الرئيسية » من يريد النصر عليه أن يؤمن بأدواته”…هكذا حدث الشيطان الامام في “الجلسة”

من يريد النصر عليه أن يؤمن بأدواته”…هكذا حدث الشيطان الامام في “الجلسة”

“كل من يرتكب خطيئة يصبح لها عبدا”…عبارات تكررت كثيرا في مشاهد التجربة الجديدة للمخرج مناضل عنتر “الجلسة”.

المسرحي المصري اختار خوض مغامرة فنية تحسب له من حيث جرأة الفكرة وجمالية التصور…في مسرحية “الجلسة” تتداخل عوالم الإنس والجن، تتشكل الأساطير والحكايا الموروثة في حركات وكلمات أبطالها…قوى تدعي الشر وأخرى الخير تتصارع على فتاة شابة تعاني مسا شيطانيا، تتناقلها الأيادي هنا وهناك، تارة تغادرها الأرواح الشريرة وفي أطوار أخرى تعود إليها أكثر قوة…عن مريم المجدلية ولعنة الجن، التي طاردتها قبل أن ينقذها المسيح عليه السلام.

تتخذ مسرحية “الجلسة” منطلقاتها، غير أنها تضفي جانبا خياليا لقصة “الإنجيل” وتنقل اللعنة المجدلية إلى “نسل افتراضيا لها” تمثله فتاة ممسوسة من راهننا… يحاول رجلا دين (مسيحي ومسلم) إنقاذ الفتاة، متسلحين بآيات وترانيم دينية وقوة إيمان، تفقد توازنها أحيان في مواجهة ألاعيب الإغواء وإثارة الشك والخوف المتقنة من طرف محركي العالم السفلي، عالم، لا يتوقف زعيمه عن تأكيد نصره لأنه من يملك مقاومات الصمود والسلاح وأن “الصلصال المتحرك” المصنوع من “طين” لن يخمد نار الشر والأنانية والتكبر…”فمن يريد النصر عليه أن يؤمن بأدواته أولا..”هكذا حدث الشيطان القس والإمام في مسرحية “الجلسة “لمناضل عنتر…

لعبة تبادل الأدوار لم تغب عن عمل مناضل عنتر فشاهدنا في “الجلسة” كيف يتحول البشري إلى الشيطان وكيف يجسد الجن دور الملاك المظلوم في عالم “الإنسان المخيار”… نص “الجلسة”، الذي كتبه مخرج العرض مناضل عنتر، رافقته بعض الهنات في مقابل تفوق واضح للصورة والجمالية التقنية على بقية عناصر العمل، حيث تناغمت ألوان الملابس المصمّمة بجهد لافت (لمروى عودة) مع الإضاءة المعتمدة في مختلف لوحات العرض خاصة الخافتة منها والتي تماشت مع رقصات وحركات ممثلي “الجلسة”.

كما شكل المكياج المختار بدوره نقطة مضيئة أخرى في العمل. فمرجعية مناضل عنتر البصرية وتجربته في مجال الرقص أثرت كثيرا العمل وانعكست في تفاصيل صورته فبرز الديكور بشكله الهرمي بصفة لافتة في أشكاله المبهمة ورسومه الغريبة الشبيهة بالكتابات الفرعونية… مسرحية “الجلسة”، التي قدمت عرضين أمس الخميس 11 جانفي 2018 (على الساعة الرابعة مساء ثم على الساعة السابعة ليلا) بدار الثقافة ابن رشيق، تنافس على جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي لسنة 2017.

هذه المسرحية، التي حظيت بتفاعل الجمهور التونسي والضيوف المواكبين للدورة العاشرة للمسرح العربي بتونس من 10 إلى 16 جانفي الحالي، حضرها نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي وجسد أدوارها ممثلو مسرح “الطليعة” وهم طه خليفة في دور “الشيطان” ، ميدو عبد القادر (القس) ، فهد إبراهيم في شخصية “الإمام” إلى جانب كل من مصطفى عبد الهادي ، إيناس عزت ، كريم فراج ، عبد الله صابر، أحمد عادل.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.