الرئيسية » تونس : حركة النهضة، الغنوشى في العراء

تونس : حركة النهضة، الغنوشى في العراء

بقلم احمد الحباسي

تقول حركة النهضة “الإسلامية” في تونس أنها ضد التطبيع مع إسرائيل، وهذه كذبة كبرى يسوقها اخوان تونس وهى من الاكاذيب الكثيرة التى يعلنها هذا التشكيل المشبوه بغاية التمويه و الانكار والتقية و التمكين ، فعلاقات الإخوان مع الكيان الصهيونى ليست وليدة اليوم ولن تنقطع حبال الود الموصول بين الطرفين فى قادم الأزمان مهما حصل.

العلاقة الآثمة بين حركة النهضة والصهيونية العالمية
من التاريخ حصل العلم للجميع بعلاقات مرشد الإخوان حسن الهضيبى بالكيان وبمن أسسوا هذا الكيان من أبناء بلفور الانكليز، الشيخ راشد الغنوشى بايع مرشد الإخوان على السمع والطاعة وورث تبعا لذلك “ماضي” الإخوان في العمالة و الخيانة للقضايا العربية وإلى اليوم لا تزال التسريبات تتحدث همسا وجهرا على علاقات مريبة بين “الايباك” وهو أكبر لوبي صهيوني فى أمريكا وجماعة حركة النهضة وهناك من يتحدث عن إسناد من هذا اللوبي هو من أوصل الثورة التونسية المشبوهة إلى مبتغياتها في الإطاحة بالرئيس بن على وتوفير الأرضية المناسبة لصعود هذه الحركة الموصوفة بالإرهابية إلى الحكم.

طبعا إسرائيل لا تتحرك لوجه الله ولا تتحرك إلا ضمن سياسة عدوانية و تخطيط محكم بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك نتفهم تلك العلاقة الآثمة بين حركة النهضة وبين السيناتور الصهيوني الأمريكي جون ماك كين وعراب الثورات المشبوهة الفيلسوف الصهيوني برنار هنرى ليفي.

ربما يقال أن حركة النهضة تقف موقف المواجهة ضد الغطرسة والوجود الأمريكي في المنطقة لكن الواقع يقول أن الحركة في علاقة تشابك مصالح وزواج متعة مع اللوبي الصهيوني الأمريكي الذي يدير العالم من وراء الستار.

هذه المواقف المتضاربة تشوش كثيرا على الرأي العام العربي والتعمق في هذا التضارب ومتابعة تصرفات ومواقف الحركة يفيد بأن ما تعلنه الحركة ليس ما تخفيه وأن للإخوان في تونس وجوها سياسية وعسكرية متعددة تخفى كثيرا من العيوب المقصودة في السلوك حتى تضرب عصافير كثيرة بحجر واحد ولا تجد القيادة نفسها في مواقف محرجة.

بطبيعة الحال لا يمكن أن لا نتصور وقوف حركة النهضة وراء شبكات تسفير الإرهابيين إلى سوريا كما أكدت ذلك عدة مصادر وآخرها الوثائقي الجزائري الشهير الذي أثار سخط الحركة ودون أن تكون هذه الأخيرة مرتبطة بأشكال متعددة مع المخابرات الأمريكية الصهيونية التركية وبعض الجماعات السليطة في ليبيا لان عملية تدريب وتسليح ودمغجة وتسفير الإرهابيين معقدة كثيرا على جميع الواجهات وتحتاج تنسيقا أمنيا واستخباراتيا على أعلى مستوى، عملية تسفير الإرهابيين تحتاج أيضا إلى جهاز كامل مهمته انتقاء العناصر الإرهابية المناسبة وتمويلها وتدريبها وإخضاعها إلى عمليات غسيل مخ معينة بواسطة “مدرسين” متخصصين في الإرهاب والكراهية.

يضاف إلى ذلك طبعا جهاز كامل موزع على كامل مناطق الجمهورية مهمته إيواء هؤلاء القتلة وإخفائهم عن رصد عيون الأمن و الجيش، هذا ما يفسر الإتهامات الموجهة للحركة بكونها من أنشأت جهاز الأمن الموازى داخل وزارة الداخلية لخدمة هذا الغرض من بين أغراض دنيئة أخرى.

قطر، إسرائيل والإسلاميون
كيف يمكن لحركة تزعم أنها تمول نشاطاتها الحزبية والدعوية بواسطة مساهمات المنخرطين أن تمول مثل هذه العمليات الواسعة والمعقدة والتي تتطلب أموالا خيالية وتوفير أعداد بشرية للمراقبة والتدريب وغسل الأدمغة؟

في كتابهما الشهير “قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرا” يتحدث الكاتبان الفرنسيان نيكولا بو و جاك مارى بورجى عن تمويل قطر بواسطة حركة النهضة لجملة هذه الأفعال الإرهابية من الألف إلى الياء وفي تقارير مهمة منشورة في صحيفة “الثورة نيوز” كشف أسرار مرعبة حول الوجود القطري في تونس وماهية العلاقة الإرهابية التي تمولها المحمية الصهيونية القطرية بواسطة أداتها الاخوانية.
من أسباب غضب الحركة على وزير الداخلية المقال لطفى براهم نبشه في هذه الأسرار وما قدمه من ملفات أجبرت النيابة العمومية على فتح تحقيق يعلم الجميع أنه مجرد ذر رماد على العيون خاصة بعد أن أصبح السيد غازي الجريبى المشرف الأول على الوزارتين و ما عرف عنه من عزوفه المفرط عن إدخال يده في عش الدبابير من باب “ابعد على الشر و غنى له”.

بعض المطالعات على موقع “فولتير” الشهير توفر للمتابع سيلا من المعلومات المهمة حول هذا الملف الخطير الذي لم يلق للأسف من حكومة الحرب على الإرهاب الاهتمام الذي يستحقه لأسباب يطول شرحها من أهمها وجود هذا الورم الخبيث الذي يجب استئصاله كما وصفه النائب السابق محمود البارودي شريكا خبيثا ومنافقا في الحكم، في علاقة بملف التمويل لا يجب إغفال فضيحة وثائق “بنما بايبرس” والتي كشفت عمليات تهريب الأموال و فتح حسابات مشبوهة في بعض دول الملاذات الضريبية الآمنة ولا يمكن أن نتجاهل التقارير الإعلامية التي تتحدث عن علاقة الإرهاب والمجموعات الإرهابية ومن يمولها بتجارة المخدرات وملف مخدرات الكابتغون الشهيرة التي تدمن عليها هذه الجماعات الإرهابية لتحولها إلى وحوش اكبر دليل على هذه العلاقة الخطيرة.

الواقع و المثير في علاقة الحركة بالإرهاب وتسفير الإرهابيين وتلطيخ سمعة الإسلام بالإرهاب و خدمة الأغراض الصهيونية الأمريكية الخليجية الخبيثة أنه لا شيء يحدث بالصدفة كما يظن البعض ولا شيء فرضته الظروف الدولية فحركة الإخوان في تونس بحكم علاقتها بفكر الإسلام السياسي الرافض لمنطق الدولة و المغالي في رفض التعايش مع الأديان تجد نفسها أداة طيعة لتنفيذ مخطط جهنمي تم تجهيزه في الغرف السوداء لبعض أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية وكما في عصابات المافيا فالحركة و حتى لو حاولت الانسلاخ عضويا من هذا الإخطبوط فهي لا تقدر وستنهار انهيارا سريعا لأنها حركة هلامية مقيتة تستمد وجودها و كيانها ودوامها وماليتها من حركة الإخوان الصهيونية وعلاقة حركة النهضة بقطر هي علاقة حياة أو موت كما يقال لأن قطر بقدر ما هي عماد المؤامرة على سوريا و غيرها من الدول العربية

فان حركة النهضة هي أحد أدوات تنفيذ هذه المؤامرة و لذلك وقفت الحركة إلى جانب “أصدقاء سوريا” من الصهاينة و المتآمرين الخليجيين في قرار قطع تونس لعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا و في الحملات الإعلامية الهادفة لشيطنة الرئيس السوري والدعوة إلى إسقاطه من الحكم في تناغم تام أيضا مع خيانة الإخوان المسلمين في سوريا للشعب السوري و نظامه.

يقول مرشد الإخوان السيد راشد الغنوشى عن نفسه أنه من الدعاة و من أئمة الخير لهذه الأمة، لكن الحقيقة مخالفة تماما فالشيخ لا يختلف كثيرا عن بقية أئمة الشر مثل يوسف القرضاوى ووجدي غنيم ومحمد بديع وحسن البنا وحسن الهضيبى وعمر التلمسانى الذين يدعون إلى الإرهاب ويمولون نشاطه ويقفون وراء عملياته الإرهابية الدموية وحادثة اغتيال الأبرياء في شعبة باب سويقة وتفجيرات النزل في الساحل و اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمى تقوم دليلا على هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبها الإسلاميون باسم الدين و حين نعلم مركزية القرار و استفراد المرشد به كما هي العادة في كل أحزاب الإخوان فلا مناص من اتهامه بشكل من الأشكال بهذه الجرائم ضد الإنسانية والمطالبة بكشف المستور وفضح هؤلاء المتآمرين على امن الدولة و على المصلحة العليا للشعب التونسي وهي مطالب اعتصام الرحيل التي قبرها التحالف القذر بين النداء و النهضة للأسف.

لقد قيل الكثير في العلاقة بين قطر و بين حركة النهضة ولكن هذا الأمر لم يمنع تواصل وتصاعد المد المالي النفطي القطري ولم يمنع جهاز المخابرات القطرية من العبث بأمن تونس وبمصير ثورتها الفتية و لعل صمت الحكومة المطبق و المريب في خصوص جملة الملفات المثارة على الساحة الإعلامية رغم أهميتها وخطورتها قد أعطى رسائل طمأنة وتشجيع للحركة للتمادي في ضربها لمؤسسات الدولة والعمل على إنشاء دولة الخلافة وخدمة المشاريع الأجنبية الرامية إلى تفتيت الدول العربية خدمة لإسرائيل.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.