الرئيسية » تونس تتراجع في ترتيب مؤشر السلام لسنة 2018

تونس تتراجع في ترتيب مؤشر السلام لسنة 2018

 

من الجزائر : عمار قردود

كشفت الطبعة الثانية عشر من تقرير مؤشر السلام العالمي “GPI” السنوي، الصادر عن مركز الأبحاث الدولي معهد الاقتصاد والسلام “IEP”، أن العالم اليوم أقل سلاماً عما كان عليه طيلة العقد الماضي.

ووفقاً للتقرير، سجلت تونس تراجعا ملحوظا و إحتلت المرتبة السادسة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و المرتبة 69 عالميًا من بين 163 دولة حول العالم شملها التصنيف بنتيجة 1977 نقطة،وكان هذا التراجع التونسي أحد أهم التصنيفات، التي تم تسجيلها في نسخة هذا العام.ففي مؤشر تصورات الإجرام كانت حققت تونس نسبة 3.0/5 و في مؤشر ضباط الأمن و الشرطة كانت النسبة 2.5/5 و في مؤشر القتل كانت النسبة 2.3/5 و في مؤشر السجن حققت تونس نسبة 2.6/5.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حلت الكويت في المركز الأول، متبوعة بالإمارات العربية المتحدة التي تقدمت هذا العام بــ12 مرتبة على مؤشر السلام، منتقلة بذلك من المرتبة الـ56 إلى المرتبة الـ44، في حين تقدمت إلى المرتبة الثانية على مستوى 20 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، تليها قطر ثم المغرب رابعاً، تليهم سلطنة عمان، وسادساً دولة تونس التي تراجعت إلى الوراء، والمملكة الأردنية سابعة، أما الجزائر فسجلت تراجعاً مهولاً بحلولها أيضاً في المرتبة السابعة والـ109 عالمياً.

فيما حافظت ليبيا على المركز 157 الذي حلت فيه بتقرير مؤشر السلام العالمي GPI للعام 2017م من بين 163 دولة وسجلت ليبيا 3.26 نقطة، وحصلت على المركز الـ17 على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وجاء في افتتاحية التقرير السنوي الذي أصدره المؤشر للعام 2018م والذي يُقيّم فيه 163 دولة تغطي 99.6% من سكان العالم، والصادر عن معهد السلام والاقتصاد العالمي IEP،أن العالم أقل سلاماً عما كان عليه طيلة العقد الماضي.وأكد التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما تزال المنطقة الأقل سلامًا في العالم خلال 2018م، وعلى الرغم من التحسن الطفيف في درجتها – كانت نتيجة التحسن الذي شهدته العراق وسوريا يعود إلى تضاؤل حضور تنظيم “داعش”.

وشهدت قطر أكبر التراجعات في وضع السلام، حيث أدت المقاطعة السياسية والاقتصادية التي أعلنتها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين إلى تدهور في العلاقات مع الدول المجاورة، وعدم الاستقرار السياسي.

وأظهر المؤشر تراجع قطر 26 مركزاً لتحتل المركز 56 بعدما كانت في الـ30 العام الماضي.
وكشف تقرير مؤشر السلام العالمي عن عالم يشهد توترات وصراعات وأزمات ظهرت خلال العقد الماضي ولم يتم حلها، فترتب على ذلك تراجع تدريجي ومستمر في حالة السلام، وضمّت العوامل ذات التأثير الأكبر في التراجع الذي شهده العام الماضي، التصاعد في الصراعات المسلحة داخل الدول والنزاعات بين الدول بالإضافة إلى تفاقم الإرهاب السياسي وتراجع الالتزام بالمشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وكانت سوريا وأفغانستان وجنوب السودان والعراق والصومال هي الدول الأقل سلاماً في العالم، بينما أيسلندا ونيوزيلندا والنمسا والبرتغال والدنمارك هي الأكثر سلاماً.

العالم أقل سلاماً عما كان عليه طيلة العقد الماضي
وضمّت العوامل ذات التأثير الأكبر في التراجع الذي شهده العام الماضي، التصاعد في الصراعات المسلحة داخل الدول والنزاعات بين الدول، إضافة إلى تفاقم الإرهاب السياسي، وتراجع الالتزام بالمشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. سوريا وأفغانستان وجنوب السودان والعراق والصومال هي الدول الأقل سلاماً في العالم،

بينما أيسلندا ونيوزيلندا والنمسا والبرتغال والدنمارك هي الأكثر سلاماً.ويعد تقرير مؤشر السلام العالمي، المقياس الرائد لوضع السلام في العالم، ويغطي التقرير 99,7 في المئة من سكان العالم، ويستخدم في تحضير التقرير 23 مؤشراً كمياً وكيفياً من مصادر دقيقة ومعروفة، ومن ثم يتم تجميع هذه المؤشرات في ثلاثة نطاقات رئيسية: «الصراع المستمر»، و«الأمن والأمان»، و«العسكرة»، وشهدت النطاقات الثلاثة انخفاضاً كبيراً على مدار العالم الماضي.

وعلى الرغم من احتفاظها بتصنيفها كالمنطقة الأكثر سلاماً في العالم، شهدت أوروبا تراجعاً للعام الثالث على التوالي؛ حيث شهدت إحدى دول أوروبا الغربية للمرة الأولى في تاريخ المؤشر، أحد أكبر خمس نسب في التراجع في حين تراجع تصنيف إسبانيا 10 مراكز إلى المرتبة الثلاثين، ويعود ذلك إلى التوترات السياسية الداخلية، وازدياد تأثير الإرهاب. كما شهدت 61 في المئة من الدول في أوروبا تراجعاً خلال العقد الماضي،

ويعود ذلك إلى تفاقم عدم الاستقرار السياسي، وازدياد تأثير الإرهاب ومعدلات الجريمة. وما من دولة من دول الشمال أكثر سلاماً مما كانت عليه في 2008.وصرّح ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي في معهد الاقتصاد والسلام: «تطورنا في العديد من الصعد خلال العقد الماضي غير أن الوصول لعالم أكثر سلاماً لم يزل بعيد المنال. ويظهر بحثنا أن بناء السلام أشد صعوبة من تدميره. ويفسر ذلك سبب بقاء الدول ذات التصنيف الأسوأ محاصرة في صراع طال أمده».

وأضاف: الصراعات المستمرة كتلك في سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان ساهمت خلال العقد الماضي بارتفاع ملحوظ في عدد الوفيات في ميادين القتال وارتفاع عدد اللاجئين وازدياد انتشار الإرهاب.وبلغ حاصل التأثير الاقتصادي للعنف على الاقتصاد العالمي في 2017 نحو 14,8 تريليون دولار أمريكي، ويساوي هذا الرقم 12,4 في المئة من النشاط الاقتصادي العالمي (الناتج الإجمالي العالمي)، أو 1,988 دولار أمريكي للفرد الواحد.وشهدت دول الصين وروسيا وجنوب إفريقيا أعلى معدلات الإنفاق على الأمن،

فيما استمرت الولايات المتحدة بالتراجع نتيجة لعدم الاستقرار السياسي المتزايد، على الرغم من انخفاض تأثير الإرهاب والعسكرة. الولايات المتحدة الآن هي إحدى الدول السبع من مجموعة العشرين (G20) من ضمن الدول الخمسين الأقل سلاماً في العالم إلى جانب المكسيك وجنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية والهند وتركيا وروسيا.وشهدت ست من مناطق العالم التسع تراجعاً في وضع السلام، مع تراجع المناطق الأربع الأكثر سلاماً؛ وهي: أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة آسيا وأمريكا الجنوبية.

منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأقل سلاماً في العالم خلال 2018
مؤشر السلام إقليمياً لم تزل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنطقة الأقل سلاماً في العالم خلال 2018، على الرغم من التحسن الطفيف في العراق وسوريا.شهد الاتجاه العام في أوروبا تقارباً بين السلام والدول الأكثر سلاماً وشهد وضع السلام في منطقة آسيا والمحيط الهادي تراجعاً؛ حيث انخفض أداء 11 دولة مقابل تحسُّن أداء ثمانية.

وكان الانخفاض الأكبر في ميانمار؛ حيث تراجعت 15 مرتبة. في حين شهدت أستراليا ثاني أكبر تراجع؛ بسبب ارتفاع مستوى الاعتقالات والعسكرة.وفي أمريكا الشمالية، تراجع مستوى السلام في الولايات المتحدة للعام الثاني على التوالي، وهو الآن الأسوأ على الإطلاق منذ عام 2012. فيما عانت كندا تراجعاً في درجة تأثير الإرهاب بعد الهجمات التي شهدتها كيبيك وإدمونتون.ظلت روسيا ومنطقة أوراسيا في المرتبة السابعة، وتحسنت درجة أوكرانيا وقرغيزستان ومولدوفا بينما شهدت تسع دول تراجعاً في مرتبتها، وشهدت روسيا ثاني أكبر تراجع بعد أرمينيا.

وللمرة الأولى في التاريخ المعاصر، شكل اللاجئون نحو 1 في المئة من سكان العالم في 2017 – بما يزيد عن عدد سكان المملكة المتحدة أو قرابة نصف سكان روسيا.وعلى الرغم من وضعها بصفتها المنطقة الأكثر سلامًا في العالم، شهدت أوروبا تراجعًا للعام الثالث على التوالي. فللمرة الأولى في تاريخ المؤشر، شهدت إحدى دول أوروبا الغربية واحدًا من أكبر خمس انخفاضات مع تراجع أسبانيا 10 مراكز في التصنيف إلى المرتبة الـ30، ويعود ذلك إلى التوترات السياسية الداخلية، وزيادة تأثير الإرهاب.

وخلال العقد الماضي، شهدت 61 في المئة من الدول في أوروبا تراجعًا، ويعود ذلك إلى المستويات المرتفعة من عدم الاستقرار السياسي، وزيادة تأثير الإرهاب، وزيادة معدلات الجريمة. وما من دولة من دول الشمال صارت أكثر سلامًا عما كانت عليه في 2008.
و لم تزل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنطقة الأقل سلاماً في العالم خلال 2018، على الرغم من التحسن الطفيف في العراق وسوريا.و شهد الاتجاه العام في أوروبا تقارباً بين السلام والدول الأكثر سلاماً وشهد وضع السلام في منطقة آسيا والمحيط الهادي تراجعاً؛ حيث انخفض أداء 11 دولة مقابل تحسُّن أداء ثمانية. وكان الانخفاض الأكبر في ميانمار؛ حيث تراجعت 15 مرتبة. في حين شهدت أستراليا ثاني أكبر تراجع؛ بسبب ارتفاع مستوى الاعتقالات والعسكرة.

وفي أمريكا الشمالية، تراجع مستوى السلام في الولايات المتحدة للعام الثاني على التوالي، وهو الآن الأسوأ على الإطلاق منذ عام 2012. فيما عانت كندا تراجعاً في درجة تأثير الإرهاب بعد الهجمات التي شهدتها كيبيك وإدمونتون.
فيما ظلت روسيا ومنطقة أوراسيا في المرتبة السابعة، وتحسنت درجة أوكرانيا وقرغيزستان ومولدوفا بينما شهدت تسع دول تراجعاً في مرتبتها، وشهدت روسيا ثاني أكبر تراجع بعد أرمينيا.

وصرح ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث الدولي قائلًا: لقد تطورنا في العديد من الأصعدة خلال العقد الماضي غير إن الوصول لعالم أكثر سلامًا لم يزل بعيد المنال. ويظهر بحثنا أن تحدي بناء السلام أشد صعوبة من تدميره.
ويفسر ذلك جزئيًا لماذا ظلت الدول في مؤخرة المؤشر محاصرة في صراع طال أمده. فالصراعات المستمرة كالتي في سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان ساهمت، خلال العقد الماضي، في ارتفاع ملحوظ في عدد حالات الوفيات في ميادين القتال، وارتفاع في عدد اللاجئين وزيادة في وتيرة الإرهاب.

ويضيف: كما عانت أوروبا، التي تعد المنطقة الأكثر سلامًا، حيث شهدت 23 من بين 36 دولة تراجعًا في السلام خلال العام الماضي، ويعود في الأساس إلى زيادة التوترات السياسية وتدهور العلاقات بين الدول.

ويأخذ المؤشر في الاعتبار ثلاثة معايير رئيسية: مستوى الأمن والأمان في المجتمع، الصراع المحلي والعالمي، درجة التزود بالقوة العسكرية.ويعتمد تقرير مؤشر السلام العالمي على مجموعة من المعايير تدور حول عدة محاور منها الشؤون الداخلية والخارجية للدول مثل الاستقرار السياسي، ومدى انتشار الجريمة فيها، ومستوى احترام حقوق الإنسان، ومدى العنف المنتشر بين أفراد المجتمع، والصراعات الداخلية، والعلاقة مع البلدان المجاورة والجرائم الإرهابية الواقعة على أراضي الدولة.
كما يعتمد التقرير على معايير أخرى منها مدى المشاركة في دعم قوات حفظ السلام، والقدرات العسكرية للدولة وحجم المشاركة السياسية، ومدى انتشار الفساد، والمساحة المتاحة لحرية الإعلام، ومشاركة المرأة في الحياة العامة والحياة السياسية، ومدى الرعاية الصحية المقدمة للسكان وفرص التعليم وغيرها من المحاور.

ويتم ترتيب الدول في المؤشر على مقياس يتكون من (1-5) درجات بحيث تكون الدولة الأكثر استقراراً هي الحاصلة على درجة (1) والدول الأقل استقراراً تحصل على 5 درجات.

ويعد تقرير مؤشر السلام العالمي المقياس الرائد لوضع السلام في العالم. ويغطي التقرير 99,7 بالمئة من سكان العالم ويستخدم في تحضير التقرير 23 مؤشراً كمياً وكيفياً من مصادر دقيقة ومعروفة. ومن ثم يتم تجميع هذه المؤشرات في ثلاث نطاقات رئيسية: “الصراع المستمر”، و”الأمن والأمان”، و”العسكرة”، وشهدت ثلاثتها انخفاضاً كبيراً على مدار العالم الماضي.
دولياً، نالت تركيا الدرجة الأسوأ على محور “العلاقات مع دول الجوار”، حيث جاءت في المرتبة الخامسة من أصل خمسة درجات، ووصلت تركيا إلى الدرجة 4,5 على محور “الإرهاب السياسي”.

وبالنسبة إلى الدول الأكثر سلاماً، احتلت آيسلاندا المرتبة الأولى على القائمة وهي تحتفظ بالمرتبة الأولى منذ العام 2008، وتليها في المرتبة الثانية نيوزيلندا، ثم النمسا والبرتغال والدنمارك. فيما احتّلت سوريا المرتبة الأخيرة على القائمة وتحتفظ بمكانتها خلال الخمس سنوات الأخيرة.

ويؤكد مؤشر السلام العالمي تدني مستويات السلام والأمن العالمي بنسبة 0,27 %، بالمقارنة مع العام الماضي. وخلص المصدر إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا تزال المنطقة الأقل سلاماً في العالم خلال 2018، على الرغم من التحسن الطفيف في العراق وسوريا.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.