الرئيسية » بعد التشييع و التنصير و الأحّمدية.. التبويذ يُهدد الجزائريين!

بعد التشييع و التنصير و الأحّمدية.. التبويذ يُهدد الجزائريين!

 

تحقيق من الجزائر : عمّـار قـردود 

كشفت مصادر أمنية جزائرية مطلعة لــــ “أنباء تونس” أنه تم في السنوات الأخيرة، وبالضبط منذ 6 سنوات،بداية تسجيل حالات نادرة لمواطنين ومواطنات بولاية أم البواقي و ولايات جزائرية أخرى كقسنطينة ،الجزائر العاصمة،سطيف،سكيكدة،عنابة وباتنة اعتنقوا العقيدة البوذية، مرتدّين بذلك عن ديانتهم الأصلية، الإسلام.

لكن العدد بدأ في الارتفاع تدريجيًا في عدد الجزائريين الذين “يتبوذوا”-أي يعتنقون المذهب البوذي- ليضاف هذا المذهب إلى هاجس التنصير والتشيع و الأحّمدية الذي يهدد الجزائريين رغم الاحتياطات القانونية والإجرائية، وكذا الفكرية لمواجهته.
هذا الخبر الغريب والخطير في ذات الوقت، كان يمكن أن يمر مرور الكرام إذا كان مجرد حالات فردية معدودة ومعزولة وشاذة لا يُقاس عليها، لكن الأمر خطير ويحتاج إلى وقفة واعية وجادة.
فحسب مصادرنا دائمًا فإن عدد المواطنين الذين اعتنقوا الديانة البوذية على مستوى ولاية أم البواقي فقط كان يفوق 12 شخصًا سنة 2012،ليبلغ أواخر سنة 2016 أزيد من 500 شخص غالبيتهم نساء.وحسب ذات المصادر فإن هؤلاء النساء البالغات من العمر ما بين 22 سنة و40 سنة تزوجن من صينيين يعملون في الجزائر، ومنهن من سافرن إلى الصين رفقة أزواجهن وإلى منغوليا، تايوان وحتى أستراليا. موضوع اعتناق الجزائريين للديانة البوذية، وحسب نفس المصادر دائمًا، لا يقتصر على ولاية أم البواقي فقط بل يمتد إلى ولايات جزائرية أخرى، خاصة تلك التي يتواجد فيها الجنس الأصفر، أي الصينيون، بكثافة.لكن ذات المصادر لم تحدد التقديرات النسبية لعدد الجزائريين الذين اعتنقوا البوذية.
40 ألف صيني متواجدون بالجزائر
تشير الإحصاءات الرسمية الجزائرية بأن عدد الصينيين العاملين في الجزائر بلغ 40 ألف صيني، وهم يشكلون أكبر جالية أجنبية، متقدمين بفارق كبير على الفرنسيين والأتراك والسوريين، وفي عام 2014، أصدرت السلطات 24000 تأشيرة للصينيين، 90% منها تأشيرات عمل.
و قد أصبحت الصين المورد الرئيسي للجزائر، بقيمة 6.7 مليار يورو في عام 2014، ومنذ وصول عبد العزيز بوتفليقة إلى السلطة، عام 1999، فازت المؤسسات الصينية بمشاريع بقيمة تجاوزت 17 مليار يورو، و قدم عبد المالك سلال، رئيس الوزراء الجزائري، هذا الرقم الكبير و المثير ، فقد فازت 790 شركة صينية بعقود في المجالات الاقتصادية من البناء إلى استيراد رقائق البطاطا أو المسامير،حيث أن كل القطاعات تفتح شهية الصينيين؛ الطرق السريعة، السدود، المستشفيات، السكك الحديدية، المدارس، المساكن، والفنادق، ….، وبقيمة 1.2 مليار يورو.
ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين جزائري لكن من إنجاز الصينيين البوذيين؟
أوكلت الحكومة الجزائرية إلى الصينيين، هؤلاء “الملحدون الشيوعيون البوذيون” بحسب الإسلاميين في الجزائر، بناء المسجد الكبير في الجزائر العاصمة، حيث أفادت مصادر موثوقة أن 75 بالمائة من العمال الصينيون المكلفون ببناء و تشييد “جامع الجزائر الأعظم”-الذي يُعتبر ثالث أكبر مسجد في العالم-يعتنقون البوذية و البقية ملحدون لا دين لهم.
و يُعتبر جامع الجزائر الأعظم، أعظم مسجد في القارة الإفريقية وحوض البحر الأبيض المتوسط وثالث اكبر مساجد العالم بعد الحرمين الشريفين.و يتوفر على أطول مئذنة في العالم بأسره،بطول 265 متر،وهو أيضا صرح إسلامي شاهق تمتد جذوره إلى المسجد النبوي الشريف ويلخص تاريخًا إسلاميًا عظيمًا لا تزال الجزائر إحدى مناراته المشرقة وقلبه النابض بالوسطية والاعتدال.
استمر بنائه منذ وضع حجر الأساس للمشروع سنة 2002 ومن المنتظر انتهائه في أواخر سنة 2018 بكلفة تقدر بمليار و350 مليون دولار (قيد الإنجاز)، اما اشغال التهيئة للانطلاق في انجاز المسجد فبدأت في 2008 و بحسب وزير السكن و العمران الجزائري عبد المجيد تبون-الذي تُشرف وزارته على إنجاز هذا الجامع الضخم-فإن أول صلاة ستقام في هذا الجامع ستكون أواخر العام الحالي 2017.
يقع المسجد في بلدية المحمدية بخليج مدينة الجزائر العاصمة ويضم 12 بناية منفصلة في موقع يمتد على 20 هكتاراً بمساحة تزيد على 400 ألف متر مربع، وهو مضاد للزلازل وملحقة به مواقف تستوعب 4 آلاف سيارة ومساحة قاعة الصلاة فيه تزيد على هكتارين (22 ألف متر مربع )، تتسع لأكثر من 36.000 مصلي ومن الممكن مع استعمال المساحات الخارجية أن يتسع لحوالي 120.000 مصل، ومن معالمه المميزة وجود المئذنة ستكون أيضاً منارة للسفن ارتفاعها يصل لـ265 م وقبة قطرها 50 وبارتفاع 70 متراً، وسيضم أيضا مدرسة لتعليم القرآن و مكتبة فيها مليون كتاب و متحف للفن والتاريخ الإسلامي، وهو مركز أبحاث حول تاريخ الجزائر، وقاعة للمؤتمرات و حدائق بها أشجار فاكهة. ويمكن للمصلين الوصول للمسجد بعدة طرق، سواء بالسيارات أو الترامواي أو حتى بالقوارب لقربه من البحر الأبيض المتوسط و وادي الحراش، وسيتصل بمرسى على ساحل البحر من خلال ممرين.
يحتوي جامع الجزائر الأعظم على قبة يبلغ قطرها 50 مترًا، وهي تتوسّط قاعة الصلاة التي تمازج فيها الجانب الوظيفي والجمالي، فهي مكونة من غلاف داخلي وخارجي. فمن الداخل هي قراءة عصرية لقبة “المقرنصات” التقليدية المستمدة من المعمار الإسلامي خاصة في عهد المرابطين، تسمح بتعاقب المساحات المسطحة والدائرية، ومن الخارج غلّفت قبّته بمصفقات مشربية تزيينية تبرز الوجه الداخلي للقبة وفق الهندسة التقليدية. وحسب مجسّم جامع الجزائر الأعظم، فقد توّجت قاعة الصلاة – المزيّنة بالرخام والحجر الطبيعي – بقبّة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى القاعة كما تضيء بأنوارها ليلاً.و سيبلغ ارتفاع المسجد بعد انتهاء بناء القبة حوالي 45 مترًا. ويوجد في الجزائر حاليًا أكثر من 30 ألف مسجد.
صينيو الجزائر…خطر ماحق على المُعتقد الديني للجزائريين
“أنباء تونس” اتصلت ببعض الأئمة الجزائريين لمعرفة رأيهم في إقدام بعض ضعيفي الإيمان من الجزائريين، و الانتهازيين و المصلحيين، على اعتناق البوذية دون غيرها من الديانات الأخرى، فقال إمام مسجد البركة بعين البيضاء بولاية أم البواقي-شرق الجزائر- “أمر لا يصدق أن يرتد بعض الجزائريين عن إسلامهم، دين الأسلاف والأجداد، وإلى أين الوجهة؟ الى ديانة غريبة وضعية غير إلهية مثل المسيحية أو اليهودية على سبيل المثال!”، وقال إنه على وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف التدخل العاجل لحماية معتقدات الجزائريين التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى ، وأكد أنه مع ذلك المسؤولية الكاملة تتحملها السلطات العليا عمومًا التي فتحت أبواب الجزائر على مصراعيها أمام الصينيين الذين غزوا الجزائر وأصبحوا خطرًا ماحقًا على المُعتقد الديني للشعب الجزائري ولابد من حلول عاجلة و فورية لوقف هذه المأساة.
الأحمّدية و التبويذ هُما نتاج العولمة المتوحشة و الانفتاح الاقتصادي الجزائري
أما الأخصائي الاجتماعي، فيصل بوروبة، فقد قال لـــــ”أنباء تونس”: “إنها النتائج الوخيمة للعولمة الموحشة، وأيضًا للانفتاح الاقتصادي الجزائري، الذي اعتمدته السلطات العمومية، حيث يُقدر عدد العمالة الصينية بالجزائر حوالي 40 ألف نسمة، وقد تسبب الاندماج السريع للعمال الصينيين مع الجزائريين في ربط علاقات زوجية بين رعايا صينيين ومواطنات جزائريات والعكس صحيح أيضًا، ومثلما هناك صينيون أشهروا إسلامهم في الجزائر رغبة في الزواج من النساء الجزائريات،حيث تم إحصاء منح ألفي صيني الجنسية الجزائرية، هناك كذلك في المقابل صينيون نجحوا في إقناع بعض الجزائريات المغلوبات على أمرهن في اعتناق البوذية والقيام بطقوسها ورغم أن العدد المعلن ضئيل نوعًا ما، إلا أنه يمثل خطرًا كبيرًا على الشعب الجزائري الذي لا يكفيه ما يلاقيه من حملات التبشير المسيحي والتشيع لتزيد ظاهرة اعتناق بعض الجزائريين للبوذية من معاناته”.
وحسب الأستاذ الجامعي، كمال الدين بوعزيز، لـــــ”أنباء تونس” فإن “البوذية من أكبر الديانات الوضعية والفلسفات في العالم، ظهرت قبل 2000 سنة في شمال شرقي الهند، وانتشرت في معظم أنحاء الهند، وعبرت شمالاً عن طريق جبال الهملايا إلى الصين والتيبت وكوريا واليابان. وفي الجنوب وصلت إلى سريلانكا وتايلاند وبورما وكمبوديا وفيتنام. وانتشرت في بعض أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا خلال القرن العشرين الميلادي. ويُقدر عدد البوذيين في العالم بنحو 300 مليون”.

أرقام ذات دلالة
وتتحدث تقارير عديدة ومختلفة عن وجود أكثر من 1500 صيني بولاية أم البواقي، يشتغلون في أعمال ومشاريع مختلفة، بينهم 60% بوذيين، وقد يكون العدد أكبر بسبب أن هؤلاء البوذيين غالبًا ما يتخذون غطاءات تمويهية لا تبرز أدوارهم وعملهم في الترويج للبوذية وإقناع الغير باعتناقها.
ورغم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية لم تعلن إلى غاية الآن وجود صينيين بوذيين بالجزائر يمارسون أنشطتهم المشبوهة بالبلاد إلى جانب أعمالهم الأصلية،و هو أمر معهود لدى هذه الوزارة التي لطالما يكون تدخلها في الوقت الضائع مثلما حدث مع مذهب الأحمّدية الذي بدأ في الجزائر منذ عشرية كاملة لكن الوزارة علمت بالقضية متأخرة جدًا حتى بلغ عدد الجزائريين الذين اعتنقوا الأحمّدية الآلاف، إلاّ أن ذلك لا ينفي عدم وجود مثل هذه النشاطات المشبوهة و الخطيرة على عقيدة الجزائريين. وقد حاولت “أنباء تونس” الاتصال بمديرية الشؤون الدينية لولاية أم البواقي عدة مرات لكننا لم نتمكن من ذلك، الأمر الذي يطرح تساؤلات كبيرة حول هذا الوضع المريب.
مستشار الوزير عيسى سخر منّا و من موضوع “التبويذ في الجزائر”
كما حاولت “أنباء تونس” الاتصال بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف بالجزائر العاصمة لمعرفة رأي الوزارة المعنية بقضية “انتشار التبويذ بين الجزائريين” لكن دون جدوى بل الغريب أنه و عندما طرحنا الموضوع على أحد مستشاري الوزير الدكتور محمد عيسى-و الذي لا نكشف هويته من باب أخلاقيات المهنة الصحفية-سخر منا و من قضيتنا و أطلق ضحكة صفراء بائسة اختزلت الواقع الأليم الذي تعيشه الوزارة المسؤولة عن شؤون الجزائريين الدينية؟ .
نشاطات تجارية مشبوهة، تمويلات مجهولة وترويج أشرطة بالعربية والأمازيغية
ويرى الباحث الجزائري في الأديان السماوية والوضعية، الدكتور عبد الرحيم حمودي،في حديثه مع “أنباء تونس” أن بعض البوذيين سعوا الى تغيير عقيدة الجزائريين في بعض مناطق ولاية أم البواقي و ولايات جزائرية أخرى منذ مدة، مضيفًا أن هدفهم يبقى واحدًا وهو إقناع أكبر عدد ممكن من البشر بتعاليم البوذية واعتناقها وتتجدد وسائلهم وطرقهم.
وقال الدكتور حمودي إنه مثلا على صعيد ولاية أم البواقي، التي ينتمي إليها، توجد محلات تجارية يمتلكها صينيون تدعي أنها محلات تجارية وتتلقى إعانات من جهات مجهولة تقوم إلى جانب نشاطها التجاري التمويهي بمحاولات استقطاب أكبر عدد من الجزائريين لاعتناق الديانة البوذية، ويضيف أنه التقى بصفة شخصية شبابًا يصرحون علانية بأنهم اعتنقوا البوذية عن قناعة حقيقة دون أدنى وجل، وأنه وبعد أن تحرى في الأمر توصل إلى نتيجة أن حوالي 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 25 و35 سنة قد اعتنقوا البوذية وتزوجوا من فتيات صينيات كن قد وعدنهم بالسفر إلى الصين، ومن ثمة تعبيد لهم الطريق للسفر إلى أستراليا.
وكشف الباحث حمودي بأن هذه المحلات التجارية التي تبيع عادة الألبسة تمولها جمعيات مشبوهة تتحايل على القانون الجزائري الذي يتضمن عقوبة ردعية لكل من يحاول “زعزعة عقيدة مسلم”، وذلك من خلال الاشتغال في مجالات تجارية وغيرها من المجالات التي تبدو قانونية، لكنها تحتوي على آليات لزعزعة عقيدة الشباب الجزائري من خلال الترغيب في بعض ما يتمناه ويحلم به هؤلاء دون أن يجدوا القدرة على تحقيقه، مما يفيد، يردف الباحث حمودي، أن نشر تعاليم البوذية وإقناع بعض الجزائريين باعتناقها أضحى يجد له متنفسًا ووعاء عبر بعض الصينيين الذين أصبحوا يهددون ديانة الشعب الجزائري في العمق اذا لم تسارع السلطات المختصة في وضع حد لمثل هذه النشاطات الداعية لديانات أخرى غير الإسلام.
ويلجأ المبشرون بالبوذية، حسب الدكتور حمودي، إلى وسيلة قد تبدو صغيرة دون نتائج ملموسة، لكن لها من الأثر الشيء الواضح، وهي تعمدهم وضع مجلات وأشرطة باللغتين العربية والأمازيغية تبشر بالبوذية في المحلات التجارية التي يمتلكونها ويقنعون زبائنهم الجزائريين بأن يحملوها معهم، خاصة فئة الشباب ضعيف الإيمان، فإن لم يعوا ما فيها في الأول، فقد يتأثرون حين تتكون لديهم الثقافة الأولية لاستيعاب الأمور، وبذلك يكون المبشرون بالبوذية يستهدفون الحلقات الضعيفة في المجتمع، والتي تتمثل في الشباب غير المحصن”.
التبشير البوذي تفكيك بنيوي للترابط الديني والاجتماعي
يقول الباحث الإسلامي، نصر الدين فاضلي لـــــ”أنباء تونس”: “يقوم المبشرون بالبوذية، على غرار المنصرين، بتغيير عقيدة جزائريين مسلمين من خلال تمجيد البوذية وإبراز نقط قوتها، لكن الضعف الحقيقي يتمثل في الشخص المستهدف من التبشير البوذي، حيث أنه لو كان تدينه قويًا لصمد بل وتفوق على محاولات تنصيره وتحويل عقيدته كليًا، فضحالة الثقافة الدينية وهزالة العقيدة في نفس الفرد يجعلان منه فريسة سهلة للتبشير البوذي أو المسيحي”.
ويعتبر الدكتور سمير عقاقنة، الأخصائي في سوسيولوجيا الحركات الدينية والاجتماعية والأستاذ بإحدى الجامعات الليبية، في تصريح له لـــــ “أنباء تونس” أن “التبشير البوذي محاولة للتلاعب بالخريطة الدينية، وهذا التلاعب بالخريطة الدينية يعد من وجهة نظر سوسيولوجية تفكيكًا بنيويًا للترابط الديني، مضيفًا أن المقصود ليس الحديث عن الوحدة الدينية، لكن المقصود بالترابط الديني تلك المنظومة الروحية القائمة على إنتاج روابط روحية تنتمي لمصدر واحد ( الوحي، أي القرآن) وتقوم على مرجعيات تستلهم (روحية جمعية) تضمن إلى حد كبير التماسك الاجتماعي أكثر مما تضمن الوحدة الدينية، وهذه فوارق تفصيلية دقيقة وأساسية فيما يخص علاقة المجتمعات بالدين”.
وأبرز الدكتور عقاقنة أن الدين ليس ضامنًا لـ “وحدة دينية” فقط، فهو ضامن لـ “وحدة اجتماعية” بالأساس تستلهم تلك الوحدة من قيم الدين وتحولها إلى وجود كيان اجتماعي وروابط وتعاقدات عديدة.
هذه هي الديانة البوذية…التي باتت تهدد عقيدة الجزائريين
وحسب الأخصائي في سوسيولوجيا الحركات الدينية والاجتماعية، الدكتور سمير عقاقنة، لـــــ”أنباء تونس”هناك مدرستان رئيسيتان في البوذية، الثيرافادا والماهيانا: البوذية الثيرافادا. وكلمة ثيرافادا (أو الترفادا) في اللغة البالية تعني طريقة السلف، وهي المدرسة الباقية من البوذية القديمة وتسمى أحيانا البوذية الجنوبية لأنها تُوجد في أقطار جنوبي آسيا مثل سريلانكا وتايلاند وبورما. ويقال لها أيضًا البوذية البالية لأن كتبها المقدسة باللغة البالية، وتُسمى تلك الكتب بالسلال الثلاث

وهي: 1 – سلة النظام، وهي مجموعة من النظم يسير عليها الرهبان في حياتهم.

2- سلة العظات ( سترابيتاكا) وتضم مجموعة تعاليم بوذا وأقواله الأصلية.

3- سلة العقائد، وهي مجموعة من المسائل والتعاليم الفلسفية.
البوذية الماهيانا: تُسمى البوذية الشمالية لأنها توجد في شمالي آسيا في أقطار التيبت والصين وكوريا واليابان. وتسمَّى أيضًا بالبوذية السنسكريتية لأن كتبها مكتوبة بهذه اللغة، رغم أنها الآن مكتوبة باللّــغات المحلية. والكتب التي تستعــملها الماهيانا هي إتمام الحكمة (لوتس سوترا) أو الاعتقاد الحق، فيما (لاكريتي) أو اسم الشخص (سوخافتي) أو أرض الطهر أو السعادة. ويُضاف إليها النسخة الخاصة من السلال الثلاث. هناك مدارس كثيرة أخرى في الماهيانا من أشهرها زنْ في الصين واليابان.

وفي التيبت نجد التانترا وهي مجموعة تعاليم سرية مرتبطة بالغورو القائد أو المرشد الروحي. ووفقًا لتعاليم أهل التيبت هناك ثلاثة أنواع أو درجات من التمارين البوذية:منها الهنيانا، وتقوم على الأخلاق والقناعة النفسية و الماهيانا، وتعتمد على فكرة بوذا العالمي الذي يساعد كل الكائنات للوصول إلى التنوير و فجرْيانا، وتهتم باللاما الحي أو الغورو الذي يمكنه أن يقود الشخص في أسرع طريق إلى التنوير. ويؤخذ على البوذية غلوها الذي يتمثل في زعمها القضاء على غرائز الإنسان وهذا غير صحيح وغير ممكن والصحيح توجيه هذه الغرائز لتؤدي أهدافها السامية دون خلل. ويتمثل أيضًا في إعراضها عن الحياة ورفضها لها وفي هذا خراب الأرض. وفي البوذية فكرة التناسخ وفكرة التقمص وهما فكرتان مرفوضتان عقلاً وشرعًا. يضاف إلى ذلك أنها ديانة وضعية لا يعتقد أتباعها في خالق أو إله.
ويزور البوذيون بعض الأماكن المرتبطة ببوذا مثل بوذا جايا، حيث أصبح متنورًا، وبعض المرشدين الأحياء كالدالاي لاما. ترتبط أعياد البوذيين بحياة بوذا ومولده وتنويره، وموته، وبعض الأحداث المعروفة في تاريخ البوذية ومن أشهر هذه الأعياد الوسياك أو فيساكابوجا في سريلانكا وبورما وتايلاند.
ونشير إلى أن البوذية ديانة قديمة وضعية غير إلهية انتشرت في مناطق ودول شرق أسيا كالصين وتايلاند ومنغوليا والهند والتبت واليابان وكوريا. وكلمة “بوذا” تعني الرجل المتيقظ أو المستنير، وهو مؤسس الديانة البوذية. وتقوم الديانة البوذية على الإيمان ببوذا وتعاليمه (دهارما) والعيش في مجتمع يؤمن أفراده بالبوذية.
ولا يؤمن البوذيون بوجود إله واحد خالق للكون والحياة كما هو الحال عند المسيحية واليهودية والإسلام، بل يعتقدون بأن أفعال المرء (يسمونها “الكارما”) محسوبة عليه إن شرًا أو خيرًا ، كما يؤمنون بتناسخ الأرواح كالهندوس. ويعتقدون باستمرارية تحول الإنسان بحسب تصرفاته وأحاسيسه ومدى قدرته على التحكم في شهواته وغرائزه، كما يؤمنون بدورة التناسخ، الميلاد، الشيخوخة، فالموت، فالميلاد بصورة أخرى، وكما تحررت البوذية من الـ”أنا” فإنها أسقطت من عقيدتها مفهوم الخالق الأزلي للكون.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.