الرئيسية » منصف المرزوقى و سياسة ما يطلبه المستمعون

منصف المرزوقى و سياسة ما يطلبه المستمعون

ماذا بقي من “المؤقت” منصف المرزوقي الذي ابتليت به تونس مثل الداء العضال سوى خياناته وتبعيته للبلدان الأجنبية وخاصة منها إمارة قطر سيئة الذكر وإثارته للنعرات الجهوية وتقسيمه للتونسيين وتامره على الأمة العربية…

  بقلم أحمد الحباسي

لا أحد يشك في ولاء محمد المرزوقي إلى دويلة قطر، ولعله في تاريخ تونس الطويل لم يجلس على كرسي الرئاسة واحد منزوع الإسم موال إلى دولة أجنبية مثل هذا الرجل الذي هبطت عليه الرئاسة باليانصيب الإنتخابي المغشوش في تلك الأيام  المضطربة التي عقبت سقوط النظام السابق وتكالب رموز الإرهاب مثل جماعة حركة النهضة وخونة الصالونات مثل مصطفى بن جعفر و نفايات حزب المرزوقي على الحكم، ويبدو والله أعلم أن هذا “المؤقت” قد ولد قطريا  رغم محاولته المستمرة الإدعاء بخلاف ذلك والإصرار على أنه قد ولد تونسيا لحما ودما وأن دماء “المرازقة” الأحرار يسري في عروقه المتلبدة بما يشاع من شربه للمغيبات عن الوجود في غربته الفرنسية التي قضاها تائها معدوما بين الصالونات الباريسية المشبوهة وبعض السفارات الخليجية التي كانت تبحث عن أمثاله ليكون بوقا لما يسمى بالمعارضة التونسية للنظام البورقيبي الذي يكن له المشارقة كل الكراهية بسبب توجهاته الغربية وإصراره على اللحاق بركب الحضارة بدل الإتجاه للمشرق  لنيل الشهادات في علم التكفير والزندقة الوهابية التي أنتجت كل هذه الزواحف التي تدمر سوريا و العراق.

“المؤقت” أنه متعدد الوجوه والألسنة والنوايا

مشكلة “المؤقت” أنه متعدد الوجوه والألسنة والنوايا والمشاريع في حين أن هذا الوطن محتاج فيما هو محتاج إلى شخص له لسان و قلب ومشروع ونية واحدة.

دخل الرجل قصر قرطاج وخرج منه بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها إلا ذلك “الكتاب الأسود” القذر الذي كشف حقارته وحقارة كل الذين ساهموا في حبره وتدوينه لأن الرؤساء لا يستغلون مناصبهم لبث الفتنة وزرع الكراهية والسعي لتقسيم الرأي العام، وعندما يتعرض هذا السيء الصيت لقامة رياضية أولمبية مثل العداء البطل محمد القمودي فلا شك أن ذلك يعد في عيون الذين عرفوا هذا البطل أكبر سقطة أخلاقية قبيحة يمكن أن تصدر من أحد الذين يدعون الإنتماء إلى أحرار الجنوب الذين رأينا بطولاتهم في واقعة بن قردان حين تصدت الصدور العارية إلى رصاص الإرهابيين التابعين لمنظومة محمد المرزوقي القطرية والتي يشرف على تدبير أمرها جماعة النهضة من بين شركاء خراب آخرين في ليبيا وقطر وتركيا ولبنان والأردن.

ذلك الكتاب السيء لا يختلف عن وثائقيات محطة الجزيرة الصهيوقطرية ولا يختلف عن ذلك الوثائقي المثير للغثيان الذي أنتجه أحد عملاء قطر في تونس المدعو ماهر زيد لإبعاد الإشتباه عن حركة النهضة باغتيال الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمى ولا عن ذلك الوثائقي الذي حاولت الجزيرة فيه إلصاق تهمة اغتيال صالح بن يوسف بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

يصف البعض “المؤقت” السابق  بأنه شخص مائي بلا طعم ولا لون ولا رائحة واختلافي مع هؤلاء ان الرجل له لون وهو اللون العنابي للإمارة القطرية سيئة الصيت، وقد شاهدنا بأم العين كيف تجرأ حمد بن خليفة  الذي كان  يقف على حكم قطر وتم عزله لفشله في إدارة الحرب الإرهابية المشبوهة على سوريا على تقديم “دروس” مجانية للطرطور في كيفية احترام البروتوكول الرئاسي في حادثة بينت القصور الذهني الثابت لدى “المؤقت” السابق وهشاشة شخصيته وعدم قدرته على التعامل مع الوضعيات المختلفة التي يتطلبها المنصب الرئاسي.

لكن العيب الأكبر في شخصية هذا الرجل أنه لا يخجل من  إتيان الشيء و نقيضه ومن اللعب  على كل الحبال وربما  تكون مصافحته لأحد رموز الاستبداد و الخيانة و الغدر  الرئيس السوداني عمر البشير أكبر دليل على أن مستنقع الخيانة الذي نزل إليه المرزوقي ليس له آخر وأن يافطة “الحقوقي” التي يرفعها بغير مناسبة لا تختلف كثيرا عن يافطة البلد الديمقراطي التي ترفعها إسرائيل.

ربما ركب المرزوقي سفينة  المساعدات إلى غزة ولكن السؤال الذي حير الجميع: من دفع بهذا السيء الصيت إلى تلك السفينة ولماذا حماس وليس كل الشعب الفلسطيني وإذا كان هذا المفلس سياسيا يريد إحراج إسرائيل فلماذا لم يتجرأ على طرد عملاء الموساد من تونس في فترة حكمه المريبة التي عمل فيها هذا الجهاز على جمع أكبر قدر من المعلومات عن الأرشيف الرئاسي و دفع فيها إلى الواجهة سهام بن سدرين للقيام بهذه المهمة القذرة ولولا وقوف رجال الحرس الرئاسي لتحققت الكارثة.

في شهادته على العصر على قناة الجزيرة – ومن غيرها – أراد الرجل أن يخرج بطلا مغوارا تتغنى به قصائد العكاظيات وتكتب فيه المعلقات السبعة ولكنه خاب في مسعاه خيبة مريرة لأن ما حاول كشفه من خيوط وأسرار كان معلوما وبعض التفاصيل التي ترك أمرها الرجل لذكاء المشاهدين والمستمعين لم تكن بالأهمية التي قصدها منها بل لعل أكثر ما شد انتباه المتابعين هو إقرار الرجل أنه كان منبوذا من حركة النهضة ومغيبا عن ساحة القرار وشخصا غير مرغوب فيه من رئيس الحكومة حمادي الجبالى بما يعني بعد الجمع والطرح أن تلك المقابلات الصحفية التي أثثها ذلك الصحفي احمد منصور المعروف بعلاقته الآثمة بالإخوان المسلمين وأحد رموز إعلام التضليل وضرب الوحدة العربية وتسخيف إنجازات الزعماء الأحرار في الوطن العربي قد جاءت معاكسة لنوايا القناة الصهيونية ونوايا عميلها القطري وطموح صاحب النظارات  المتلونة احمد منصورأاحد الذين باعوا أسرار القيادة العراقية السابقة للجيش الأمريكي قبل وبعد الغزو الثلاثيني لهذا البلد.

إثارة النعرات الجهوية وتمزيق النسيج الاجتماعي

لعل ما يثير الإنتباه في شخصية محمد المرزوقي أنه يعمل على إثارة النعرات الجهوية وتمزيق النسيج الاجتماعي كل ذلك من أجل الوصول مجددا للسلطة وقد كانت هناك اتهامات صريحة لإتباع هذا القطري المشبوه بكونهم من يكونون وراء عمليات الحرق والنهب التي طالت عدة مدن تونسية مما يؤكد الترابط الفعلي بين هذه الجماعات و المهربين والإرهابيين.

من مفارقات  التخبط الفكري لدى “المؤقت” السابق أنه لم يقف يوما ضد الجماعات الإرهابية واكتفى بعبارته  الثلاثية المتهرئة الشهيرة “لن يمروا. لن يمروا. لن يمروا” مع أنه كان على علم بأن تلك الجماعات قد مرت ومرت ومرت إلى كهوف وأعماق الجبال بفعل مؤامرة حركة النهضة شريكه في الحكم وتمويل المحمية القطرية وتواطىء المخابرات التركية.

هذا الصمت الفاحش  رغم ما ارتكب منة اغتيالات وتفجيرات أدت بأرواح الكثيرين من شهداء المؤسسة الأمنية و العسكرية لا يختلف عن صمت النائبة سامية عبو والنائب عماد الدايمى وفاحش القول الناكر لوجود الإرهاب الصادر عن ماهر زيد وطارق الكحلاوى وعماد منصر وعبد الوهاب معطر وسمير بن عمر وعبد الرؤوف العيادى وبقية الرموز الفاسدة المعروفة.

بطبيعة الحال يتحمل المرزوقي المسؤولية الجزائية والسياسية والأخلاقية في كل الإغتيالات التي حصلت لأنه الشخص الذي أطلق سراح الإرهابيين من السجون وفتح إليهم باب القصر الرئاسي بقرطاج وعاشرهم معاشرة شركاء الجريمة و الخراب وكان يشكل الرافد المعنوي لهذه الجماعات الإرهابية المتطرفة ولذلك يمكن القول أنه و لئن تجاهلت هيئة الحقيقة والكرامة محاكمته فإن هذا الشعب لن ينسى جلاده وستكون هناك جولات أخرى يتم فيها كشف المستور حتى لا يبقى في تونس من خانها.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.