الرئيسية » بن فرج: السعودية خسرت ورقة الحريري فاستدارت نحو الجامعة العربية

بن فرج: السعودية خسرت ورقة الحريري فاستدارت نحو الجامعة العربية

نشر النائب عن كتلة الحرة بمجلس نواب الشعب الصحبي بن فرج اليوم الاثنين 20 نوفمبر 2017، قراءة تلخّص الوضع السياسي الراهن بالمنطقة العربية.

وقد تطرّق بن فرج الى 3 أحداث كبرى وهي تحرير دير الزُّور…احتجاز سعد الحريري وبيان الجامعة العربية، قائلا:

“كنت قد كتبت منذ جوان 2015
•أن الحرب الكبرى في سوريا والعراق دخلت منعطف النهاية،
•أن داعش الى زوال قريب وان الجيش السوري سيستعيد أغلب المناطق
•أن العراق سيطرد داعش من الموصل.
•أن الشعب اليمني سيخرج منتصرا من الحرب السعودية وسيفرض إستقلالية قراره الوطني.
•….وأن مرحلة التسويات الكبرى قادمة لترسم الخرائط (والتوازنات) النهائية لما بعد الحرب

اليوم، نشهد احدى آخر المعارك الاستراتيجية الكبرى بتحرير محور دير الزُّور/الميادين/البوكمال ولم يبق من المعارك الكبرى سوى الرقة وإدلب وأظن أنها ستُحسم بالسياسة أكثر منها بالحرب، لاحظوا كيف استماتت أمريكا في تعطيل الانتصار السوري والعراقي(نقل قوات داعش من الرقة الى البوكمال،التشويش الالكتروني الضخم ، تعطيل عمل الجيش العراقي والحشد الشعبي…).

ولاحظوا ايضا الظهور العلني اللافت للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في البوكمال اليوم، بعد دوره المحوري (والعلني أيضا) في استعادة العراق لكركوك وفي اسقاط الانفصال الكردي.

الجميع نزل في المعركة الاخيرة بكل ما يُمكنه فعله، لان الرهان كان كبيرا بحجم المعركة: لأول مرة في التاريخ الحديث يصبح محور طهران/بغداد/دمشق/بيروت موحَّدا متواصلا وينتمي لنفس الحلف الاستراتيجي الإقليمي ومستندا لنفس القوة العظمى الواحدة (روسيا) ومسنودة بمنظومة اقتصادية عملاقة(الصين ودول البريكس)

هذا هو المحور المنتصر في الحرب الكونية الكبرى التي دارت في سوريا والعراق، مقابل المحور المنتصر، يوجد أيضا…محور منهزم، عليه حُكْمًا أن يدفع ثمن الهزيمة ويعمل جاهدا على تفادي دفع فاتورة باهضة لهزيمته:

•أما أمريكا فهي تاريخيا تدفع من جيوب أصدقائها، وستقايض جيّدًا انسحاب قواتها وقوات عملائها من الرقّة ومن العراق (نفط غاز استثمارات إعادة إعمار….)

•أما تركيا فقد ضمنت إعادة التموقع تحت المظلة الروسية والإيرانية مقابل القضاء على الخطر الكردي في سوريا وستقايض رأس جبهة النصرة ومحافظة إدلب مقابل خروجها النهائي من الحرب بأخف الأضرار وربما مع بعض المكاسب الاقتصادية.

لاحظوا جيّدًا إنكفاء إردوغان على الداخل التركي وغيابه عن الساحة الإقليمية، المشكل الكبير هو إسرائيل والسعودية، حيث الخسارة مصيرية وحيث يمثّل تفادي الكلفة العالية تحدّيا وجوديًّا، اولا، إسرائيل لا تريد أن تتمركز القوات الإيرانية وحزب الله على حدودها مع الجولان حتى لا تتكرر تجربة التحرير الشعبي لجنوب لبنان بين 1982 و 2000 ، وحتى لا تواجه جبهة متواصلة من رأس الناقورة في لبنان الى اليرموك على المثلث الأردني السوري الفلسطيني.

أقصى ما تحصلت عليه هو اتفاق روسي أمريكي على منطقة بعمق 2 الى 5 كلم لا يتواجد فيها سوى الجيش السوري (طالبت بمنطقة عازلة بأربعين كلم)

ثانيا، السعودية لن تحتمل الخروج من سوريا مضافًا إلى الفشل في حرب الثلاث سنوات على الشعب اليمني (الصاروخ الحوثي على الرياض)، ولن تحتمل تواجد نظام يمني معادٍ لها وحليفٍ لإيران، وهي التي خرجت من العراق وتتعثر في حصارها لقطر وهي أيضاً المنهكة ماليّا والمقدمة على صراع داخلي على العرش .

نأتي الى الساحة المثلى التي اختارتها السعودية لتخفيض فاتورة خسارة معاركها الإقليمية : لبنان حيث القاعدة الاساسية لحزب الله ذراع إيران في المنطقة:

•الإقالة المستعجلة وسيئة الاخراج لسعد الحريري (لان الاحداث تتسارع على جبهات العراق وسوريا واليمن)
•الرهان على إحداث صدمة (كما قال الحريري) تؤدي الى ردّة فعل متشنجة من حزب الله تؤدي بدورها الى ردود افعال اكثر تشنجا من تيار المستقبل والطائفة السنية ليدخل لبنان في مرحلة خطيرة لا يمكن التنبأ بتطوراتها
• الحساب السعودي أن تنتهز إسرائيل الفرصة وتُصعّد لهجتها وحركتها تجاه حزب الله، (وغاب عنها أن إسرائيل غير مستعدّة أصلا للحرب ولن تقامر أبدًا بتصعيدٍ قد يوقِعها في حرب خاسرة لحساب الغير)
•بذلك تتم مقايضة حزب الله وإجباره على الانكفاء والخروج من سوريا (طالب الحريري حزب الله في حواره التلفزي بالنأي بالنفس)

وتُجبَرُ إيران على سحب دعم حلفائها في سوريا وخاصة اليمن وربما الضغط عليهم للاستسلام لتسوية ترضى عنها المملكة (ذكر الحريري مرارا مسألة اليمن في نفس الحوار). استوعب حزب الله “صدمة” استقالة الحريري بخطابٍ هادئ للسيد حسن نصر الله… نأى تيار المستقبل بنفسه عن الانخراط في المخطط السعودي، ورفض ميشال عون استقالة الحريري ونقل المعركة من بيروت الى قلب الرياض تحت عنوان تحرير رئيس الحكومة اللبنانية المحتجز.

خسرت بذلك المملكة ورقة سعد الحريري ، وخسرت ورقة لبنان فاستدارت نحو الجامعة العربية علّها بذلك تغطي على النتائج الحقيقية للمعركة ببيان للجامعة العربية”.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.