الرئيسية » تونس : بلغنا القاع و لم نقدر على المستطاع !!

تونس : بلغنا القاع و لم نقدر على المستطاع !!

 

بقلم محمد فوزي معاوية

 

نشر القيادي بحركة تونس اولا محمد فوزي معاوية مقالا فسر فيه الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد التونسية في الاونة الاخيرة.

أزمة شاملة و مستفحلة…ائتلاف حاكم فاشل و مغشوش..يتلاعب بكل ما أوتي له لضمان بقائه في السلطة .. .دولة قريبة من الافلاس…انغماس في احتلال المواقع في حكومات كثر تعاقبها مع تأكد فشلها…كل هذا و البلاد تتأهب لانجاز أول انتخابات بلدية فعلية و تستعد لانتخابات برلمانية و رئاسية ستكون مصيرية وحاسمة في تحديد مستقبل مسارها التاريخي التى فتحه شعبها منذ اواخر 2010 و مطلع 2011 وأصبح الستار مرفوعا أمام الجميع لنرى مشاهد لم نعد قادرين على تحديد طبيعتها هل هي من صنف الدراما أم هي من صنف الكوميديا تقدم أمام أعين الجميع على مسارح المؤسسات الدستورية الموقرة على اختلافها بما فيها تلك التي يشكل غياب حيادها كارثة كبرى و يجري ذلك عبرو سائل اعلام في اخراجات ليست خارج الحسابات المحسوبة والتفاعلات المسترابة…

منطق الشعوذة الطاغي
ثم ما هي المواضيع المقترحة و نحن في خضم تقييم فشل حكومة ما سمي بالوحدة الوطنية وذلك باعتماد معطيات و أرقام أكثر من “دامغة” و نحن على أبواب انتخابات بلدية نتائجها المتوقعة ترهب الكثيرين لأنها تشكل بوابة لما هو آت مباشرة بعدها ؟ نجد قضايا تتعلق بطبيعة نظام الحكم الدستوري و هل هو يمكن من حكم البلاد و كأن الفشل الواضح للائتلاف الحاكم يعود الى هذا السبب ثم نجد قضية القانون الانتخابي هل هو صالح أم يجب تغييره و ذلك أياما معدودات قبل انطلاق الحملة الانتخابية للبلديات فهل يدخل ذلك في نطاق التشجيع على المشاركة في هذه الانتخابات ومقاومة عزوف متوقع لاتساع نطاق خيبة الامل في السياسيين و أصحاب القرار؟ ثم نجد مسألة العدالة الانتقالية و ما تولد عنها من مهازل لا تشرف التونسيين و لا تجربتهم و لا مكانة دولتهم خاصة في الخارج و البلاد في أوكد الحاجات الى الاستثمارات المحلية و الخارجية على حد السوى ( ألم يؤكد سيادة رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة ذكرى عيد الجمهورية على جمالية الصورة التى نحضى بها لدى رؤساء الدول الكبرى…؟)

كل هذا الزخم الهائل من المواضيع من هو بصدد اثارته و تحريكه ؟ و لأي غرض يدفع بهذا الكم الهائل من المواضيع و نحن في صلب مرحلة التقييم و تحديد المسؤوليات ؟ أنه منطق الشعوذة السياسية و تعويم المسؤوليات و أسلوب المراوغة وزرع الضبابية في زمن عصيب على تو نس و على شعبها و حتى ذلك الخلاف الظاهري بين حزبي النداء و النهضة فهو في جانبه الأساسي مفتعل لخدمة أغراض انتخابية تستدعى لدى محترفي المغالطة تقديم مسرحية تمترس كل واحد منهما في قلاع هي في النهاية موهومة و واهية و ان أثرت الى حين…

وأمام كل ذلك لم يبق أمام القوى الوطنية الحية والمتمسكة بالاصلاح والساعية الى التقدم في بناء مشروع تونس الجديدة الا التحرك في نطاق وحدوي لتقديم البديل وانتزاع البلاد من اياد لم تعد مرتعشة و انما خانقة لآمالنا و طموحاتنا و قدراتنا الفعلية على رفع التحديات.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.