الرئيسية » فوزي معاوية يشبه قيادي نداء تونس بـ“لغرانطة الجدد”

فوزي معاوية يشبه قيادي نداء تونس بـ“لغرانطة الجدد”

وصف القيادي بحزب تونس اولا محمد فوزي معاوية قيادي نداء تونس بـ“لغرانطة الجدد”  .

و في هذا السياق نشر محمد فوزي معاوية تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك جاءت كالتالي :”

(الغرانطة هم جماعة الحزب القديم و الثعالبي الذين نظموا مؤتمرا مناهضا لمؤتمر قصر هلال بنهج غرنوطة بمدينة تونس1934)

على ما يبدو لم يجد المنفردون بقيادة ما تبقى من النداء ”جدا ”مشتركا مع النهضة فحسب بل وجدوا حليفا أساسيا وحتى أكثر من ذلك بحكم أهمية الكتلة النيابية لهذا الحليف فضلا عن وزنه الحزبي و الانتخابي فهو اليوم أقرب للمرشد و ” للمقدم ” منه الي الشريك…

و الهام ولا يخفى ذلك على كل ذي بصيرة ما قد يكون لهذا الوزن من أهمية بالغة في الموعد الانتخابي الحاسم لسنة 2019 الذي بدأ يشغل العقول ويستقطب الاهتمامات من الآن ونحن في نصف المدة النيابية كيف لا ولهفة التموقع و المسك بالسلطة و النفوذ بلغ حدا غير معهود أما مسألة
انقاذ مسار الانتقال المعطل و الازمة الشاملة التي تمر بها البلاد وقد أصبحت تهدد الدولة في كيانها فحدث و لا حرج ، ان هذه الوضعية الجديدة القائمة على هذا التحالف و على هذا التماهي الحاصل بين حزب مهيمن استمر في الحكم ست سنوات رغم حصيلته السلبية ورغم تراجع مقومات القوة التى اكتسبها من الدعم الخارجي …وحزب تراجع أمره وأصبح شبحا لذلك الذي حقق انتصارات انتخابية باهرة عدل بها مشهدا سياسيا اختل بما أصبح يهدد التونسيات و التونسيين في كيانهم و في ذاتيتهم و ضمن أصوات الناخبين بتعهدات قطعها في اطار ” العهد المسؤول ” الذى أعلنه بقوة أمام الملا.
وهي وضعية تشكل حجر الزاوية في القضايا المطروحة اليوم أمام كافة المهتمين بالشأن العام و الشأن السياسي بما يجعل التجربة التونسية في مفترق الطرق وأمام خيارات مصيرية و حاسمة وحول هذا الموضوع نشير الى أولا لم يعد هنالك موقعا لمنطق الضحية أن نعت كل من يؤكد اختلافه الجوهري والثابت مع الاسلام السياسي بانه استئصالي هي مغالطة كبرى تندرج ضمن تكتيكات ” الضحية” المضحية بكل شيء لاعلاء راية الاسلام السياسي قبل راية العباد و البلاد في حين أن الامر يتعلق باختلافات فكرية و مرجعية و خيارات مجتمعية و بتنافس سياسي قد يشمل دور الدولة و المجتمع و البرامج المطروحة مع وعينا بمقتضيات المرحلة التأسيسية وما تستدعيه من حوار وطني و توافقات تلزم الجميع.

ثانيا مراجعنا تختلف ليكن واضحا لكل من يبحث عن مرجعية تاريخية أن ذلك لن يكون ممكنا في نطاق التعسف على التاريخ والقراءات الخاطئة والانتحالات و التوضيفات المسقطة فالثعالبي ليس بورقيبة و الاختلاف بينهما له أهمية بالغة و القطيعة الحاصلة بينهما تاريخية ساهمت في تغيير نوعي لمسيرة الحركة الوطنية و لتوجهات جيل جديد من النخبة الملتحمة مع شعبها ، لقد ظل الثعالبي رغم تبنيه لجانب هام من قيم الحداثة ممثلا لتيار المحافظين ( وأنتم منهم اسلاميون مع الغرانطة الجدد) ولا يكمن الاختلاف الجوهري بين الزعيمين الدستوريين في اساليب النضال و آليىته وما أعتمده ” الجدد” من مقومات النضال العصري التي ثبتت جدواه في الدول الاستعمارية ذاتها ومن اتصال مباشر مع الشعب, فحسب وانما شمل بالأساس خيارا فتح عهدا جديدا وجعل تونس تكتسب به الريادية في عالم عربي واسلامي مكبلين بماضوية لاتسمن و لا تغني من جوع فالجيل الدستوري البورقيبي حسم الأمر بأعلان أسبقية الوطني عن الرابطتين الدينية الاسلامية من جهة و الرابطة العربية من جهة ثانية وان الاستقلال شأن تونسي أولا وقبل كل شيء.

و لقد اثارت حفيظة الكثيريين عندما تجاسر الزعيم بورقيبة وتحدث عن “اللأمة التونسية” مؤكدا على ذاتيتها و خصوصياتها وقدرتها على تحديد مصيرها وهو في ذلك لا ينفي ضرورة التنسيق بين حركات التحرر في الأقطار العربية و الاسلامية و لكنه لا يمنحها الأولوية و ما قد يخفى لأسباب مصلحية و تكتيكية و انتهازية على ” الغرانطة الجدد” أن الاسلام السياسي قام على توجه رجعي يتمسك بأسبقية الرابطة الدينية على الرابطة الوطنية حتي أنه تمسك بالخلافة الأسلامية و جعل منها أولوية وهو ما يعني الباب المفتوح لارتهان السيادة الوطنية ألم يعلن أحد زعمائه بأن ” الوطن حفنة من التراب العفن ” هنا يكمن مربط الفرس وهنا تكمن الاختيارات المرجعية ونحن نعتقد ان الندائيين الحاليين الذين هيمنوا على قيادة الحزب و ساهموا في اضعافه واقامة التحالفات المختلة ليسوا على دراية بالخلفيات القائمة و بمخاطر الانخراط الأعمى في التمسك بالسلطة دون انجاز المطلوب و هو الضمان الوحيد للبقاء فيها وغلقمخاطر الارتداد و التراجع.

ثالثا التنكر المزدوج للناخبين  هكذا أكدت القيادة الحالية للنداء باسم الواقعية و البراغماتية و المنحى السياسوي أن ما يعنيها هي السلطة للسلطة وأن المقومات و المرجعيات التي بني على أساسها النداء لاتعني بالنسبة اليها شيئا وأن توجها قائما لدى بعض ” الدستوريين” لا تقلقه المرجعيات المحافظة وحتى الرجعية وهو توجه موجود في الخفاء و في العلن في” التجمع ” قبل الثورة وفي ” النداء ” بعدها لم يبقى له من البورقيبية الشيء الكثير لقلة ايمانه بالديمقراطية و بالمشروع الصلاحي و خاصة بمفهوم الدولة التى كرس بورقيبة حياته من أجلها نقول ذلك و نحن على يقين بأن عهد الزعماء قد ولى ولكننا مع ذلك نتمسك بضرورة وجود القيادة المتبصرة .

أما أغلبية التونسيات و التو نسيين و الناخبات و الناخبين المانحين أصواتهم لنداء تونس فانهم يجدون أنفسهم أمام تنكر مزدوج جاء أوله اثر الانتخابات و جاء ثانيه بعد التحالف المعلن بين النهضة ونداء منهارتسلط عليه نجل الرئيس مع مجموعة منتحلة لصفة القيادة وهو المنخرط في مهزلة التحالف مع نقيضه المتراجع لحماية نفسه و السعي الى البقاء في السلطة مهما كان ثمن.

رابعا اختلال التوازنات وضياع المقصود وبقى الخطر الأساسي متمثلا في تعطل مسار الانتقال الديمقراطي بل في امكانية انتكاسته فهذا التحالف
المغشوش بين الاضداد مرشح لتكريس انعدام التوازن من جديد والى تغييب الشرط المحوري لكل ديمقراطية مهما كانت عريقة أو ناشئة الا وهو ضمان التداول على السلطة و وجود قوتين فاعلتين على الأقل لضمان تكريسه على أرض الواقع.. ألم يتجاسر أعدهم و هو ” المتمسك بالعناية الالهية ” فأعلن بصورة فجة أن هذا التحالف سيمكنهم من حكم تونس لعشرين سنة و أكثر…أن هذا التجاسر يدخل في خانة المضحكات المبكيات ولا يمكن لتونس برصيدها التارخي و شموخها و عزتها الا أن تسخر منه و أن لا تبالي به لهزالة مأتاه .

ومع ذلك فان الرهان المطروح اليوم للخروج من ضيق النفق يتمثل بلا منازع في حتمية الاسراع باعادة بناء القطب الحادثي التقدمي و اقامة الجبهة الوطنية على أساس العقد الوطني الشامل والملزم فهي القادرة على تجسيد البديل في نطاق التوافقات الاصلاحية الكبرى و وضع آليات تكريسها على أرض الواقع وفتح أبواب الأمل من جديد أمام كافة التونسيات و التونسيين”

و.ق

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.