الرئيسية » اختتام الندوة الدولية حول “الحركات الاجتماعية والاحتجاج في سياقات انتقالية”

اختتام الندوة الدولية حول “الحركات الاجتماعية والاحتجاج في سياقات انتقالية”

10 مارس اعمال الندوة الدولية حول “الحركات الاجتماعية والاحتجاج في سياقات انتقالية” التي نظمها منذ يوم 8 مارس الجاري المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات فرع تونس بمشاركة باحثين وخبراء من تونس ومصر والمغرب والجزائر والسودان والعراق وفلسطين ولبنان.

وبحثت الجلسة الختامية للندوة محورين اثنين، الاول “الملامح الجديدة للحركات الاحتجاجية” والثاني “الحركات الاجتماعية الجندر والشباب”.
وفى هذا الاطار اشار الباحث جابر القفصي الى أن حملة “مانيش مسامح”، المطالبة بسحب مشروع المصالحة الاقتصادية والإدارية مع مسؤولي العهد البائد، بمكن ان تكون حركة اجتماعية جديدة بعد الحملات العمالية والحملات النسوية وخاصة بنزعتها الشبابية السائلة، التي تقوم على تشكيلات رخوة متقطعة ومتموجة وبلا برنامج ولا قيادة.
واكد أن هذا النوع من الحركات الاحتجاجية الجديدة يختلف من حيث طبيعته وتكوينه عن الحركات العمالية والنسوية، وأنّ الثورة التونسية هي ثورة إصلاحية réfo-lution، لم تقض على منظومة الحكم القديمة، وتنبأ بانها ستتواصل مستغلة الشارع والميدان العمومي، وخاصة الفضاء الاجتماعي الافتراضي لإخراج قضيتها من المجال الجهوي والمحلي والفئوي إلى المجال الوطني المجتمعي وحتى الدولي، ومعتمدة على الشباب بالأساس وخاصة العاطلين والطلبة والتلاميذ وعمال القطاعات الهامشية.

الباحث محمد خليفة صديق محمد من السودان حاضر حول موضوع “الحركات الاجتماعية في السودان بعد الربيع العربي، قراءة في المضامين والملامح والمستقبل”، وحلل كيف ان الاحتجاجات الاجتماعية والشبابية السودانية لم تصبح ربيعا عربيا، وكيف نجح النظام الحاكم في السودان في امتصاص الاحتجاجات ومواجهتها.
واضاف ان الاحتجاجات الشعبية في السودان اتسم اصحابها بنفس قصير وانها برزت دائما كردود افعال سرعان ما يدب اليأس في نفوس مفجريها والمشاركين فيها، كما أن الاحتجاجات الشعبية في السودان كان ينقصها الزخم الجماهيري الكاسح، وكانت متقطعة، قليلة العدد، ضعيفة الانتشار، تفتقد للقيادة والتنسيق
واوضح أن النظام الحاكم في السودان عمل على امتصاص الاحتجاجات الشعبية، واستخدم أدوات عديدة في التعامل معها، مثل القبضة الأمنية، وتخويف الجماهير من سيناريو الفوضى حال سقوط النظام وغياب بديل مقبول مثلما حدث في ليبيا واليمن وغيرها، واستخدام المسكنات في معالجة الإشكالات الاقتصادية، وطرح حلول سياسية مثل الحوار الوطني.
الباحث المغربي رشيد جرموني تحدث عن الحركة الاجتماعية في منطقة الريف شمال المغرب وقال انها تجاوزت كل الأطر التقليدية المتعارف عليها في الفعل الاحتجاجي، لكي تبدع أشكالا جديدة وخلاقة، من قبيل الفعل الاحتجاجي العفوي في الشارع العام، وكذا القدرة على المفاوضة والتفاوض مع السلطة بكافة أشكالها السياسية والمادية والعسكرية .
وافاد أن الحركات الاجتماعية الشبابية بمنطقة الريف استطاعت أن تحدث تغييرا لمجرد وجودها في العلن، من خلال انشغالهم المركزي بالإنتاج الثقافي أو أساليب الحياة، وقد تمكنوا من أن يبتدعوا معايير اجتماعية جديدة وممارسات دينية، وشفرات ثقافية، وقيم، وذلك دون الحاجة إلى تنظيم له قواعده البنائية، ودون الحاجة إلى قيادة وأيديولوجيات معينة.
الباحثة ريم القريوي تحدثت عن “دور تكنولوجيات التواصل الاجتماعي في بروز ثقافة حراك شباب المجتمع المدني” فأشارت الى ان شيوع استخدام تكنولوجيا التواصل الاجتماعي منح الشباب الناشط في منظمات المجتمع المدني التونسي فرص استخدام الفضاء الافتراضي لتطوير وعيهم السياسي خارج الأطر التقليدية لمؤسسات التنشئة السياسية القائمة وتأسيس ثقافة حراك احتجاجي جديدة بتوظيف أدوات وآليات تكنولوجية.
وبينت ان هـــذه الحركـــات عملت منـــذ ظهورهـــا علــي صـــنع ديناميكية اجتماعية وسياسية ومثلت أداة في محاولة لكشف المخفي من المعلومـات وحجـم الفسـاد والضـــغط علـــي القـــادة والحكومـــات والمطالبة بالحقوق المشروعة داخل الفضاء الافتراضي وخارجه، فأصبح ينظر لها كبديل للأحزاب السياسية ووسيلة لتنشيط جوهر الديمقراطية وأداة للتشبيك والضغط والمناصرة والمشاركة الفعالة في كل مراحل عملية صنع القرار.
ولاحظت ان هذه الدراسة استفادت من نظرية “المجال العام” في التعرف على دوافع توظيف شباب حملة “مانيش مسامح” لمواقع التواصل الإجتماعي كمجال للحوار حول الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، وعرض آليات وطرق الاحتجاج الجديدة لممارسة الديمقراطية والعمل السياسي للحملة، فيما يمكن أن يصطلح عليه “بالديمقراطية الرقمية”، والكشف عن الفرص والتحديات التي تطرحها تكنولوجيا التواصل الاجتماعي على الحركات الاحتجاجية الشبابية في تونس.

ولدى مناقشتهم هذه المداخلات تساءل بعض الحضور عن افاق بعض الحركات الاجتماعية خاصة وان اكثرها كان عفويا وغير مخطط له ويفتقد الى سند الاحزاب السياسية والجمعيات البدنية التي كان من الممكن ان تعطيه زخما اضافيا.
كما استفسر البعض الاخر عن تداعيات بعض الحركات الاجتماعية خاصة في السودان عن المشاركة السياسية للمرأة والشباب في هذا البلد.
واشار عدد اخر الى أن فشل بعض الحركات الاجتماعية في اكثر من دولة عربية في بلوغ اهدافها وتحقيق التغيير المنشود كان مرده بالأساس غياب طول النقس لهذه الحركات وضعف التنظم والتنسيق الذي ساعد على اجهاضها .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.