الرئيسية » الانتخابات حقيقة انهيار ” النداء“ تتأكد

الانتخابات حقيقة انهيار ” النداء“ تتأكد

 

بقلم  فوزي معاوية

اولا كارثة المقاطعة واسعة النطاق التى تمثل أولا و قبل كل شيء عقابا صارما للذين هم في الحكم لفشلهم في ادارة شؤون البلاد و المفارقة التى لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار أن الائتلاف الحاكم ( النهضة/النداء) هو أكبرمستفيد من هذه المقاطعة ولكن المعني بهذا العقاب أيضا هي الطبقة السياسية بصورة عامة التى بتشتتها و ضعف آدائها لم تكن قادرة على بلورة بديل مقنع.

 ثانيا خسارة ( النداء) للمرتبة الأولى لا فقط في مستوى النسبة على الصعيد الوطني وهي على أهميتها لا تمثل الأهم في مثل هذه الانتخابات ذات الطابع المحلي بل في مستوى الأغلبية الساحقة للدوائر البلدية و في مقدمتها المدن الكبرى التى تمثل ما يقارب نصف مجمل الناخبين و بالمقارنة مع الانتخابات السابقة فقد خسر هذا الحزب 850 الف صوت اي قرابة ثلاثة أرباع منتخبيه

وهو ما يمثل بالنسبة اليه كارثة فعلية مهما كانت الاختلافات المتعلقة بطبيعة الموعدين الانتخابيين وبحكم فقدانه للمرجعيات التى تأسس عليها و تموقع الكثير من الانتهازيين في صلب قيادته المتبقية فمن المتوقع أن يواصل تذيله لحركة النهضة و ان يشارك بذلك في عودة اختلال توازن المشهد السياسي فنجد أنفسنا في الصيغة الكارثية التى عرفناها اثر انتخابات 2011 لكن في نطاق انهيار شامل هذه المرة لا قدر الله لأن لا البلاد و لا شعبها قادرين على تحمل أعباء ترديات جديدة.

ثالثا أن مجمل الأصوا ت المسجلة خارج الائتلاف الحاكم ( النهضة/النداء) وهي التي تمثل نصف الناخبين (المستقلون و بقية الأحزاب ) هي في حقيقة الأمر المتضرر الأول من مقاطعة أغلبية الناخبين 70 % ولكنا في نفس الوقت المرشحة للاستفادة من ذلك مستقبلا في حالة بروز البديل المقنع من داخلها بتجميع القوى الوطنية الوسطية القادرة على تحقيق التوزنات الضرورية في المشهد السياسي و ارجاع الأمل و الثقة للتونسيات و التونسيين و هو ما يفترض الخروج من منطق الاستقلالية عن الأحزاب و الدخول في عملية البناء بمعارضة الأحزاب المسؤولة عن الأزمة وعن الترجعات التى تمثل خطرا حقيقيا أمام استكمال مسارنا الانتقالي و بناء تونس الجديدة .

 فوزي معاوية هو قيادي في حركة تونس اولا 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.