الرئيسية » تونس الـ5 إفريقيًا في طباعة و نشر الكتاب لسنة 2017

تونس الـ5 إفريقيًا في طباعة و نشر الكتاب لسنة 2017

 

 

بقلم عمار قردود

احتلت تونس المرتبة الخامسة إفريقيًا في طباعة و نشر الكتاب،حسب احصائيات لسنة 2017 حول سوق النشر في العالم قام بإعدادها موقع “بوك ستار” البريطاني المتخصص في الأدب العالمي،خيث أشار إلى تصدر مصر المشهد العربي و الإفريقي،فيما جاءت تونس في مرتبة متأخرة نسبيًا بالنظر إلى مكانتها في إفريقيا بمعية الجزائر التي حلت سادسة وراء تونس،فيما تم تسجيل تقدم واضح و ملفت للمغرب و السعودية.

و حسب موقع “بوك ستار” البريطاني حول النشر و الطباعة عبر العالم فقد تصدرت مصر عالم النشر و الطباعة في إفريقيا،لتأتي بعدها جنوب إفريقيا،نيجيريا،المغرب،تونس و الجزائر،و قد اعتمدت الخارطة التي أعدها الموقع المذكور آنفًا على احصائيات جد دقيقة وفق نظام رقمي،و كشفت عن حجم الهوة بين سوق الكتاب في تونس و باقي الدول،فعلى مستوى المغرب العربي،إحتل المغرب المرتبة الأولى بــــ918 عنوان سنويًا،فيما جاءت تونس بــــ720 عنوان سنويًا،و بعدها الجزائر بــــ670 عنوان في السنة.

و على المستوى الإفريقي،جاءت مصر في المرتبة الأولى بطباعة 9012 كتاب سنويًا،ثم جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية بـــطباعة 5418 عنوان في السنة؟،و نيجيريا في المرتبة الثالثة بــــ1314 عنوان سنويًا،ثم المغرب بــــ918 عنوان سنويًا فتونس بـــــ720 عنوان في السنة ثم الجزائر بـــــ670 عنوان سنويًا،فيما جاء في ذيل الترتيب إثيوبيا بــــ240 كتاب في السنة،و الموزبيق بــــ117 كتاب في السنة،و إريتريا بــــ106 كتاب سنويًا.

الموقع البريطاني المتخصص لم يحدد نوعية الكتب المنشورة و مجالاتها و إنما اكتفى بتقديم حصيلة الطباعة و النشر عبر العالم بدقة كبيرة سواء في إفريقيا أو أمريكا لا يتعلق الأمر بالكتب العلمية أو التقنية فقط،لأنه هناك دول يزدهر فيها نشر الكتب الدينية مثلاً و هو الأمر الذي يدفع بها إلى مقدمة الترتيب كما هو الحال مع السعودية التي جاءت في المرتبة الثانية عربيًا وراء مصر بطباعة أكثر من 3000 كتاب في السنة،و لا يعني ذلك مطلقًا أن هذا البلد العربي يشهد حركية كبيرة في الكتابة و النشر لأنه أصلاً هو بلد ليست له تقاليد في الكتابة و النشر عكس دول عربية أخرى مثل مصر و لبنان و سوريا و العراق و المغرب و تونس و الجزائر و الأردن،و لتأكيد ذلك فإيران تطبع أزيد من 72 ألف عنوان في السنة و معظم هذه الكتب دينية محضة.

و بلغة الأرقام فإن الإحصائيات الدقيقة جدًا التي أعدها موقع “بوك ستار” البريطاني تؤكد اتساع كبير للفجوة بين الدول المتقدمة و الدول المتخلفة حتى فيما يخص نشر الكتاب،فالصين احتلت المرتبة الأولى عالميًا في نشر و طباعة الكتب بــــ440 ألف كتاب سنويًا،و رغم أن الرقم مهول و يؤكد حجم الهوة بين دول العالم مقارنة بمصر التي تحتل المرتبة الأولى إفريقيًا و عربيًا بــــ9012 كتاب سنويًا،لكن قد يعتبر البعض أن الرقم له علاقة بالتعداد السكاني في الصين التي تحصي أزيد من مليار نسمة مقارنة بمصر التي تحصي 80 مليون نسمة،لتأتي الإجابة من دول إسكندنافيا التي احتلت مراتب متقدمة في نشر الكتاب سنويًا على مستوى العالم رغم أن عدد سكانها قليل مقارنة بما تطبعه من كتب.

 

الإنسان الإفريقي لم يجد ما يأكله فما بالك بكتاب يطبعه و يطالعه
و قد أوضح الموقع البريطاني حجم الأزمة الكبيرة التي تعانيها معظم الدول الإفريقية في مجال طباعة و نشر الكتب،و قال أن الإنسان الإفريقي لم يجد ما يأكله و يسد به جوعه فما بالك بطباعة الكتاب و ربما حتى الرغبة في مطالعته،و بحسب الخريطة التي نشرها موقع “بوك ستار” فقد تم تقسيم العالم إلى 6 ألوان حسب حجم الطباعة،ة غلب اللونين الرمادي و البنفسجي على القارة الإفريقية،حيث يشير اللون الرمادي إلى ضعف النشر في تلك الدول و ارتفاع نسبة الأمية و عدم توفرها على نظام حقيقي للطباعة بسبب ما تعانيه تلك الدول من نزاعات و حروب و مشاكل،و شمل الأمر جنوب السودان،الصومال،التشاد و النيجر،عكس سوريا التي لم يتراجع فيها النشر رغم الحرب التي تعيشها منذ 2011،حيث تطبع سوريا أكثر من 1000 عنوان سنويًا و لبنان بــــ306 عنوان في السنة.

10 مكتبات متخصصة في بيع الكتاب الثقافي في تونس التي تحصي 11 مليون نسمة
هذا و كان رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد صالح معالج قد شدد على ضرورة أن تغير الدولة استراتيجيتها في مجال الكتاب، وتكثف دعمها لهذا القطاع من خلال تدخلها لإحداث مكتبات وشركات توزيع في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.وذكّر بأن سلسلة صناعة الكتاب مترابطة الحلقات، وغياب إحداها يحول دون نجاح هذا القطاع وتنميته، قائلاً “من غير الطبيعي أن نجد 10 مكتبات متخصصة في بيع الكتاب الثقافي في كامل تراب الجمهورية التي تعد 11 مليون ساكن”، موضحًا أن هذه المشاريع مكلفة جدًا”.

وبّين أن القطاع الخاص بمفرده غير قادر على إتمام ترابط حلقات هذه السلسلة، مشددا على أن صناعة الكتاب لا تقتصر على عمل الكاتب والناشر، باعتبار أن الكتاب شأن عام يهم عديد المتدخلين من القطاعين العام والخاص.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.