية توزر التونسية.

و لم تعلن مصالح الأرصاد الجوية في تونس منذ الاستقلال عن درجات حرارة بلغت أو تجاوزت الخمسين، حيث سجلت أعلى درجة سنة 1931 وتجاوزت الـــ50 درجة مئوية ، و أكد المختصون أن درجة الحرارة في الجنوب الغربي التونسي تجاوزت في العديد من المرات 50 درجة، حسب مراكز أرصاد أوروبية و دولية، غير أن السلطات التونسية تتهرب من الإعلان عن هذه النسبة للهروب من تطبيق قوانين الأمم المتحدة، التي تمنح العمال عطلة رسمية في حال بلوغ الحرارة 50 درجة، بالإضافة إلى تحديد هذه الولايات كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات خاصة تصدر من الحكومة، تماثل تلك التي تدرج في زلزال بقوة 5،6 درجات،حيث تنص قوانين العمل الدولية على منح العاملين عطلة رسمية في حال بلوغ الحرارة 50 درجة، وذلك من أجل الحفاظ على صحتهم وعدم تمكينهم من العمل في ظل درجة حرارة مرتفعة كهذه. وتُلزم منظمة الأمم المتحدة الدول الأعضاء فيها بتحديد المناطق التي تبلغ فيها درجة الحرارة الخمسين كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات استثنائية لحماية المسنين والمرضى والأطفال من الهلاك. وهذا ما جعل تونس والعديد من الدول تتهرب من الإعلان الحقيقي عن درجات الحرارة لاجتناب تطبيق قوانين وإجراءات الأمم المتحدة.

وأكد خبراء جزائريون في الأرصاد الجوية لـــ”أنباء تونس” أن درجة الحرارة هذه الأيام ستتجاوز 48 درجة في الجنوب الغربي التونسي وقد تلامس الـــ50 درجة أو أكثر على عكس ما أعلنته مصالح الأرصاد الجوية التونسية التي حددت درجات الحرارة ما بين 40 و48 درجة. وطالبوا من الحكومة التونسية إلزام مصالح الأرصاد الجوية الإعلان عن درجات الحرارة الحقيقية لتتحمل كل هيئة مسؤوليتها.

و في هذا الصدد، أوضح، الأستاذ عبد الرشيد بوبخة، الجزائري المختص في علوم الفضاء والفلك لــــ”أنباء تونس” أن موجة الحر التي تضرب تونس وخاصة ولايات الجنوب الغربي تأتي نتيجة تغيّرات على سطح الشمس، والتي جاءت بسبب تأثير الدورة الشمسية الـ24، التي بدأت عام 2008 وتنتهي في 2020 أي بعد سنة و نصف من الآن. وقال أنه “خلال هذه الدورة الشمسية تحدث انفجارات هائلة على سطح الشمس، مما يؤدي إلى إرسال موجات حرارية كبيرة إلى كوكب الأرض تسبّب ارتفاع درجات الحرارة”.

هذا وترفض مصالح الإرصاد الجوية في تونس الإفصاح والإعلان عن درجات الحرارة الحقيقة خاصة في منطقة الجنوب الغربي، حيث لم يسبق لها وأن أعلنت عن درجات حرارة بلغت أو تجاوزت الخمسين وذلك منذ الاستقلال سنة 1956، بالرغم من أن درجة الحرارة تخطت في بعض ولايات الجنوب الغربي التونسي هذه الأيام سقف ال-48 درجة مئوية حسب مراكز إرصاد دولية، كما أن الانتشار الواسع لاستخدام الأنترنت كذّب كل إحصاءات وادعاءات و توقعات مصالح الإرصاد الجوية في تونس، حيث بكبسة زر واحدة على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف النقالة الذكية أو اللوحات الإلكترونية كفيلة بالتعرف على أحوال الطقس ودرجات الحرارة في كل دول العالم وليس في تونس فقط وبالتفاصيل المملة. وهو ما جعل مصالح الإرصاد التونسية لأول مرة تعلن عن بلوغ درجات الحرارة الــــ48 درجة لأول مرة منذ الاستقلال. فيما لا تزال السلطات السياسية التونسية ترفض الإعلان الرسمي عن درجات الحرارة الحقيقية حتى لا يمكنها إعلان الولايات التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة ولايات منكوبة تتطلب إجراءات مالية خاصة تصدر من الحكومة التونسية.

و قد وجّه تونسيو ولايات الجنوب الغربي التونسي نداء إستغاثة عبر “أنباء تونس” للسلطات التونسية لمساعدتهم على مواجهة هذه الحرارة القياسية و قالوا أنهم “يعيشون الجحيم قبل آوانه”، حيث تسبب الارتفاع الكبير والقياسي وغير المسبوق في درجات الحرارة في ولايات الجنوب الغربي التونسي في حظر التجوال وتحويل مدن بأكملها إلى مدن أشباح خالية من أي حياة أو حركة وخاصة في الفترة الممتدة من العاشرة صباحًا وحتى السابعة مساء، حيث بلغت درجة الحرارة 45 درجة مئوية تحت الظل، فيما بلغت سقف الـــــ50 درجة مئوية تحت الشمس. وهو ما جعل الكثير من السكان يرفضون الخروج سواء للعمل أو لقضاء حوائجهم الضرورية خشية أن تحترق أجسادهم من لفح الشمس الحارقة.

من الجزائر:عمّــــار قـــردود

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.