الرئيسية » عبد الناصر رمز الكرامة العربيّة

عبد الناصر رمز الكرامة العربيّة

بقلم إيهاب الغربي

ربما الشيء الذي يجب التذكير به ولم يحكى فيه كثيرا هو أن جمال عبد الناصر قد أعاد إلى الأمة العربية كرامتها وكبريائها.

الأمة قد شهدت منذ هيمنة الفرس والأكراد والترك على العنصر العربي في أواسط العصر العباسي انحدارا رهيبا إنتهى بحكم المماليك إلى غاية القرن 15 ليخلفهم العثمانيون، وقد عومل العرب معاملة قاسية من العثمانيين وكان العنصر التركي في الجسم العثماني يحتقر العنصر العربي وأكبر دليل على ذلك ما صنعه جمال باشا بالعرب سنة 1916 من مذابح ستبقى وصمة عارفي جبين العثمانيين. ثم تبع الغزوالعثماني للعرب الغزو الغربي وما أتاه من جرائم فضيعة في حق أمتنا العربية ولكم في ما صنعته فرنسا بالجزائر أكبر دليل إلى درجة أن فرنسا حاولت طمس الهوية العربية للجزائر .

كان مجيء عبد الناصر نصرا مبينا وتحولا حقيقيا للعرب عوض الفشل الذريع الذي عرفه الشريف حسين وابنه فيصل في تكوين الدولة العربية الكبرى التي طالما حلما بها لتحقيق حرية العرب والتخلص من التبعية للقوى الخارجية ، ومرد هذا الفشل الذي مني به الشريف حسين وفيصل هو الإعتماد على الغرب من أجل تحقيق هذه الغاية فقد طمع الشريف حسين في وعد مكماهون له بتكوين دولته مقابل دعمه لبريطانيا في صراعها ضد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى كما أن الشريف حسين علم بإتفاقية سايكس بيكو متأخرا وبعد أن قضت به بريطانيا حاجتها .

كما غرر لورنس بالملك فيصل و وعده هو كذلك بدولة عربية كبرى إلى أن إنتهى به الأمر إلى هزيمة مذلة من قبل فرنسا التي اعتبرت الدولة العربية التي أنشأها فيصل في بلاد الشام خرقا لاتفاقية سايكس بيكو و سحقته بسهولة.

كان جمال عبد الناصر واعيا بالتحديات التي تواجهها الأمة وهو ما جعله يتبنى الخط القومي العربي خاصة بعد هزيمة العرب ضد عصابات الهاجانا الصهيونية سنة 1948 و إنشاء الكيان الصهيوني..تلك الحرب التي فهم من خلالها عبد الناصر أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وهو ما عجل بثورته على حكم فاروق…

شكلت فترة العشرين سنة التي قاد فيها عبد الناصر الأمة العربية أزهى فترة في تاريخ العرب،فترة
حررت العرب من الإستعمار الغربي وحولتهم إلى أسياد لا عبيد، فترة وجه فيها عبد الناصر بوصلتهم إلى القضية الأم وهي القضية الفلسطينية والتركيز على كيفية استرداد فلسطين من المغتصبين الصهاينة . فترة تبنت مشروع الوحدة كسبيل لتحقيق النهضة العربية والإرتقاء بالعرب
إلى صفو الأمم المتقدمة.

لقد استردت الأمة العربية عنفوانها في عصر عبد الناصر وأضحى حلم النهضة العربية (التي لطالما حلم به رواد هذا المشروع كجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد العزيز الثعالبي) حقيقة ملموسة بفضل جمال عبدالناصر الذي لا مناص من الرجوع إليه إذا ما أردنا استرداد كرامتنا و سيادتنا.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.