الرئيسية » تونسيون يحتفلون اليوم الخميس بأول أيام عيد الفطر…؟

تونسيون يحتفلون اليوم الخميس بأول أيام عيد الفطر…؟

 

من الجزائر  : عمار قردود

رغم أن اليوم الخميس سيكون هو ليلة الشك لتحرّي هلال شوال المصادف لأول أيام عيد الفطر لهذه السنة في معظم الدول العربية و الإسلامية ،

و رغم أن علماء الفلك أجمعوا على أن اليوم الخميس سيكون هو آخر أيام شهر رمضان الفضيل و أنه من المتوقع أن يتم الإعلان بالإجماع غدًا الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك،إلا أن هناك بلد في العالم شذّ عن القاعدة و سيحتفل المسلمون به اليوم الخميس بأول أيام عيد الفطر،حيث تحتفل كوت ديفوار، الخميس، بأول أيام عيد الفطر، حسب ما أعلن عته المجلس الأعلى للأئمة ومجلس الأئمة السنة مساء أمس الأربعاء.

وكان شهر رمضان الابرك بدأ في كوت ديفوار يوم 16 ماي الماضي.
و سيحتفل تونسيون اليوم الخميس بأول أيام عيد الفطر السعيد و ذلك بدولة كوت ديفوار التي تم الإعلان أمس الأربعاء عن أن عيد الفطر سيكون اليوم،و نشير إلى أن بعض الإحصائيات الرسمية لسنة 2010 تشير إلى تواجد حوالي 273 رعية تونسية بهذا البلد الإفريقي.لكن الحقيقة غير ذلك،حيث تُقدر بعض التقارير عدد التوانسة بكوت ديفوار بحوالي 500 تونسي و ربما أكثر.
و الجدير بالذكر أن صادرات تونس إلى كوت ديفوار زادت من 30.4 مليون دينار تونسي في 2011 إلأى 71.3 مليون دينار تونسي في سنة 2015،أي بزيادة قدرها 29 بالمائة في ظرف 5 سنوات.
و تتمثل المنتجات التونسية المصدرة إلأى السوق بكوت ديفوار في الورق الصحي و الإسمنت و بعض المواد المصنعة و السميد و الجبس و الأدوية و الآلات و الأجهزة الميكانيكية و زيت الزيتون،فيما تستورد تونس الكاكاو و الخشب و المطاط الطبيعي و القطن و الأسماك المجمدة.

نسبة المسلمين في كوت ديفوار بما بين 50 إلى 60%
تتفق التقديرات على أن المسلمين يشكلون أغلبية سكان ساحل العاج البالغ عددهم -بحسب آخر إحصاء رسمي- 22.6 مليون نسمة, لكنهم يشكون من التهميش.
وإذا كانت المعطيات الرسمية تتجنب تصنيف المواطنين بحسب ديانتهم لاعتبارات تتعلق بالطابع “اللائكي” (العلماني) للدولة، فإن مصادر شبه رسمية تقدر نسبة المسلمين بما بين 50 إلى 60% من مجموع سكان هذا البلد الغرب أفريقي.
هذا الوزن العددي -مقارنة بالمسيحيين الذين تقدر نسبتهم بما بين 25 و30%، والوثنيين المقدرين بحوالي 10%- ليس معطى طارئا، فالمسلمون مكون أصيل من مكونات المجتمع العاجي.

ويعود دخول الإسلام إلى ساحل العاج -بحسب المؤرخين- إلى القرن الحادي عشر الميلادي، على يد تجار مسلمين أثّروا في سكان البلد واستقر بعضهم فيه. ورغم كل هذه الحقائق الديمغرافية والتاريخية فإن المسلمين لا يزالون يشكون من التهميش النسبي والإقصاء، رغم مرور قرابة ستين سنة على نهاية الاستعمار الفرنسي للبلاد ونشأة الدولة الحديثة القائمة على فكرة المواطنة.
تعددت طرق دخول الإسلام إلى ساحل العاج وكان أسبقها وأنجعها طريق التجارة، مع تنقلات التجار المسلمين ورحلاتهم المستمرة إلى غرب أفريقيا سعيًا وراء الرزق، وشيئًا فشيئًا توغل التجار جنوبًا للحصول على العاج المستخرج من سن الفيل في ساحل العاج؛ حيث أدهش القبائل الوثنية صلاة المسلمين، ودفعهم للتعرف على دينهم.

وكانت أخلاق المسلمين وصدقهم وأمانتهم الأساس في نشر الإسلام بين القبائل الوثنية التي حاز انتباهها كتاب “القرآن الكريم” الذي يحمله المسلمون في كل مكان، وظنوا أنه السر وراء ثرائهم، كما اعتمد الملوك الوثنيون على المسلمين في إدارة الشئون المالية والإدارية؛ ما ساهم في نشر الإسلام بالبلاد. واعتمد التجار في نشر الدعوة على أخلاقهم إلا أنهم عمدوا في القرن العاشر الميلادي إلى استقدام الفقهاء خاصة من المغرب لنشر الفقه الإسلامي في المناطق التي يكثر بها المسلمون، ولذلك ساد المذهب المالكي في ساحل العاج وغرب إفريقيا كما يسود في المغرب كله.

المجتمع المسلم.
ويلتزم معظم المسلمين بالمذهب المالكي كشأن دول غرب إفريقيا، وفيما تجد تمثيلاً للعديد من الطرق الصوفية بين مسلمي ساحل العاج، وتستحوذ الطريقة القادرية التي تأسست في القرن الحادي عشر وتنتشر بالغرب، والتجانية التي تأسست في القرن الثامن عشر وتسود بالشرق، على النصيب الأكبر من الشعبية، كما تحظى السنوسية المدعومة من ليبيا بنصيب وافر.
وستجد بالشمال المرابطين ممن سكنوا ساحل العاج في عهد امتداد دولة المرابطين بالقرن الحادي عشر الميلادي، وللمرابط سلطة دينية مهمة؛ فهو ذلك الطبيب والصوفي وصاحب المعجزات وهو يملك سلطة سحرية وأخلاقية، وهو من يصنع التمائم التي تحمي من يرتديها مسلمًا أو غير مسلم ضد الشر.

وتأثير المرابطين أنتج عددًا من ردود الفعل في مجتمع ساحل العاج، من بينها سلسلة من الحركات الإصلاحية المرتبطة بالسعودية التي كانت ترسل مع الحجيج كتب حركتها الوهابية، أو تنشر فكرها عبر من يتعلمون في مكة والمدينة ويعودون إلى ساحل العاج، وهذه الحركات الإصلاحية في كثير من الأحيان تدين تصوف المرابطين وتصفه بأنه غير إسلامي، ولكن غالبية الفقراء يرون أن المرابطين يتحدثون بالنيابة عن المضطهدين، ويرون أن حركات الإصلاح الوهابية تسعى لدعم مصالح المسلمين الأكثر ثراء.
ويعد عيدي الفطر والأضحى من أهم وأشهر أيام البلاد؛ حيث يأخذ المسلمون إجازة رسمية ويقومون في نهاية شهر رمضان بإعداد ولائم ضخمة تجتمع حولها القبائل فرحة بتوفيق الله لهم للصيام، ويصلي المسلمون معًا في ساحات واسعة، ويقضون أيام العيد في زيارات الأصدقاء والأهل وتبادل الهدايا.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.