الرئيسية » نتائج البكالوريا 2018 : لا يحق لفرحة الأقلية أن تخفي مأساتنا الجماعية

نتائج البكالوريا 2018 : لا يحق لفرحة الأقلية أن تخفي مأساتنا الجماعية

 

بقلم محمد فوزي معاوية

تأتي أرقام نتائج ” البكالوريا دورة 2018″ كالعادة كاشفة لزلزال دائم يهز أركان المجتمع و الدولة لضياع المجهودات الوطنية بهزالة المردود رغم ميزانية تفوق 5000 مليون دينار سنويا مع استمرار اختلال التوازنات الجهوية الصارخة وهي تعكس حقائق هيكلية لكنها لم تشهد بدايات تغيير حتى لا نقول عكس ذلك…

التربية وسياسات تكريس الفشل
المطلوب حتى تتضح صورة الكارثة و مهما كانت التعديلات التى ستتم اثر استكمال الدورتين..هو قراءة تعكس هذه النسب لنؤكد مثلا و ان ما يحصل في القصرين يتعلق باخفاق أكثرمن 88 % من المترشحين و لا يتعلق الأمر هنا باستثناء فنسبة الاخفاق تفوق 70 بالمائة في كل الولايات ماعدا (7) منها هي حسب الترتيب ( صفاقس /اريانة /المهدية /المنستير/سوسة /مدنين/ نابل )وهي التى سجلت نسب اخفاق تنحصر بين (56 و 69 بالمائة) كل هذا الفشل رغم الأموال الطائلة التى انفقت من الدولة وقد اشرنا الى حجمها ولكن لا بد من اضافة التضحيات التى يقدمها الأولياء (المجتمع) مع انهم من دافعي الضرائب وذلك للاحاطة بأبنائنا لمدة (عشرون سنة) ويبلغ الأمر ذروته عندما نتأكد و أن مستوى المكتسب لدى هذه النسبة الضئيلة من الناجحين هي بعيدة عن الحد الأدنى المطلوب في المستويات الدولية…

لم نقم بتحويل نسب النجاح الى نسب اخفاق تشاؤما و انما وقوفا على حقيقة يصدع بها واقع دمار أليم حتى تتجلى الصورة لدى الجميع و بدون مسكنات لا تغنى و لا تسمن من جوع أو ادعاءات اصلاح زائفة استخدمت لتكريس فشل أو لخدمة أغراض موغلة في ضيقها.

تونس بصدد فقدان روحها الريادية
فنحن بصدد التضحية بأجيال و نحن بصدد فقدان الروح التى جعلت من تونس بلد يتفوق اثر الاستقلال على الاغلبية الساحقة من الدول العربية و النامية بما فيها تلك التى استفادت من ثروات باطنية لا حد لها.

و مع كل ذلك و بكل عنجهية الجهالة و الرجعية المقيتة و المدمرة لكل تقدم هنالك أصوات مازالت تشكك في خيارات دولة الاستقلال و تتألم لفقدانها التعليم الزيتوني التقليدي و تحرض على فتح المدارس القرآنية..و تدعى في نفس الوقت انخراطها في مسيرة البناء و التقدم..و هي اليوم بصدد الهيجان حول المشروع المتعلق بالحريات و المساواة…

التربية أولوية وطنية مطلقة
لن أتردد في الاقرار بأنه لا فائدة و لا معنى ” لثورة ” تفرط في أعز ما يكتسبه المجتمع
و المقصود طبعا ثروته البشرية و لا معنى و لا فائدة و لا مستقبل “لثورة” لم تدرك أن أولوية الاولويات هي اصلاح منظومتها (التكوينية -التربوية – الثقافية) و ذلك قبل اللامن و الدفاع و التنمية الاقتصادية بمختلف مكوناتها,,, ففي عشر سنوات فقط التربية قادرة على تغيير و جه المجتمع و هو ما لا يقدر على تحقيقه أي قطاع حيوي آخر لذلك لا بد من توافق و طني شامل و ملزم لجعلها ” أولوية وطنية مطلقة ” خارج المزيادات و ترهات الاصلاحات المشبوهة و التوظيفات السياسوية لأن الاستمرار في هذا المنحى والتلاعب بروح المجتمع يشكل ” خيانة ” حقيقية للوطن و لشعب هو في أوكد الحاجة الى الصدق و الصراحة في زمن فقدان الثقة و استفحال المخاطر المهددة بضياع الآمال و الطموحات التى لا معنى للتضحية بدون بداية انفتاح مسارات انجازها على أرض الواقع.

*قيادي بحزب تونس اولا 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.