الرئيسية » بن فرج : “ماذا سيُغيِر قرار ترامب؟ عمليًّا لا شئ”

بن فرج : “ماذا سيُغيِر قرار ترامب؟ عمليًّا لا شئ”

 

علق القيادي بحركة مشروع تونس الصحبي بن فرج تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك على اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بان القدس عاصمة اسرائيل .

و جاءت التدوينة كالتالي :”

ماذا سيُغيِر قرار ترامب؟ عمليًّا لا شئ: الاحتلال و الاستيطان والعدوان ودولة الكيان وعلاقاتها الاستراتيجية بامريكا ، والعرب وعلاقاتهم الاستراتيجية بامريكا ، امريكا ومصالحها الحيوية في المنطقة……..كل شيئ سيبقى كما كان قبل الإعلان . …وبعد الإعلان
ولن تربح الولايات المتحدة شيئا من قرارها، ولن تستفيد اسرائيل عمليًّا من الاعتراف، ولن يُغَيِّر القرار من واقع النظام العربي الرسمي الذي كان مهزوما وسيبقى مهزوما
إذا لماذا القرار؟ولماذا الان ؟
•الاعتبارات الداخلية الامريكية تبدو مهمة في القرار وتوقيته، فنقل السفارة هو مطلب اسرائيلي تاريخي وهو ايضا وعد انتخابي متجدد منذ 1982 يقع التراجع عنه آليا من كل الرؤساء حال وصولهم الى البيت الأبيض.
مشكلة الرئيس الامريكي الحالي أنه يواجه فضيحة اعتراف مستشاره السابق الجنرال مايكل فلين بالاتصال بالروس خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وهو ما كان ينفيه دائما دونالد ترامب ،
بالتالي قد يتعرض الرئيس للمساءلة القضائية التي قد تفضي الى الشروع في إجراءات العزل (impeachment)
اليوم، يبدو دونالد ترامب في حاجة مصيرية الى الوبي الصهيوني النافذ والممتد داخل الدولة العميقة الامريكية،
علمًا بأن نيتانياهو وإسرائيل ايضا في أمس الحاجة سياسيا ومعنويا لهذا القرار كما سنرى لاحقا
•الاعتبارات الإستراتيجية: معارك وحروب الربيع العربي، أنتجت (خلافا لما خُطّطَ له) واقعا استراتيجيا كارثيا على حلف إسرائيل/أمريكا:
-روسيا انتصرت في أوكرانيا،استقرت في قلب المتوسط، وأصبحت حكَما في نزاعات المنطقة
-إيران دولة صاعدة، مسيطرة على مجالها الحيوي في الخليج وحليفها الحوثي يسيطر على نصف اليمن وطريق طهران بغداد دمشق بيروت اصبح مفتوحا أمامها وتحت السيطرة
-سوريا تخرج موحدة من حربها الكونية بجيش مجهَّز ومتمرّس على الحروب الطويلة، متمسّكة بعقيدتها المقاومة لاسرائيل ومسنودة بحلف عسكري إقليمي وازن وحلف سياسي واقتصادي دولي قوي
-حزب الله أصبح قوة إقليمية تراكم الخبرات والانتصارات والتقنيات وتتواجد على مرمى حجر من الجولان والجليل
-تركيا تتدحرج تدريجيا نحو الحلف الروسي الإيراني وتبتعد عن الحلف الأطلسي
-الحلفاء في الخليج منقسمون وغارقون في أزمة اليمن فظلا عن الأزمات الداخلية
من المستحيل ان تمر هذه الهزيمة الاستراتيجية بدون تغطية كبرى في حجم قرارٍ بنقل السفارة الامريكية الى القدس
•الاعتبارات الجيوسياسية: الولايات المتحدة بصدد نقل مركز ثقلها الاستراتيجي من الشرق الأوسط نحو البرّ الآسيوي،
هذا قرار أتخذته أمريكا منذ 2010، وهي تخرج من المنطقة حيث معارك “الآخرين” وتترك حلفاءها ليواجهوا أعداءهم بمفردهم : لن يكون بإمكانهم التعويل على القوة العسكرية الامريكية المباشرة
أمريكا ستركّز كل مصادر قوتها على آسيا (الصين روسيا والهند….) حيث ستواجه امريكا معاركها الوجودية الحقيقية:الاقتصاد والنفوذ والأسواق والثروات،التكنولوجيا،الديون، الدولار……
قبل أن تخرج، أطلقت منذ سنوات عملية الربيع العربي، حتى تضمن سيطرة اسرائيل على محيطٍ عربيٍ إما مهادنٍ وإما ضعيفٍ منقسمٍ متناحرٍ
اليوم، وبعد فشل المشروع …وأمام حتمية الخروج ، تقدم أمريكا آخر وأغلى أوراقها لاسرائيل : صفقة القرن (سلام دائم مع محيطها العربي واعتراف عربي صريح ونهائي مقابل دولة فلسطينية بديلة في سيناء بمباركة رمزية من خادم الحرمين) و……اعترافٌ بالقدس عاصمة أبدية لاسرائيل
من المفروض ان تكون صفقة القرن سابقة للاعتراف بالقدس، ولكن….
يبدو أن تسارع الاحداث داخل الولايات المتحدة، وتعثّر الحلفاء في الخليج ، والتداعيات المتدحرجة للحرب في سوريا عجّلوا بالقرار الامريكي.”

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.