الرئيسية » إسرائيل تتخذ من الجنوب الجزائري بوابة لها للتجسس و مراقبة الجزائر و تونس

إسرائيل تتخذ من الجنوب الجزائري بوابة لها للتجسس و مراقبة الجزائر و تونس

بقلم عمار قردود

كشف مصدر عسكري جزائري موثوق لــــــ”أنباء تونس” أن بحوزة الاستخبارات الجزائرية و أجهزة الأمن و مصالح الجيش الجزائري معلومات مؤكدة تفيد بأن الجزائر موضوعة بمعية تونس تحت الرقابة الإسرائيلية منذ مدة و هو الأمر الذي جعل الاستخبارات الجزائرية و بالتنسيق مع المصالح الأمنية تعلن حالة الاستنفار القصوى و شروعها في ملاحقة خلايا التجسس و تفكيك شبكات التجسس التي تعمل لصالح إسرائيل.

و أوضح ذات المصدر أن إسرائيل تستهدف منطقة الجنوب الجزائري و اتخاذها بوابة لهل للتجسس و مراقبة الجزائر و ذلك بالتعاون الوثيق مع بلد عربي جار للجزائر-في إشارة ضمنية إلى المغرب.
ويدل على ذلك حجز أجهزة تجسس إسرائيلية ،منذ يومين فقط،بمطار قمار بولاية الوادي-جنوب الجزائر-كانت بحوزة 4 مغتربين قدموا من فرنسا و تفكيك شبكة تجسّس مؤخّراً، كانت تعمل لصالح الكيان الصهيوني وكان بحوزتها معدّات تجسّس متطوّرة جدّاً، تمّ ضبطها في ولاية غرداية بالجنوب الجزائري أوائل جانفي الماضي،حيث حجزت مصالح الأمن الجزائرية أجهزة إلكترونية إسرائيلية المصدر يعتقد أنها موجهة لأغراض تتعلق بالتجسس، حسب المعلومات الأمنية التي حصلت عليها “أنباء تونس”، وذكر المصدر : ” بأن المحجوزات عبارة عن 04 كاميرات رقمية متطورة من الجيل الرابع إسرائيلية الصنع ، وهي قابلة للاتصال مباشرة بالأقمار الصناعية ، بالإضافة إلى منظار حربي متطور و دعائم الكترونية و بطاقات تخزين ذات قدرة فائقة”.هذه المحجوزات الخطيرة وغير المسبوقة عثر عليها لدى 4 مغتربين جزائريين قدموا من باريس بفرنسا ، حيث كانت محمّلة داخل ألبسة شخصية قبل أن تكتشف مصالح المراقبة أمرها ، و لا يزال التحقيق مع الموقوفين متواصلاً.
ويأتي ذلك بناء على معلومات استخباراتية ، وبناء على عدة محاولات يقوم بها بعض المتربصين من الخارج لإدخال هذه الأجهزة الخطيرة التي تكون مزودة بآلات للتجسس التي تستغلها إسرائيل والدول المعادية ضد الجزائر.
كما أوقف أمن ولاية غرداية ،في جانفي الماضي،10 أفارقة يشتبه في تورطهم في تكوين شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل.و هي العملية الأمنية النوعية التي جاءت، بعد ورود معلومات بوجود مجموعة أفارقة تقيم بشكل غير قانوني، وبعد مداهمة المنزل الذي يقطنون به عثرت قوات الأمن على ثلاثة أجهزة اتصال من نوع ثريا وجهاز حاسوب وجهاز تسجيل صوتي وعدد من الأجهزة التقنية الأخرى.وقد ألقت قوات الأمن الجزائري، القبض على عشرة أشخاص من جنسيات مالية، نيجيرية، إثيوبية، غينية، ليبيرية، كينية وليبية.
وبعد التحقيق الأولي تبين أن المجموعة ناشطة منذ فترة في مجال التجسس لصالح إسرائيل وكانت المجموعة تسعى لإثارة البلبلة في الجزائر انطلاقًا من ولاية غرداية التي استتب الوضع بها بعد الأحداث الطائفية التي كانت عرضة لها لأول مرة منذ الاستقلال،و قد أمرت محكمة غرداية بإيداع أفراد الشبكة الحبس المؤقت بتهمة التجسس وإثارة البلبلة والإخلال بالأمن العام.
و لا تزال المصالح الأمنية والقضائية المختصة تواصل تحقيقاتها المعمقة ،لكشف المزيد من التفاصيل، وإن كان هناك متورطون آخرون، والدول التي ينحدر منها أفراد الشبكة، وكذا المخطط الذي كانوا يقفون وراءه لصالح جهات أجنبية.
و أضاف مصدرنا أن “هذا المخطط الإسرائيلي يسعى لضرب الجزائر في العمق وزعزعة استقرارها من خلال التجسس على مناطق حيوية في عدد من ولايات الجنوب الجزائري، و يكشف العزم الإسرائيلي في صورة جهاز الموساد على اختراق منظومة الدول العربية الأمنية، فبعد اغتيال الشهيد محمد الزواري في صفاقس التونسية، الآن يستهدف الموساد الجزائر لضرب الدول الإفريقية العربية”.
الإعلام الإسرائيلي اعترف بوجود شبكات تجسس بالجزائر تعمل لصالح إسرائيل
من جهته الإعلام الإسرائيلي تعامل مع خبر الكشف عن خلية تتبع للموساد الإسرائيلي نقلًا عن وكالة الأنباء الجزائرية، وأن هناك إشارات خفية أنهم متهمون باغتيال المهندس التونسي الزواري.
و أوضح متتبعون للموضوع لـــ”أنباء تونس” أن القناتين الإسرائيليتين الثانية والعاشرة، أكدتا على أن الخلية التي تم اكتشافها في غرداية-جنوب الجزائر-شهر جانفي المنصرم تنتمي إلى الموساد الإسرائيلي،وقال المعلّق الأمني الإسرائيلي، رونين بيرغمان، في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، إنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع وتفحص أمر الكشف عن المجموعة التي تعمل لصالح الموساد في الجزائر.و هو اعتراف صريح و رسمي من السلطات الإسرائيلية بوجود شبكات تجسس تعمل لصالج جهاز “الموساد” الإسرائيلي يقابله صمت مطبق و غريب للسلطات الجزائرية التي لم تتحذ أي خطوة ضد هذه الدولة و لو بالتنديد أو رفع شكوى ضد إسرائيل لدي مجلس الأمن الأممي.
هذا و تتخوف السلطات الجزائرية بشكل جدي من وجود نشاط لشبكات تجسس على علاقة بالأشخاص الــ10 الذين تم توقيفهم بغرداية و المغتربين الجزائريين الأربعة الذين تم توقيفهم بمطار قمار بالوادي،حيث و إستنادًا لمصادر أمنية جزائرية فإنه تم فحص رسائل الكترونية و اتصالات هاتفية قام بها المعنيون،كما كثفت مصالح الأمن بولايات الجنوب الجزائري من عمليات المراقبة الدقيقة،خاصة على مستوى المطارات و المعابر الحدودية البرية بعد ورودها تقارير استخباراتية تفيد بإمكانية استغلال هذه الممرات لإدخال تجهيزات متطورة و محظورة.
يجدر الإشارة إلى أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم اكتشاف فيها أجهزة تجسس تعمل لصالح إسرائيل وينبغي، أن نتذكّر أنّه مع اقتراب نهاية عام 2016، تمّ التعرّف على طائراتٍ بدون طيّار تحلّق فوق مواقع حسّاسة مراراً وتكراراً فوق مدينة تبسة قرب الحدود التونسيّة الجزائريّة. وبعد التحقيق، خلص ضبّاط مكافحة التجسّس الجزائريّون إلى أنّ هذه الرحلات كانت من عمل المخابرات الإسرائيليّة، التي ترغب في معرفة المزيد عن المنشآت العسكريّة الجزائريّة.
علاوةً على ذلك، فإنّ عملية الاعتقال الأخيرة التي قامت بها الأجهزة الأمنيّة لم تكن الأولى. ففي عام 2013، ألُقيَ القبض على ثلاثة مغاربة اشتُبِه في كونهم يعملون لصالح إسرائيل، بينما في عام 2014، تمّ اعتقال مواطن مغربي من مدينة الناظور في مدينة عنّابة-شرق الجزائر-، حيث رُفِعَت عليه دعوى تجسّس وتعدٍّ على سلامة الجزائر. وفي عام 2015 كانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على أربعة رجال آخرين بتهمة التجسس بالقرب من “بولميات” قرب بجاية-شرق الجزائر-. وتم العثور بحوزتهم على صور لأبنيّة أمنية بالإضافة إلى مبلغٍ كبير من المال.
و في عام 2014، قامت إسرائيل بإرسال عدّة عملاء يحملون جوازات سفر لبنانيّة وسوريّة منذ عام 2011 إلى الأراضي الجزائريّة. وقالت تقارير إعلامية آنذاك بأنّ هؤلاء العملاء كانوا قد قاموا بعشرات الرحلات إلى الجزائر العاصمة بحجّة استكشاف السوق الجزائري، بينما كانوا في الواقع في مهمّاتٍ خاصّةٍ جدّاً لجمع معلومات حسّاسة عن الجزائر. لحسن الحظ، قبل أن تتمكن الاستخبارات الجزائرية من اكتشاف وجود هؤلاء الجواسيس الخمسة في الجزائر.
طائرات إسرائيلية دون طيار للتجسس على منشآت عسكرية جزائرية
من جهة أخرى كشف تقرير صدر بمجلة “موند أفريك” الفرنسية،منذ أيام فقط، فقد “عن قيام طيران الجو الإسرائيلي، التابع لــــ “الموساد”، بعمليات تجسس في دول شمال إفريقيا، بينها الجزائر، تحت غطاء أمريكي، إذ تعود تفاصيل القضية، بحسب ذات التقرير، عندما “أحبطت مصالح المخابرات الجزائرية، مؤخرًا، عمليات تجسس إسرائيلية على منشآت عسكرية جزائرية، بواسطة طائرات دون طيار أمريكية، قادمة من تونس”، حيث قال التقرير “إن المخابرات الجزائرية تبحث بشكل نشيط عن أي شبكات تجسس إسرائيلية داخل البلاد، وتسعى إلى تفكيكها”.
وأكدت المجلة ، بأن “المخابرات الجزائرية قد اكتشفت مع نهاية 2016، قواعد حدودية في تبسة، على مقربة من الحدود التونسية، طائرات دون طيار، تحلق بشكل مكثف فوق مواقع حساسة في الجزائر”. وكانت “الجهات الرسمية في تونس تكتمت على الأمر، ما دفع السلطات الجزائرية للتعبير عن غضبها بسبب ما حدث”، فيما ذكر ت المجلة أيضا، أن السفير الأمريكي السابق في الجزائر، أعلن صراحة أن هذه الطائرات تقوم بجولات استطلاعية فوق الأراضي الليبية، لمطاردة عناصر “داعش”. كما أشارت المجلة إلى “جهود المخابرات الجزائرية المختصة في مكافحة التجسس، التي اكتشفت الطائرات، التي كانت تحت تصرف المخابرات الإسرائيلية”.
وليس هذه المرة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل القيام بعمليات تجسس ضد الجزائر، حيث سبق وقادت عناصر الموساد عدة عمليات جوسسة ضد الجزائر، كان آخره ما كشفته وسائل إعلام ألمانية شهر مارس من السنة الماضية عن قيام عناصر الاستخبارات الإسرائيلية بمراقبة الفرقاطتين “ميكو” التي يتم تصنيعها في ميناء كييل بألمانيا لصالح الجزائر.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.