الرئيسية » بعض التساؤلات حول نتائج تصويت الأمم المتحدة عن مشروع القرار المتعلق بالقدس

بعض التساؤلات حول نتائج تصويت الأمم المتحدة عن مشروع القرار المتعلق بالقدس

 

 

بقلم الاسعد بوعزي

لقد صوّتت الأمم المتحدة على مشروع القرار التركي اليمني المتعلق بوضعية مدينة القدس والغت قرار ترامب الذي يعترف بها عاصمة موحّدة لإسرائيل.

ولئن يعكس هذا التصويت ان القضية الفلسطينية لا تزال تستأثر بإهتمام ما يزيد عن ثلثي دول العالم، فإن إمتناع دول بعينها عن التصويت (35 دولة) ومعارضة تسعة دول أخرى لمشروع القرار يستحقّ اثارة نقطتين تتعلق بمستقبل مصر بالخصوص وبالعالم العربي عموما :
1) أتمنّىّ أن المسؤولين عن الأمن القومي في الحكومة المصرية قد تملكهم الرعب وشدّهم
الأرق منذ إطّلاعهم على نتيجة التصويت صلب الجمعية العامة على مشروع القرار المتعلق بالقدس. الرعب ليس بسبب الخوف من أن ينفذ ترامب قراره بحرمان مصر من إعانة سنوية تقدر بحوالي 1.5 بليار دولار وإنما من امتناع ثلاثة دول مطلة على حوض النيل عن التصويت لفائدة المشروع العربي وهي أوغندا ورواندا وجنوب السودان.
واذا ما علموا أيضا أن “سدّ النهضة” الذي هو بصدد البناء في اثيوبيا هو فكرة صهيونية تتجسّم بتمويل وبإشراف من إسرائيل لا يمكنهم ان يغمضوا جفونهم و بلدهم مصر “هبة النيل” أصبحت يحاصرها العدو ويهددها بالموت عطشا.

2) وأتمنّى ان تتسائل الجامعة العربيه عمّا اقترفته من أخطاء استراتيجية حتى ترى بلدان القارة السمراء التي كانت كلها تساند القضية الفلسطينية وتعادي إسرائيل أصبحت تتسابق على التودّد للصهاينة لنيل رضاهم ولتقيم معم علاقات دبلوماسية. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن بلدان إفريقية اخرى مثل “البنين” و”التوقو” و”لوزُوتو” منها من امتنع عن التصويت ومنها من صوت ضد مشروع القرار.
وهل تسائلت هذه الجامعة أيضا عمّا دهى معظم بلدان أمريكا اللاتينية (وهي بلدان أصلها ثورية) لتتنصل من القضية الفلسطينية وتعبّر من خلال هذا التصويت عن تعاطفها مع إسرائيل؟
ولمساعدة العرب على فهم ما جرى فإنني أقترح عليهم بعض الإشارات في صيغة تساؤلات:
– من هو الذي بادر بالاعتراف بالعدوّ ومن هو الذي يسعى الى التطبيع معه في العلن والخفاء؟
– من هو الذي يستثمر في الغرب ومن ورائه اسرائيل عوض الاستثمار في أفريقيا وأمريكا الوسطى للإبقاء على التحالفات معها؟ وأين تذهب أموال السعودية وأموال من جاورها من إمارات البترودولار؟
– من هو الذي يحارب العرب ويقتل أبنائهم ويهجّر شعوبهم في كلّ من سوريا والعراق وليبيا واليمن؟
– ومن تبقى من العرب على عهده لفلسطين بمن فيهم السلطة الفلسطينية نفسها؟
ومن من دول العالم لا يزال يعتقد في قدرة العرب على الإتحاد والحديث بصوت واحد؟
– ومن شجّع “ترامب” بالمال وبكلّ ما أوتي من جهد على أخذ مثل هذا القرار الأرعن؟

انتم أيها ألعرب، ومتى أجبتم عن هذه الأسئلة والتساؤلات بكلّ واقعية وتجرد سوف تعرفون سبب نكبتكم وتعلمون إلى أين أنتم سائرون.

*الأسعد بوعزي هو ضابط سامي متقاعد من البحرية الوطنية

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.