الرئيسية » عن شعب الثورة و ثورة الشعب

عن شعب الثورة و ثورة الشعب

 

 

بقلم احمد الحباسي

لو سئلنا الماضي عن هوية الذين قاموا بثورة الياسمين كما يحلو لبعض كتاب المخابرات الأجنبية تسميتها لما حصل الاقتناع لدينا بأي من الأجوبة التي سنتلقاها لسبب بسيط يتمثل في أن هذه الثورة قد نشأت من العدم و بدون هوية من البداية ، ربما قام بهذه الثورة مجموعة من المخلصين للوطن الذين لم يقرؤوا في حياتهم سطرا عن الثورات العالمية ،

ربما من قام بهذه الثورة هم مجموعة من المفلسين ماديا و ذهنيا أو ما يسميهم البعض بالمهمشين و ربما حصلت الثورة لان الاستبداد دائما هو من يخلق الثورات في اللحظات المستبعدة و دون أحم و لا دستور كما يقول إخواننا في الشرق ، قلت ربما من قام بهذه الثورة شباب و شيب من ذكر و أنثى لم يقرؤوا يوما سطرا عن الثورات التاريخية و لم يفوزوا بما يكفى عما حصل في تلك الثورات من مؤامرات و إسالة دماء و غدر ،

هذا حصل في الثورة الفرنسية التي يتفاخر بها بعض المثقفين و حصل في الثورة البلشفية و حصل في الثورة الإيرانية ، لذلك نجد تفسيرا مهما و منطقيا بأن من قاموا بهذه الثورة المهمة في تاريخ المغرب العربي و تاريخ إفريقيا ككل لم يدركوا عمق الدولة أو ما يسمى بالدولة العميقة التي أرادوا انتزاعها لفائدتهم فابتلعتهم .

اليوم و بعد أن صعد من صعد و سقط من سقط و بعد أن أخذت كل يد أختها كما يقال بالمثل التونسي الدارج لا يزال هناك من يتساءل : ماذا بعد ؟ هو السؤال الذي يبقى بلا إجابة إلى حد الآن لأنه لا أحد من الفاعلين في المشهد السياسي يملك جوابا و لا أحد من الذين صنعوا هذه الثورة أو كانوا جزءا منها أو الذين التحقوا بها ركضا أو ركبوها للوصول إلى مقاعد الحكم الثلاثي الأبعاد رئاسة و حكومة و برلمان يمكنه أن يجد الجواب المناسب عن هذا السؤال البسيط، ،

ربما ظن البعض أن الانتخابات هي الجواب و الحل و ربما شاع عند البعض أن مسايرة المسار الديمقراطي و بناء المؤسسات الديمقراطية الفتية هو من سيحصن هذه الثورة و يجعلها تثمر و يتساقط رطبها الجني في أفواه الجائعين و المعطلين عن العمل ، هكذا كانت الانتظارات و هكذا كانت الآمال المعلقة و مع ذلك انكسرت الصورة المثالية لهذه الثورة بحيث باتت الأغلبية تتبرأ منها كما تتبرأ من الطاعون و لم يبق من الثورة إلا بعد الشخابيط اللاخابيط و الشعارات الرنانة على بعض جدران الساحات العامة و زوايا الأحياء الشعبية البائسة الفقيرة التي طالما عانت من جبروت النظام السابق و كانت تمثل الحزام الناسف الذي قضى على حكم الرئيس بن على .

تعج وسائل الإعلام العربية و العالمية بالأسئلة التالية : لماذا فشلت الثورات العربية ؟ هل فشلت الثورات العربية ؟ طرح السؤال الخطأ : هل فشلت الثورات العربية ؟ لماذا فشلت الثورات العربية و نجحت الثورات الغربية ؟ لماذا فشل الربيع العربي ؟ عوامل أربعة تنجح الثورات أو تفشلها ..

ما هي أسباب فشل الثورات العربية ؟ ماذا بعد فشل الثورات العربية …من يقف وراء فشل الثورات العربية ؟ هل كانت ثورة أم مؤامرة ؟ فيصل القاسم يكشف أسباب فشل الثورات العربية …لماذا لم تنجح أية ثورة عربية ؟ فشل الثورات العربية ، محاولة للفهم …صراعات النخب و المصالح سبب فشل الثورات العربية … الربيع العربي و أعداءه …فشل الثورات العربية يحتاج إلى وقفة تأمل …ناهض حتر يفند أسباب فشل الثورات العربية … التدخل الغربي في الثورات العربية فشل …المرزوقي يقول أن الثورات العربية فشلت و كذلك الثورة المضادة …ثورات الربيع العربي ، فرص الأزهار و الذبول … معايير نجاح الثورات العربية ..هل فشلت تجربة الديمقراطية في الدول العربية ؟ حول فشل الربيع العربي … بطبيعة الحال تعمدنا نقل عناوين المقالات و الأسئلة المطروحة بدون ترتيب و لكن من الثابت أن اغلب الكتاب و المحللين لم يهتدوا لحد الآن إلى الحلول و الأفكار الصحيحة و كل ما طرح هي مجرد تساؤلات أكثر منها أجوبة .

في تصريح مثير لجريدة ” العرب ” صرح السيد راشد الغنوشى مرشد حركة النهضة بأن قطر شريك في إسقاط النظام السابق و في حصول الثورة التونسية ، تصريح على غاية من الخطورة و الأهمية ، لان المعلوم أن الدول لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، هذا كمبدأ قار ،

ثم أن تغيير الأنظمة يتطلب إمكانيات كبيرة تحت كثير من العناوين و من بينها تدخل المخابرات الأجنبية و تسخير منظومة إعلامية كبرى لإسناد التحركات الاجتماعية و نقل صورتها للعالم و إحداث الإرباك في مؤسسات النظام و فرض حالة من التشويش الذهني لدى المتابع و هذا الأمر يتطلب إمكانيات مالية خيالية إضافة إلى تسخير أدوات فاعلة قادرة على دفع المظاهرات و التحركات الشعبية في كل المناطق في نفس الوقت

و هنا نطرح السؤال المهم : لماذا لم تشارك حركة النهضة في المظاهرات ؟ بطبيعة الحال مجرد طرح هذا السؤال هو سقوط في الفخ الكبير الذي نصبته النهضة للمتابعين للتعتيم على دورها الحقيقى في حصول الثورة و لذلك نقول مجددا أن النهضة شاركت في المظاهرات و في الثورة خلافا لما تدعى لأنها كانت جزءا من منظومة دولية تتكون من إسرائيل و قطر و تركيا و المخابرات الأمريكية إضافة طبعا إلى منظمات مجتمع مدني مشبوهة تدعمها المخابرات الأمريكية مثل جماعة ” طلعت ريحتكم ” اللبنانية .

يعلم المتابعون أن مخطط تفتيت الدول العربية هو مخطط صهيوني بالأساس و يعلم المتابعون أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من مولت عديد الثورات المشبوهة في عدة دول غربية كما هي من تقف وراء كل المظاهرات التي حصلت في مصر إبان حكم الرئيس مبارك و هذه التحركات ” المدنية ” تقوم بها دكاكين تنشط تحت يافطات و عناوين مختلفة تمولها المخابرات الأمريكية ، لنتأمل مثلا ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نوفمبر 2011 في المعهد الديمقراطي الأمريكي ” عندما كانت الشوارع العربية هادئة، كان المعهد الديمقراطي الأمريكي موجودا على الأرض، يبني علاقات ويدعم الأصوات التي سوف تحول بعد ذلك الشتاء العربي الطويل إلى ربيع عربي جديد”….

في كتاب شهير بعنوان ” قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرا ” للكاتبين الفرنسيين نيكولا بو و جاك مارى بورجى ثمة إشارات واضحة بان الأموال القطرية و غيرها هي من مولت عديد التحركات و المظاهرات المشبوهة و هذه الأموال تم صرفها بواسطة حركة النهضة و هو نفس الاستنتاج الذي انتهى إليه الوثائقي الذي أنجزه موقع 24 الإماراتي الذي أثار حفيظة حركة النهضة لما تضمنه من معلومات رهيبة حول حقيقة دور الحركة في إسقاط الرئيس السابق ،

باعتماد ما جاء في وثائق ويكيليكس و ما تضمنه الوثائقي الخطير الذي أنجزته محطة جزائرية مند أيام يتبين أن النهضة قد شاركت مشاركة فاعلة في ضرب مؤسسات الدولة لغايات أهمها الحصول على أرشيف البوليس السياسي و هو أرشيف تبحث عنه الموساد و المخابرات الأمريكية لمعرفة عدة حقائق تخص النظام السابق و علاقاته الخفية مع عدة دول .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.