الرئيسية » ألمانيا : تفاصيل التحقيق مع التونسي سيف الله المتهم بصنع قنبلة بيولوجية

ألمانيا : تفاصيل التحقيق مع التونسي سيف الله المتهم بصنع قنبلة بيولوجية

من الجزائر: عمّـــــــار قـــــردود

قال مسؤول بارز في الشرطة الألمانية أمس الأربعاء 20 جوان 2018، إن للهجوم المزعوم بسلاح بيولوجي الذي خطط له شاب تونسي احتجز في كولونيا الأسبوع الماضي، يعتبر بمثابة “بعد جديد وغير مسبوق”.

وقال قائد الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية لمحطة “آر.بي.بي إنفو راديو” العامة، هولغر مونش : “كانت هناك استعدادات ملموسة لمثل هذا العمل بما يمكن أن يطلق عليه قنبلة بيولوجية”. وأضاف أنه كان من شأن هذا الهجوم أن يصبح “غير مسبوق” في ألمانيا: “كانت هناك استعدادات ملموسة لارتكاب مثل هذا الفعل بقنبلة بيولوجية من نوع ما، وهذا في ألمانيا أمر غير مسبوق”. وقال إن المهاجم المحتمل سعى للحصول على المشورة عن كيفية إنتاج مثل هذا السلاح على الإنترنت. وأكد المسؤول ذاته أنه لدى المحققين معطيات تؤشر إلى صلات للمحاولة الاعتداء هاته بتنظيم “داعش” الإرهابي، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل في هذا الشأن.

محاولة الإعتداء البيولوجي الإرهابي لها صلة بداعش
وبحسب نيابة مكافحة الإرهاب، فإن المشتبه به، الذي قدم نفسه على أنه يدعى “سيف الله”، حاول مرتين التوجه الى سورية عبر تركيا خلال 2017، قصد “الانضمام لتنظيم داعش على الأرجح”، لكنه لم ينجح، كما أنه كان “على اتصال مع أشخاص من التيار الإسلامي المتطرف”. وبحسب قائد شرطة مكافحة الإرهاب الألمانية، فإن الاستعدادات للهجوم كانت جارية عندما أوقفته الشرطة الثلاثاء الماضي.

ونقلت صحيفة “دي فيلت” (ألمانية خاصة)، تصريحات عن رئيس المكتب الاتحادي للشرطة، هوليغر مونش، قال فيها إن “هناك جديدًا بقضية الشاب التونسي الذي ألقي القبض عليه في مدينة كولونيا (غربًا) إثر الاشتباه بتخطيطه لهجوم”. وتابع: “كانت هناك استعدادات ملموسة لهجوم بسلاح بيولوجي، ويمكننا القول بقنبلة بيولوجية”.وأضاف: “لقد تلقى المتهم (لم يذكر بيانات تتعلق بهويته) تعليمات حول كيفية تنفيذ ذلك، بينها تعليمات من منظمات إرهابية (لم يسمها) عبر الإنترنت”. وتابع “من الواضح أيضاً أن المتهم كرّس نفسه لذلك الفعل”، مضيفاً: “هذا الهجوم، إن حدث، كان سيكون أمراً غير مسبوق في ألمانيا”. ولم يذكر “مونش” تفاصيل إضافية حول الموضوع، أو الأهداف التي كان الشاب ينوي مهاجمتها..

و ذكرت مجلة “ديرشبيغل” الألمانية المعروفة أن “سيف الله” اشترى 1000 حبة من بذور الخروع على الإنترنت. وأضافت المجلة إن التونسي المعتقل استفاد من تعليمات التنظيم الإرهابي “داعش” حول الأسلحة البيولوجية على الإنترنت بغية صناعة قنبلة الريسين..
وأشارت محطة تلفزيون “آر تي إل” الألمانية، من معلومات استقتها من النيابة العامة الاتحادية، إلى أن “سيف الله” كان ينوي الالتحاق بـ”داعش” في سوريا والعراق، إلا أنه غيّر رأيه بعد الهزائم التي لحقت بالتنظيم الإرهابي في هذين البلدين وقرر البقاء في ألمانيا لتنفيذ نشاطاته الإرهابية. وأضافت المحطة أن المتهم اشترى من على الإنترنت كميات أكبر بكثير من الكمية التي صادرتها القوات الخاصة من بذور الخروع في شقته. وذكرت المحطة أن الشرطة صادرت 100 حبة من شقة “سيف الله” فقط، وترجح أن البقية ربما تكون لدى شريك له يعيش في مكان ما من ألمانيا أو أوروبا..

ونقلت صحيفتا “إكسبريس” و”كولنر شتادت انتزايغر” عن مصادر في النيابة العامة، أن المتهم التونسي كان يخضع لرقابة دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) منذ فترة بواسطة فريق رقابة “متحرك”. وأضافت الصحيفتان إن “سيف الله” من المتعاطفين مع “داعش”، وأنه كان يخضع في بلاده (تونس) إلى الرقابة أيضاً بسبب تطرفه. ونقلت الصحيفتان عن دوائر أمنية أن التونسي المعتقل وصل إلى ألمانيا في نوفمبر 2016. وأضافتا، إنه متزوج من ألمانية اعتنقت الإسلام مؤخراً وله منها أربعة أطفال..

كان بصدد صناعة ما بين 250 و 1000 جرعة شديدة السمية من الريسين
وقُبض على المشتبه به في كولونيا غرب ألمانيا قبل أسبوع، بعد العثور على مادة الريسين السامة في شقته بعد تفتيشها. وكان لدى الرجل ما يكفي من المواد في شقته لإنتاج ما بين 250 وألف جرعة شديدة السمية من هذه المادة، وفق تقارير وسائل إعلام.

وقال قائد الشرطة إن “عمليات التفتيش أظهرت أن المشتبه به أنتج مادة الريسين بالفعل”، وهو سم من أصل نباتي يعتبر الأشد فتكًا. وأوضحت النيابة أنها عثرت على 84,3 ملغرام من الريسين، و3150 من بذور الريسين تتيح تصنيع السم
كما صادرت الشرطة 250 كرة من الفولاذ وزجاجتين من مزيل الأسيتون، وكابلات متصلة بمصابيح إضاءة، و950 غرامًا من مسحوق رمادي، وخليط من مسحوق الألومنيوم ومواد ألعاب نارية.

وقال ممثلو الادعاء الأسبوع الماضي إن “التحقيقات الأولية لم تكشف أي مؤشر على وجود خطة محددة لهجوم إرهابي، أو إذا كان الرجل عضواً في منظمة إرهابية”. لكن موينش قال إن “الشاب بدأ تحضير الريسين، وعُثر على مكونات لعبوة ناسفة في شقته”.
وقال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، هانز جورج ماسن: “من المحتمل جداً أن هجوماً إرهابياً أُحبط”، لكنه لم يحدد الهدف المحتمل للمهاجم المفترض.

و كان راديو الغرب (في دي ار) قد كشف الجمعة 15 جوان الجاري، أن السلطات الألمانية تسلمت تبليغاً من المخابرات المركزية الأميركية (سي آي ايه) عن قيام “سيف الله ” بشراء بذور الخروع بكمية كبيرة على الإنترنت.كما ابتاع التونسي جهازاً كهربائياً لسحق القهوة أيضاً من على الإنترنت، يُعتقد أنه كان ينوي سحق بذور الخروع واستخراج الريسين منها. ومعروف أن مسحوق الريسين من أخطر أنواعه السمية ويكفي ملغم واحد منه لقتل إنسان بالغ. ويكون سم الريسين على أشد ما يكون خطورة عند استنشاقه في مناطق مغلقة مثل محطات المترو ودور السينما وغيرها.

وقال ميشائيل فيتنبريغ، الخبير الأمني الألماني: “إن الشاب التونسي نجح فعلاً في إنتاج كمية من سم الريسين البيولوجي من بذور الخروع”. وأضاف أنه جلب أنظار الشرطة الألمانية أيضا حينما طلب على الإنترنت أجهزة ومعدات تستخدم في صناعة القنابل عادة. وصادر رجال التحقيق من مسكنه كومبيوتر وهاتفًا جوالاً يعكف الخبراء في الشرطة حالياً على تحليل محتوياتهما.

والأربعاء الماضي، ألقت قوات خاصة من الشرطة الألمانية القبض على شاب تونسي يبلغ 29 عاماً وزوجته، بعد أن عثرت في منزلهما في كولونيا على مادة الريسين السامة. وكان لدى الشاب ما يكفي لإنتاج ما يصل إلى ألف جرعة قاتلة من الريسين، كما كان يملك في منزله أدوات لصنع عبوة ناسفة، حسب الشرطة. ومنذ ذلك الحين، يحقق الادعاء العام مع الشاب بتهمة السعي لإنتاج أسلحة بيولوجية، دون أن يكون هناك اتهام واضح بالتخطيط لهجوم، قبل أن يعلن مونش أمس الأربعاء اشتباه الشرطة في إعداده لهجوم بيولوجي.

ووفق “دي فيلت”، تصنف السلطات مادة الريسين “سلاحاً بيولوجياً محتملاً”، حيث إنها مادة قاتلة، ويحظر تداولها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ عام 1997.وذكرت الصحيفة ذاتها أن الشاب التونسي وصل ألمانيا في نوفمبر 2016، وكان تحت رقابة الشرطة خلال الفترة الماضية، دون أن تذكر معلومات أخرى.

 

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.