الرئيسية » تعاون ثقافي تونسي-جزائري للحفاظ على الإرث الفسيفسائي

تعاون ثقافي تونسي-جزائري للحفاظ على الإرث الفسيفسائي

من الجزائر : عمار قردود

كشف مدير حفظ التراث بوزارة الثقافة الجزائرية “مراد بوتفليقة”،الأحد الماضي،على هامش عرضه حصيلة برنامج الوزارة في حفظ وإعادة تهيئة فسيفساء الجزائر “موزيكول”، في إطار الشراكة في البرنامج الموجه لدول حوض المتوسط منذ 2008 والذي استفاد في إطاره 8 مرممين من تكوين متخصص في مجال الفسيفساء أن تونس تعتبر أكبر بلد “فسيفسائي” في جنوب حوض المتوسط،

 

تليها الجزائر في المرتبة الثانية بـــ4 آلاف متر مربع،و قا إنه سيتم في القريب العاجل إنشاء ورشة متخصصة في ترميم الفسيفساء بشرق الجزائر على اعتبار عن أغلب الاكتشافات سجلت هناك إضافة إلى وحدة خاصة في تيبازة تتوفر على أهم إرث فسيفسائي في الجزائر.

من جهته، قال منير بوشانقي الذي نصبه الأحد الماضي، وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي على رأس اللجنة الوطنية لدراسة وصيانة الفسيفساء “إن الأولوية العاجلة لبرنامج اللجنة تتمثل في إحصاء وجرد الإرث الوطني في هذا الإطار وترميم وصيانة تلك المودة خاصة في المتاحف المفتوحة، وهذا باستعمال واستغلال التكنولوجيات الحديثة،

خاصة أن هذا الإرث الفسيفسائي الذي تتشارك فيه الجزائر مع دول حوض المتوسط معرض للزوال والتهديد كما تعمل اللجنة مستقبلا يقول رئيسها على تشجيع وتعزيز الدراسات الساعية إلى المزيد من الاكتشافات في هذا الجانب، حيث تتوفر الجزائر على أكبر مخزون عالمي من الفسيفساء التي يقول بشأنها الباحثون المشاركون في اليوم الدراسي إنها فريدة من نوعها ولا مثيل لها في حوض المتوسط.

و تمتلك تونس مجموعة فنية من الفسيفساء ذات شهرة عالمية ما انفكّت تنمّيها وتعزّزها اكتشافات جديدة. وقد اعتبر المتخصّصون في هذا الميدان الإنتاج الإفريقي وخاصة منه ما صدر عن ورشات مقاطعتي البروقنصلية Proconsularis والمزاق Byzacium (ما يعادل مساحة تونس اليوم) من أغنى ما أنتجته المقاطعات الرومانية القديمة وأروعه، إلا أنّ دراسة هذا الفن لم تستقطب اهتمام المؤرخين والمتخصّصين في علم الآثار إلا في العقود الأخيرة.

ولعل التئام المؤتمر الأوّل للفسيفساء الإغريقية الرومانية بباريس سنة 1963 هو الذي كان له الفضل في إظهار مقوّمات العمل الفسيفسائي النوعيّة التي لها ارتقى بعد ذلك إلى مستوى فنّ مستقلّ استرعت مظاهره المختلفة اهتمام الباحثين في العالم.

متحف باردو يضم أكبر مجموعة من رسوم الفسيفساء (الموزاييك) في العالم تغطي نحو 400 عام من التاريخ الروماني
في مطلع 2012 تم غلق المتحف الوطني في باردو بتونس العاصمة للتوسيع و التطوير و بعض التحسينات،و قد كلف المشروع حوالي 13 مليون دولار،في محاولة للحفاظ على تراث تونسي مميز وايضا لتطوير المتحف لجذب مزيد من السائحين بعدما انخفض عدد زواره من أكثر من نصف مليون عام 2005 إلى حوالى 100 ألف فقط عام 2011.


ويقدر بعض الباحثين والمهتمين بالآثار أن متحف باردو يضم أكبر مجموعة من رسوم الفسيفساء (الموزاييك) في العالم تغطي نحو 400 عام من التاريخ الروماني، لكن آخرين يرون أنه يأتي في المرتبة الثانية بعد متحف نابولي في مقتنياته من الموزايك.
المدخل القديم للمتحف هو لقصر إحدى العائلات (الحسينية) التي حكمت تونس مطلع القرن الثامن عشر، وتحول إلى متحف وطني عام 1888.وإلى جانب رسوم الفسيفساء، يضم المتحف تماثيل وأعمدة من مناطق مختلفة من تونس تعود للعصر الروماني وأيضا آثارا للحقبة الفينيقية والعربية الإسلامية.
يذكر أن كل ما اكتشف منذ 80 سنة تم حفظه في متحف باردو، الذي يضم عددا من تماثيل الآلهة والأقنعة التي أبدع الرومان صنعها، كما يضم المتحف عددا من النقائش والقطع الخاصة بالحضارة العربية الإسلامية، التي تجسد في معظمها ثراء الحضارة التونسية.

مدينة الجم التونسية متحف مفتوح للفسيفساء
و تعتبر مدينة الجم التي تقع على الساحل الشرقي لـ تونس متحف مفتوح للفسيفساء لإرثها الروماني المتمثل أساسًا في قصرها المصنف ضمن أجمل الرموز المعمارية في العالم، وفي فن الفسيفساء التي تخلّد إلى اليوم آثار واحدة من أهم الحضارات التي مرت بتونس الخضراء.

ويحافظ العاملون في هذا الفن بمدينة الجم حتى اليوم على مميزاته القديمة التي جعلت منه واحدًا من أهم الفنون اليدوية عبر العصور بفضل ما يتطلبه من دقة ومهارة كبيرة.

وشكل الفسيفساء خلال العهد الروماني مرحلة تعبيرية متطورة اعتمدها الناس وسيلة يجسدون بها مشاهد حيَّة من حياتهم في أعمالهم واهتماماتهم اليومية، أو في فكرهم وطقوسهم.
وفي العصر الحالي، لم تعد التقنية الرومانية وحدها المعتمدة في صناعة اللوحات، فالحجارة المستعملة فيما بات يسمى الفسيفساء الدقيقة أصبحت أصغر حجمًا.

و في أفريل 2008 عقد بقصر الجم الروماني شرقي العاصمة تونس أول مهرجان دولي للفسيفساء في تونس باقامة سوق عرضت فيه العديد من اللوحات التي تمثل عصورا تاريخية مختلفة بمشاركة عشرات الخبراء والحرفيين من عدة بلدان.
وافتتح المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بقصر الجم احد اشهر المعالم التاريخية بتونس بعرض مجموعة قطع قديمة من الفسيفساء وبورش لتعلم هذه الصناعة المتميزة المستندة الى الالمام بجوانب تاريخية وأخرى فنية.

وتقول تونس انها تمتلك أكبر رصيد من لوحات الفسيفساء في العالم وهو معروض في القسم الروماني بمتحف باردو في ضواحي العاصمة تونس.واقام المنظمون سوقا للفسيفساء التونسية ومعارض ولوحات اعدها خبراء وتدفق عليها السياح والزوار من بينها لوحات رومانية لفينوس الهة الجمال.وعثر في مدينة الجم التي كان اسمها في العصر الروماني تيسدروس على على عدة منازل بها لوحات من الفسيفساء يعود تاريخها الى العهد الروماني من بينها ”دار افريقيا“.

وتتميز (تيسدروس) الاسم الروماني السابق للجم بقصرها الاثري ذي الشكل البيضوي والذي يعتبر أحد اشهر المسارح في العالم ويتجاوز طوله مئة وخمسين مترا فيما يبلغ محيطه نحو خمسمئة متر ويتسع الان لاربعة الاف مقعد.
وشيد القصر الاثري المصنف ضمن الاثار المعترف بها من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في بداية القرن الثالث القائد الروماني جوردييان الثاني الذي قاد انتفاضة على امبراطور روما في ذلك العصر واقام قصرا خاصا به سعى الى ان يكون متميزا حتى على قصر روما.

ويعمل في قطاع الفسيفساء اكثر من ألف عامل في مدينة الجم التي تضم نحو 20 الف نسمة. وفي المدينة 30 مؤسسة تصدر منتجاتها الى اوروبا والولايات المتحدة.وتحتوي مدينة الجم على مجموعة أثرية قديمة وضخمة من الفسيفساء لاسيما من العهد الروماني مما جعل هذه المنطقة قطبا رئيسيا لتطوير صناعة الفسيفساء.

صادرات قطاع الفسيفساء في تونس بلغت سنة 2010 حوالي 2.7 مليون دولار
وبلغت صادرات قطاع الفسيفساء في تونس العام الماضي 2.7 مليون دولار. وتسعى تونس الى رفع صادراتها من الفسيفساء لتنويع صادراتها للخارج ولكن أيضا للتعريف بعراقة تاريخها وجذب مزيد من السياح المولعين بالزخرفة والاثار الى البلاد.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.