الرئيسية » مرزوق ينعى الصيّاح: كان من القلائل الذين بقوا أوفياء لبورقيبة في محنته

مرزوق ينعى الصيّاح: كان من القلائل الذين بقوا أوفياء لبورقيبة في محنته

توفّي اليوم الخميس 15 مارس 2018، محمد الصيّاح الوزير السابق في عهد الحبيب بورقيبة.

وفي هذا الاطار، نعى الامين العام لحركة مشروع تونس، الفقيد على طريقته الخاصة، من خلال التذكير باحد مواقفه التي رسخت بذاكرته.

وقال مرزوقي: “ذات يوم من أواخر ربيع 2011 كنت في طريقي لاجتماع بقصر المؤتمرات سيتحدث فيه رئيس الحكومة آنذاك الباجي قائد السبسي. كانت الشمس حارقة. توجهت للباب الرئيسي وأمامه كان المكلفون بالامن لا يدعون أحدا يدخل إلا بعد الاستظهار بدعوة رسمية.

لمحت رجلا نحيلا متقدما في السن أمام الباب تحت الشمس. لم يسمح له بالدخول. لانه لا يحمل دعوة. بدا لي وجه الرجل مألوفا. تقدم للسلام علي فعرفته على الفور: محمد الصياح. بادرني بالحديث بصوت خافت وابتسامة غير مصطنعة: أريد الحضور في هذا الاجتماع فالبلاد في خطر.

جالت أفكار عديدة في ذهني في ثوان…هذا الرجل الذي كان أسطورة عارضناه وكافحناه لما كنّا طلبة، ماذا يفعل هنا؟ في ظروف كان البعض ولم نكن منهم يتحدث عن عزل رجال النظام “القديم”؟ ولو لم يكن سياسيا وشجاعا ووطنيا، ما الذي جاء به غير عابئ بالإهانة ؟

حسمت أمري بسرعة، تحدثت بالهاتف للبعض والاكيد أن غيري فعل، وتمكن الصياح من الدخول…كان يريد أن يساهم، و”دودة” السياسة ما زالت تفعل في ذهنه
لم يكن له أصدقاء فقط…ولا يوجد إجماع حول مسيرته…ولكنه كان بورقيبيا أصيلا وكان من القلائل الذين بقوا أوفياء لبورقيبة في محنته….الان وهو بين يدي الحق أنعيه”

وللتذكير، فقد تولّى الفقيد إدارة الحزب الاشتراكي الدستوري لفترات طويلة، من 1964 إلى 1969 ومن 1973 إلى 1980، وتقدّمَ المواقعَ مُساهمًا على أكثر من جبهة في بناء الدولة وترسيخ دعائمها حيث تحمّل، على مدار فترة تمتدّ من نوفمبر1969 إلى نوفمبر1987، المسؤولية على رأس وزارات الإعلام والأشغال العمومية والشباب والرياضة والإسكان والتجهيز والتربية، إضافة لعضويته مجلس النواب لأكثر من خمسة عشر سنة.

ولقد عُرف عن الفقيد وطنيَته الصادقة، إِذ كان مناضلا لا تلينُ لهُ إرادة في سبيل ما كان يعتبره ضمانةً لمناعة تونس وعزتها وظلّ طيلة حياته من أوفى الأوفياء للزعيم الحبيب بورقيبة وكان مُؤرّخه الشخصي.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.