الرئيسية » الوقت والسياسة والدستور…

الوقت والسياسة والدستور…

اكد النائب و عضو المكتب السياسي لحركة مشروع تونس، صلاح البرقاوي، اليوم الجمعة 15 جوان 2018، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية “الفيسبوك”، ان وضع البلاد يعنيننا اليوم اكثر من اي وقت مضى، مقدما جملة من الحلول لتجاوز ازمة البلاد وفق ما ينص عليه الدستور ومايخوله الوقت  والوضع السياسي.

وتحدث البرقاوي فيمايلي:

1_ يخطئ من يعتقد أن الأعياد والكرة والإنقلابات الوهمية يمكن أن تلهينا عما يعنينا، ووضع البلاد اليوم أكثر ما يعنينا.

2- يدرك الجميع عمق الأزمة السياسية التي تعيشها تونس اليوم ووجهها اللا أخلاقي وانعكاساتها السيئة على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وتهديدها للسلم الأهلي: – حكومة فاشلة لا تملك القدرة على الإصلاح. – مالية منهكة واقتصاد راكد وبطالة راكضة. – فساد منتعش في شتى مناحي الحياة. – حزب حاكم يعارض حكومة المحاصصة التي ألّفها. – رئيس حكومة ووزراء منقلبون على أحزابهم من أجل كراسيهم…

3- ينص الدستور على أربعة حلول للخروج من الأزمة السياسية: – استقالة الحكومة. فأقل ما يقدمه الفاشل للوطن هو أن يعترف بالفشل ويعيد العهدة إلى صاحبها. – عرض رئيسة الحكومة حكومتها على تصويت البرلمان لتجديد الثقة فيها. وتعتبر مستقيلة إذا لم تحصل على الأغلبية. – عرض رئيس الجمهورية للحكومة على التصويت أمام البرلمان من أجل منحها الثقة للاستمرار على عملها. واعتبارها مستقيلة إذا لم تحصل عليها. – سحب الثقة من الحكومة من طرف أغلبية النواب مع اقتراح اسم من سيتولى تأليف الحكومة الجديدة.

4- فما هو الممكن في كل هذا؟ – هل تستقيل الحكومة.. وهل يستقيل رئيسها(ويعد ذلك قانونا استقالة للحكومة بأكمله).. يبدو هذا مستبعدا. لأنه من الواضح أن الجماعة لا تعنيهم بلادهم ولا أحزابهم. كل ما يهمهم كراسيهم وما يقدرون اجتناءه من وجودهم عليها من سبق في المواعيد الانتخابية القادمة. وقد يستقيل الشاهد. لكن ليس الآن. سيكون ذلك بعد أن يستوفي تهرئة منافسيه وحشد التعاطف والأنصار بإجراءات استعراضية مخادعة لوقت الحاجة عندما يبعث في خلال الأشهر القليلة القادمة دكانه السياسي للتحضير للانتخابات. – لنفس السبب، لن يعرض الشاهد حكومته على الثقة الآن. لأنه غير متأكد من الحصول عليها(ويعتبر في هذه الحالة مستقيلا) رغم المجهودات التي يبذلها تجمع المصالح حوله داخل المجلس النيابي وخارجه. وسيؤجل ذلك إلى أن يصير جاهزا لبعث دكانه. – فهل تكون المبادرة من رئيس الجمهورية. لا شيء واضح. فالرئيس فقد كثيرا من أوراقه. بعد أن خرب نداء تونس بسوء تدبيره وسواعد ابنه. ولن يقدم على هكذا خطوة إلا إذا ضمن لها النجاح. لأنه سيترك فيها شيئا من ريشه إذا فشلت. – أما مجلس النواب فيبدو عاجزا اليوم عن جمع الأغلبية اللازمة لسحب الثقة من الحكومة واقتراح البديل. لاعنبارات تتعلق بمصلحة حزب النهضة أساسا ومصالح نواب آخرين يرون في الشاهد قطارا مضمونا إلى محطة 2019. 5- في أثناء هذا تتوقف البلاد على شفا الجرف تنتظر معجزة الخلاص في زمن اللامعجزات. ويتقمص الناخب دور الكرة.. تتقاذفه الأطماع والدسائس والمناورات من أجل قطف سلطة، قد يكتشف صاحبها حين يحصلها أن الوقت فات…!

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.