الرئيسية » هروبًا من التهميش: 521 تونسيًا يدخلون الجزائر (صور وفيديو)

هروبًا من التهميش: 521 تونسيًا يدخلون الجزائر (صور وفيديو)

بقلم عمّـــار قـــردود

كشفت مصادر أمنية وجمركية جزائرية متطابقة لــ”أنباء تونس” أنه قد تم تسجيل دخول 521 تونسيًا من ضمنهم نساء وأطفال إلى التراب الجزائري في غضون الـ48 ساعة المنقضية و ذلك بالقرب من معبر بتيتة الحدودي،و أن عدد التونسيين الوافدين في تزايد مستمر و لم ينقطع حتى الآن.


ووفق ذات المصادر فأن عناصر حرس الحدود الجزائري بولاية تبسة-شرق الجزائر-الحدودية مع تونس،منعت يوم الإثنين الماضي دخول نحو 100 تونسيًا قدموا من ولاية قفصة التونسية، اخترقوا الحدود الجزائرية و حاولوا الدخول إلى التراب الجزائري بطريقة غير شرعية هروبًا من الجوع والفقر و البطالة و انعدام التنمية، وطالبوا بمنحهم الجنسية الجزائرية،فيما يشبه تصعيد في احتجاجاتهم على عدم استجابة السلطات التونسية لانشغالاتهم و اهتماماتهم.قبل أن يرتفع العدد ليصل مساء الإثنين إلى 300 شخص و بلغ مساء أمس الثلاثاء 521 شخص.

ووفقًا لذات المصادر فإن هؤلاء التونسيين الذين حاولوا التسلل نحو الجزائر تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 50 سنة و بحسبهم فهم يعيشون في بطالة قاتلة منذ مدة ،حيث تم حرمانهم من العمل في منجم المدينة ،و كانوا قد توغلوا داخل التراب الجزائري في تصعيد شديد في لهجتهم الاحتجاجية على السلطات التونسية،و اعترفوا لعناصر حرس الحدود الجزائري أنهم هربوا من جحيم البطالة والفقر وانتشار الأمراض و صعوبة العيش الكريم في تونس ،و هي الأسباب التي أرغمتهم قسرًا على الاحتجاج و الفرار نحو الجزائر بحثًا عن لقمة تسد جوعهم و تحافظ على كرامتهم المنتهكة، مطالبين بلقاء القنصل التونسي في تبسة ووالي ولاية قفصة التونسية.

و بعد تدخل عناصر حرس الحدود الجزائري قرر هؤلاء التونسيون الهاربين الإستقرار في نقطة قريبة من المعبر وتتبع اقليم دائرة بئر العاتر بولاية تبسة الجزائرية وتحت مراقبة وإجراءات مشددة من قبل قوات حرس الحدود .
وينحدر المعنيون من متلوي و الرديف و أم العرايس و عين الكرمة و مناطق أخرى تابعة لولاية قفصة التونسية، حيث فروا مما أسموه بالمجاعة والفقر الذي يتهدههم نتيجة حرمانهم من العمل في منجم المدينة حسب المعلومات الأولوية.

وحسب نفس المصادر فقد تنقلت السلطات العسكرية والمدنية الجزائرية إلى المنقطة صباح اليوم، حيث أشرف رئيس المجلس البلدي لبئر العاتر على تزويد اللاجئين التونسيين بالغذاء والماء وإخضاعهم لفحوصات طبية خاصة في ظل المعلومات التي تشير إلى تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير بعدة مناطق بتونس.

و قد نجح هؤلاء التونسيين من قطع عشرات الكيلومترات مشيًا على الأقدام في ظروف مناخية صعبة و تمكنوا من دخول التراب الجزائري قبل أن تتدخل مصالح حرس الحدود الجزائري و قامت بتوقيف مسيرتهم و منعهم من التوغل أكثر و أعادتهم إلى منطقة الحدود البرية المشتركة بين البلديبن،حيث إستقروا في منطقة قريبة من معبر بتيتة الحدودي و قد تكفلت السلطات المحلية بولاية تبسة بتأمين الغذاء و الدواء و المأوى، و تكفل المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري بالتعاون مع القيادة المحلية للدرك الجزائري و بعض سكان المنطقة بتقديم الأكل لهؤلاء التونسيين.

و بحسب نفس المصادر فأنه عند مساءلة هؤلاء التونسيين من طرف مسؤولي الأمن الجزائريين بالمنطقة، صرّحوا بأن السبب الذي دفعهم لهذه الهجرة الجماعية هو الفرار من جحيم البطالة والفقر والجوع وأنهم لم يجدوا سوي دخول التراب الجزائري ورفع مطالبهم انطلاقًا منه لإسماع صوتهم .مؤكدين أنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل الوضع المزري، حيث كشفوا في حديثهم حجم معاناتهم وقالوا إنّه لم يبق أمامهم سوى البحث عن القوت في أقرب مكان لهم حيث كانت الجزائر مقصدهم.

 
و أفادت مصادرنا أن هؤلاء الشباب التونسيين طالبوا بمقابلة القنصل التونسي بولاية تبسة الجزائرية لرفع مطالبهم إليه و إبلاغها للسلطات التونسية،و قد تم إبلاغ السلطات المحلية في تبسة و أنها قد باشرت مفاوضات معه لإقناعهم بالعدول عن البقاء معتصمين في الحدود المشتركة الجزائرية-التونسية و رفضهم العودة إلى بلدهم الأصلي،و أنها لا ترغب في إعطاء هذه القضية أكبر من حجمها الفعلي رغم اقتناعها بأحقية هؤلاء المواطنون التونسيون في العيش الكريم و بمشروعية مطالبهم و تلافيًا لتوتر ديبلوماسي بين البلدين هما في غنى عنه خاصة في ظل الظروف الراهنة.

وزير الداخلية التونسي من الجزائر:ليس لي علم بما حصل..؟

في سؤال لــ”أنباء تونس” موجه إلى وزير الداخلية التونسي لطفي براهم الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر الأحد و الإثنين الماضيين حول الـــ521 تونسي الذين دخلوا الجزائر بداية من صباح الإثنين المنصرم عبر معبر بتيتة الحدودي بمدينة بئر العاتر بولاية تبسة و القادمين من ولاية قفصة،و الدي رفض الإجابة عليه إلا بعد إلحاح شديد رد لطفي براهم بإقتضاب:”إذا حدث ذلك فعلاً فليس لي علم بما حصل..؟ربما لتواجدي خارج تونس” و بعد تدخل أحد مرافقيه و أسر له ببعض المعلومات في أذنه إستطرد قائلاً:”سأنظر في قضيتهم مع المسؤولين الجزائريين و العمل على إيجاد حلول فورية قبل عودتي إلى تونس اليوم إن شاء الله”.

إيقاف 206 شخص مورطين في عمليات نهب عبر كامل التراب التونسي

أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني ايقاف 206 شخص متورطين في أعمال تخريب واعتداء على الممتلكات العامة وسرقة محلات تجارية على خلفية التحركات الليلة التي شهدتها بعض مناطق الجمهورية ليلة أمس الثلاثاء.كما أفاد الشيباني اصابة 49 أمنياً بإصابات متفاوتة الخطورة .

كما نفى الشيباني، في تصريح لـوكالة الأنباء التونسية ما تم ترويجه في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من “إشاعات لا أساس لها من الصحة”، بحسب توصيفه، على غرار الادعاء بوفاة شخص بجهة طبربة نتيجة دهسه من طرف سيارة أمنية.وأوضح الشيباني أنه بحسب تأكيدات الطاقم الطبي بقسم الاستعجالي بطبربة من ولاية منوبة أين تم قبوله لتلقي الاسعافات الاولية، فإنه كان في “حالة غير طبيعية” وأن جسده لا يحمل أي آثار عنف أودهس، إضافة إلى أنه مصاب بمرض مزمن يتمثل في ضيق التنفس. وقد تم نقله إثر ذلك إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة، ورغم تدخل الاطار الطبي وإجراء الاسعافات اللازمة إلا انه فارق الحياة. وقد أحيل على قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول.

فيما فنّد الشبياني ما تردد في مواقع التواصل الاجتماعي من دهس لأحد الاشخاص بتالة من طرف الوحدات الامنية، قائلا أن الهدف من ذلك “الاثارة وتحريك الشارع”.

وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، بخصوص الاحداث التي شهدتها بعض مناطق البلاد في الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء، أنه تم اقتحام مركز الامن الوطني بالبطان من ولاية منوبة وحرق أحد مكاتبه، كما تم اقتحام مركز الامن الوطني بالقطار من ولاية قفصة وبعثرة بعض الوثائق والتجهيزات به وحرقها أمام المركز، قبل اقتحام مستودع القباضة المالية بالقطار وسرقة كمية من السجائر داخلها، واقتحام المستودع البلدي بنفس المدينة وسرقة سيارتين ودراجات نارية منه.

كما تم، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خلع مغازة بحي الانطلاقة بالعاصمة والاستيلاء على مواد غذائية من داخلها، واقتحام المستودع البلدي بمدينة القصرين الكائن بحي البساتين وسرقة 34 دراجة نارية منه، ورشق أعوان الامن بالحجارة وبزجاجتي مولوتوف ما أسفر عن اصابة عوني أمن ومدير اقليم الامن الوطني بالقصرين باصابات متفاوتة الخطورة.

وتم أيضا، بحسب نفس المصدر، اقتحام مقر معتمدية طبربة واخراج الاثاث من داخله وحرقه، إضافة إلى اقتحام فرع أحد البنوك في طبربة. وقد تم خلال هذه الاحداث تسجيل إصابة 3 اعوان أمن بطبربة باصابات متفاوتة الخطورة.وأوضح الشيباني في نفس التصريح أن العديد ممن نفذوا عمليات السرقة والنهب كانوا يحملون أسلحة بيضاء وهراوات خلال اقترافهم لتلك العمليات.

حملة “فاش نستنا” تهدف للهجرة نحو الجزائر

هذا و قد أطلق مجموعة من الشباب التونسي حملة “فاش نستنا” والهدف منها الهجرة نحو الجزائر بسبب غلاء المعيشة.و كانت وسائل إعلام تونسية من ضمنها راديو “الجوهرة أف أم” التونسي قد أشارت عن شروع أمس الأحد محتجون تونسيون من عدد من معتمديات قفصة في تنفيذ مسيرة على الأقدام انطلقت من المتلوي وصولاً إلى الحدود مع الجزائر.

وبحسب راديو “الجوهرة اف أم” ،فقد انطلقت عشية أمس الأحد مجموعة من شباب معتمدية المتلوي المحتجين على نتائج مناظرة انتداب أعوان تنفيذ بشركة فسفاط قفصة، في اتجاه بقية المعتمديات حيث التحقت بهم مجموعات أخرى من معتمدية ام العرائس و الرديف في مسيرة على الاقدام نحو الحدود التونسية الجزائرية رافعين العلم الجزائري.

واضاف أن هذه الحركة تصعيدية بسبب ما تشهده الولاية من تهميش على جميع المستويات و خاصة البطالة و عدم تفاعل المسؤولين عن المناظرة مع مطالب و تساؤلات المعتصمين في أكثر من معتمدية.
الجزائر لطالما كانت الحضن الدافئ للتونسيون

و ليست هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها رعايا تونسيين على التسلل نحو الأراضي الجزائرية هربًا من تدهور الأوضاع المعيشية و الاجتماعية في تونس فيما يشبه طلبًا لـــ”اللجوء الاجتماعي و الإنساني” نحو الجزائر،ففي سنة 2008 نزح نحو 135شخص تونسي نحو الجزائر،أين مكثوا هناك و بطريقة غير شرعية لعدة أيام،حيث تمركزت العائلات التونسية النازحة بمنطقة عائشة أم شويشة بقرية عقلة أحمد، 24 كلم شرقي دائرة بئر العاتر بولاية تبسة الجزائرية.

و استنادًا لتصريحات بعض المواطنين التونسيين المتواجدين بإقليم بلدية بئر العاتر آنذاك، فإن السلطات التونسية اعتمدت ”سياسة الصمت” حيال الوضعية المزرية لأبناء معتمدية قفصة، خاصة قرية أم لقصاب في بلدية أم العرائس التي تنحدر منها عائلات عبيدي، وغوادية المنتسبة لعرشي أولاد سلامة وأولاد أوصيف.

العائلات التونسية النازحة التي نصبت خيمتها بعقلة أحمد،عبّرت عن تذمرها من أوضاعها المزرية سيما تفشي البطالة والفقر والأمراض وحرمان أبنائهم من الحق في التمدرس والعمل. ويضيف مواطن آخر أن الحوض المنجمي التونسي (قفصة، الرديف، أم العرائس) شهد آنذاك مظاهرات تحوّلت إلى أحداث شغب رفع خلالها المتظاهرون شعار ”أموال الشعب في القصور وأبناء الشعب في الخيام”، تعبيرًا عن درجة التذمر الذي انتشر لدى الفئات العاطلة عن العمل في هذه المناطق. وقد نشر الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي صورًا حية لهذه المظاهرات على موقعه بشبكة الأنترنت.

واكتفت الأجهزة الأمنية الجزائرية (حرس الحدود، الدرك الوطني…) بمراقبة الأوضاع عن كثب، وحرصت على عدم تعرض المواطنين التونسيين لأي مكروه، كما أخضعت النازحين لفحوصات طبية، وطلبت من العائلات المعنية عدم تقدمهم في التراب الجزائري أكثر من الوضعية الحالية.

واصطفت شاحنات وحافلات نقلت أكثر من 200 عنصر لقوات الأمن التونسية دون أن تتخذ أي إجراء تجاه النازحين، ويبدو أن صمت السلطات التونسية ينم عن رغبتها في مبادرة السلطات المحلية لولاية تبسة بطرد العائلات النازحة. كما تنقل إلى عين المكان القنصل العام الجزائري بقفصة رفقة ممثلين عن السلطات المحلية بولاية قفصة التونسية وتحاوروا مع العائلات التونسية واستمعوا لانشغالاتهم محاولين إقناعهم بالعودة دون جدوى.وفي غضون ذلك قام سكان دوار عائشة أم شويشة بقرية عقلة أحمد بتموين العائلات النازحة بالمواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال بعد أن جمعوا مبلغًا من المال صرف في توفير هذه المواد وتوزيعها على الوافدين الأشقاء.قبل أن تتمكن السلطات التونسية من إقناع هذه العائلات التونسية بالعودة إلى ديارهم بقرية ”لقصاب” بلدية أم العرائس، معتمدية قفصة، وذلك بعد أن قضوا ثلاثة أيام كاملة بالأراضي الجزائرية احتجاجًا على ظروف الفقر والبطالة التي يعيشونها.

و في سنة 2011 أقدم عدد كبير من العائلات التونسية على اجتياز الشريط الحدودي من الناحية الشرقية للأراضي الجزائرية عبر إقليم ولاية تبسة.حيث كانوا يرغبون في الوصول إلى أقرب تجمع سكاني أو إحدى البلديات الجزائرية ليبلغوا صوتهم للرأي العام حول أسباب إقدامهم على هذا الموقف غير المسبوق لهذه لعائلات والتي يقيم أغلب أفرادها بمنطقة السبيبة القريبة من ولاية القصرين بتونس. وقد دخل الغاضبون من التونسيين والذين يصل عددهم بنحو 50 عائلة من مختلف الأعمار بما فيهم الأطفال الرضع عند الصباح الباكر إلى منطقة سيدي موسى قرب قرية عقلة أحمد التابعة إقليميًا لبلدية بئر العاتر والتي تبعد عن مدينة تبسة بحوالي 120 كلم جنوبًا، وتدخلت وحدات حرس الحدود الجزائرية العاملة بالمنطقة ومنعوا التونسيين من التقدم حيث كانوا يرغبون الوصول نحو عمق الأراضي الجزائرية. كما التحقت وحدات من الحرس التونسي بالمنطقة وانتشروا على كامل المنطقة خوفًا من التحاق عناصر أخرى من التونسيين بالمجموعة الغاضبة، وقامت العائلات الجزائرية المقيمة بالمنطقة بحركة تضامنية كبيرة، حيث قدموا ما يستحقه إخوانهم التونسيين من مأكل ومشرب، وهذا تحت تأمين جيد من حرس الحدود الجزائري.

وحسب ممثلي العائلات التونسية فإن إقدامهم على هذا الموقف وترك منازلهم والتي تبعد عن الشريط الحدودي بمسافة تقدر بأكثر من 150 كلم، تعود أساسًا إلى الظروف الاجتماعية القاهرة وغياب فرص العمل التي تؤمن حياة أبنائهم وعائلاتهم وهي أسباب لا تختلف كثيرا عن الأسباب التي دفعت قبل سنتين عائلات تونسية أخرى دخلت الأراضي الجزائرية بمنطقة عائشة أم الشويشة، حيث أكدوا آنذاك عن الظروف القاسية التي يعيشونها وبقوا بالأراضي الجزائرية أكثر من أسبوع ولم يعودوا إلى منازلهم إلى غاية تلقيهم وعودا من السلطات التونسية بتحسينها وهو ما تم فعلا حسب التونسيين بعد التدخل الشخصي للرئيس التونسي السابق المخلوع زين العابدين بن علي، انطلاقًا من أن الشاكين وجهوا أصابع الاتهام لمسؤولين محليين دون غيرهم، كما شهدت منطقة الطباقة ببلدية الكويف 33 كلم شمال تبسة منذ مدة نزوح تونسيين ودخولهم الأراضي الجزائرية ورفضوا العودة مما دفع برجال الدرك الوطني بالكويف إلى توقيفهم وتقديمهم أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة، حيث صدر في حقهم أمرًا بمغادرة أرض الوطن، وهو ما تم فعلاً.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.