الرئيسية » خاص : الجيش الجزائري يقضي على إرهابيّين تونسييّن (خاص)

خاص : الجيش الجزائري يقضي على إرهابيّين تونسييّن (خاص)

 

بقلم عمار قردود

كشف مصدر عسكري جزائري عليم لـــ”أنباء تونس” أن قوات الجيش الجزائري تمكنّت من القضاء على إرهابيّين خطيرين من جنسية تونسية،أمس الأربعاء،في حدود الساعة السابعة و نصف صباحًا على بعد 5 كلم من المعبر الحدودي البري “بوشبكة” بولاية تبسة الحدودية-شرق الجزائر-و ذلك بعد تسللهما من جبل الشعانبي بولاية القصرين التونسية نحو الأراضي الجزائرية،

حيث تم ترصد تحركاتهما بمعية إرهابيين آخرين تمكنوا من الفرار نحو الحدود التونسية الغربية و ذلك بعد أن تلقت قيادة الجيش الجزائري معلومات مؤكدة من طرف قيادة الجيش التونسي تعلمها فيها بإمكانية محاولة مجموعة إرهابية متحصّنة بجبل الشعانبي-ولاية القصرين-التسلل نحو التراب الجزائري و هي المجموعة الإرهابية التي إشتبكت مع قوات الجيش التونسي يوم الإثنين الماضي بالتزامن مع إنفجار لغم أرضي أودى بحياة عسكري تونسي و إصابة ستة أخرون بجروح،وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العقيد بلحسن الوسلاتى.وأضاف الوسلاتى أن تبادل إطلاق النار أدى إلى مقتل عسكري وإصابة آخر بجروح، فيما أصيب الخمسة الآخرون بشظايا لغم.

وأوضح المصدر بخصوص المعطيات الأولوية للعملية أن لغمًا أرضيًا انفجر لدى مرور إحدى التشكيلات العسكرية خلال عمليات تعقّب للعناصر الارهابية تبعه تبادل لإطلاق النار مع مجموعة إرهابية.

و بحسب ذات المصدر العسكري الجزائري فمن المرجّح أن يكونا هذين الإرهابييّن التونسييّن ينتميان إلى ذات المجموعة الإرهابية التي دخلت في تبادل مكثف لإطلاق النار بجبل الشعانبي بولاية القصرين التونسية،خاصة و أنه تم رصّد عدد من الإرهابيون كانوا بصدد التسلل من تونس نحو الجزائر قبل أن تتم مطاردتهم و القضاء على عنصرين منهم من طرف قوات الجيش الجزائري و قد تم إبلاغ السلطات العسكرية التونسية بالحادثة لأخذ إحتياطاتها اللازمة.

و أفاد ذات المصدر أنه تم نقل جثتي الإرهابيين التونسيين المقضي عليهما إلى المستشفى العسكري للتحقق من هويتهما التي تم تحديدها صباح اليوم الخميس و يتعلق الأمر بالإرهابي “خميس بن غربية” المكنى بــــ”أبو سراقة القفصي” و هو من مواليد 03/10/1980 بولاية قفصة التونسية و إلتحق بالعمل الإرهابي أواخر سنة 2012 عندما إنضم إلى صفوف كتيبة “عقبة بن نافع” الإرهابية و نفّذ عدة عمليات إٍهابية و هو من الإرهابيون المطلوبين لدى الأمن التونسي و قد تم العثور بحوزته على جواز سفر ليبي مزوّر و خريطة جغرافية لمنطقة الشعانبي و قائمة إسمية مطبوعة تتضمن أسماء عدة شخصيات تونسية ربما لإستهدافها لاحقًا و تصفيتها جسديًا-بحوزة “أنباء تونس” أسماء الشخصيات الواردة فيها و سيتم التفصيل في الموضوع في مقال قادم خلال الأيام المقبلة-و قائمة أخرى لمواقع رسمية مدنية و عسكرية و أمنية تونسية و قد تم إبلاغ السلطات التونسية بالأمر في حينه،أما الإرهابي الثاني فيتعلق الأمر بالمدعو “خليل الرحمان الهفافي” المكنى بــــ”أبو دينار التونسي” و هو من مواليد 12/08/1987 بولاية بنزرت التونسية،كما تمكّن الجيش الجزائري من إسترجاع سلاحين رشاشين من نوع كلاشينكوف و كمية من الذخيرة الحية.

و تأتي حادثة مقتل عسكري تونسي و إصابة 6 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة بعد إنفجار لغم أرضي بجبل الشعانبي و دخول وحدات من الجيش التونسي في تبادل لإطلاق النار مع مجموعة إرهابية مجهولة الهوية و العدد يوم الإثنين الماضي ثم حادثة قضاء الجيش الجزائري على إرهابيين تونسيين و مطاردته لمجموعة إرهابية حاولت التسلل من تونس نحو الجزائر يوم أمس الأربعاء لتؤكدان رغم أن الحادثتين يبدو أن أنهما مترابطتين أن شبح الإرهاب عاد مجددًا ليُخيم من جديد على تونس بعد فترة وجيزة نسبيًا عرفت تحسنًا لافتًا في الوضع الأمني بشكل عام،

كما أن ذات الحادثتين أعادتا الجدل مرة أخرى حول ظاهرة التطرف الديني و بالرغم من أن طبيعة الحادثتين لا تؤشران على عودة الخطر الإرهابي بعد أفوله و نجاح الحكومة التونسية في إجتثاته،إلا أنهما بمثابة دق لناقوس الخطر بأن “بقايا الإرهاب” ما تزال بإمكانها زعزعة إستقرار و أمن تونس.

و أنه و بالرغم من المجهودات التي تبذلها الأجهزة العسكرية والأمنية التونسية، فإن الخطر الإرهابي مازال قائمًا و إن خفّت وتيرته بشكل كبير، خاصة مع تحصّن المتشددين في مناطق وعرة لها ارتباطات مع جماعات متطرفة أخرى بالجزائر يصل من خلالها الدعم اللوجستي والبشري،و بالتالي يبقى خطر تعرضّ القوات الأمنية والعسكرية لضربات إرهابية، قائمًا في ظل عدم السيطرة الكلية على معاقل الإرهابيين على الرغم من خسائرهم الكبيرة في الآونة الأخيرة،حيث تمكنت الأجهزة الأمنية والعسكرية التونسية في الأعوام الماضية من إلحاق خسائر بشرية كبيرة بكتيبة “عقبة بن نافع” التي تتحصّن بالمرتفعات الغربية المجاورة للحدود الجزائرية.

وخلال عملياتها، قضى الأمن والجيش التونسيين على معظم قيادات الكتيبة بداية بـ” لقمان أبو صخر” في مارس 2015، مرورًا بـ “مراد الغرسلي” في جويلية 2015.وصولاً إلى “أبو سفيان الصوفي” في أفريل الماضي.

ومنذ نهاية 2012، تتعقب قوات الجيش والأمن التونسيين إرهابيين مرتبطين بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و تنظيم “داعش”، يتحصنون في جبل الشعانبي المتسم بالوعورة في ولاية القصرين.

وقد زرع الإرهابيون ألغاماً تقليدية الصنع في جبل الشعانبي ثم في جبال في مناطق أخرى شمال غرب تونس، أدى انفجارها إلى مقتل وإصابة عناصر من الجيش والأمن التونسيان.
وفي 11 أبريل 2014، أصدر الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي قراراً جمهورياً بجعل جبل الشعانبي “منطقة عمليات عسكرية مغلقة”، وجبال السمامة والسلوم والمغيلة وخشم الكلب والدولاب وعبد العظيم، المتاخمة للشعانبي، “منطقة عسكرية”.وعزت وزارة الدفاع التونسية آنذاك هذا الإجراء إلى “تنامي نشاط شبكات الجريمة المنظمة وإلى تضاعف التهديدات من قبل التنظيمات الإرهابية المتمركزة في المنطقة”.وبالرغم من القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي، لم تتمكن قوات الأمن التونسية والجيش التونسي حتى الآن من السيطرة على الإرهابيين و القضاء الكلي عليهم.

عودة النشاط الإرهابي إلى تونس له علاقة بوصول مقاتلين سابقين في بؤر التوتر بليبيا وسوريا
و يرى خبراء جزائريون و تونسيون في الإرهاب لــــ”أنباء تونس” أن عودة نشاط الجماعات الإرهابية في الحدود الغربية التونسية يؤشر على وصول مقاتلين سابقين في بؤر التوتر بليبيا وسوريا إلى الحدود الغربية لتونس.وتقدر السلطات التونسية أعداد المقاتلين في بؤر التوتر حول العالم، بنحو 3 آلاف مقاتل تونسي تقول إن جزءًا كبيرًا منهم قتل خلال المعارك، فيما عاد إلى تونس نحو 800 عنصر، بعضهم تحت المراقبة الأمني.

عودة وشيكة لـ 6 آلاف ارهابي من سوريا والعراق إلى دول افريقية منها تونس
هذا و يتوقع الاتحاد الافريقي عودة ما لا يقل عن 6 آلاف مقاتل من أعضاء تنظيم “داعش” في سوريا والعراق إلى دول افريقية ، وهو ما يعني تدهور أمني خطي في القارة ، وفي دول محددة أبرزها ليبيا تونس المغرب وشمال مالي ومصر والسودان ، وقد جاء التحذير من مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي الدسيلوماسي الجزائري” إسماعيل شرقي” ،الأحد الماضي، من أن حوالى ستة آلاف مقاتل افريقي قاتلوا في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يمكن أن يعودوا إلى القارة السمراء، داعيًا الدول الافريقية إلى الاستعداد “بقوة” للتعامل مع عودتهم.

مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي دعا دول الاتحاد الافريقي في تصريحه إلى تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن المسلحين الذين يعودون إلى بلادهم، من أجل التعمل بشكل اكثر فاعلية مع مثل هذا التهديد .
وقال الدبلوماسي الجزائري خلال منتدى حول مكافحة الإرهاب عقد في وهران-غرب الجزائر- إن هناك “تقارير تفيد بوجود ستة آلاف مقاتل افريقي في عداد المقاتلين الأجانب الـ30 ألفًا الذين انضموا إلى هذا التنظيم الارهابي في الشرق الأوسط”.

واستغل تنظيم الدولة “داعش” الحرب الاهلية الدائرة في سوريا لبسط سيطرته على مساحات واسعة في هذا البلد وفي العراق المجاور في صيف 2014 حين أعلن قيام “دولة الخلافة” واجتذب آلاف الجهاديين الأجانب. ولكن مذاك توالت هزائم التنظيم الى ان اندحر من سائر انحاء العراق وغالبية الاراضي السورية.وأضاف شرقي أن “عودة هؤلاء العناصر الى افريقيا يمثل مخاطر جدية على الامن والاستقرار الوطنيين ويتطلب تعاملاً محددًا وتعاونًا مكثفًا بين الدول الافريقية”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.