الرئيسية » الأمن الجزائري يوقف فتاة تونسية كانت تجّند الجزائريين لـ “داعش”

الأمن الجزائري يوقف فتاة تونسية كانت تجّند الجزائريين لـ “داعش”

من الجزائر:عمّـــــــــار قــــردود

كشف مصدر أمني جزائري لـــــ”أنباء تونس” أن مصالح أمن الجزائر العاصمة تمكنت،خلال الأيام القليلة الماضية،من تفكيك شبكة مختصة في تجنيد الشباب الجزائري لصالح التنظيم الإرهابي “داعش”.

حيث ألقت القبض على 8 أشخاص من بينهم فتاة تونسية تدعى “سارة.ج” و تبلغ من العمر 26 سنة،و بحسب ذات المصدر الأمني فإن “سارة” التونسية سبق لها و أن سافرت إلى سوريا و شاركت في عدة أنشطة إرهابية خاصة فيما يسمى “جهاد النكاح” و هي أصيلة مدينة مدنين التونسية و التحقت بتنظيم “داعش” عندما كان في عمرها 24 سنة بعد أن تم تجنيدها عبر الأنترنت،و كانت تقيم في مدينة الرقة،و قالت في إعترافاتها الأولية لمصالح الأمن الجزائرية أنه مُورس عليها الجنس الطوعي من طرف 300 إرهابي داعشي،و لكنها كانت راضية على ذلك لأنه يعتبر صنف من أصناف”الجهاد”.
“سارة” التونسية دخلت الجزائر أوائل شهر فيفري الماضي في إطار تكليف بمهمة من طرف قيادات تنظيم “داعش” بسوريا من أجل العمل على تجنيد أكبر قدر ممكن من الشباب الجزائري لصالح التنظيم الإرهابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي و كانت بصدد الإعداد و تنفيذ اعتداءات إرهابية في الجزائر وفقًا لنفس المصدر.
مصالح الأمن الجزائرية شرعت في تعقب تحركات و اتصالات أفراد هذه الشبكة الإرهابية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهور معطيات و مؤشرات جدية و مؤكدة تفيد بأن الأمر يتعلق بنشاط إرهابي جدي،و قامت ذات المصالح الأمنية بعملية مداهمة لإحدى المنازل بالجزائر العاصمة تكللت بتوقيف فتاة تونسية عائدة لتوها من سوريا و لديها سجل حافل بالأنشطة الإرهابية لصالح التنظيم الإرهابي “داعش”،و الغريب أن “سارة” التونسية
تنظيم داعش يُبشر الشباب بـــ”حور” العين في الدنيا قبل الأخرة” لاستمالته و إقناعه بالتجنيد
كانت تستدرج الشباب الجزائري التي تريد استقطابه و تجنيده لصالح “داعش” بإرسالها لصور إباحية لها بغية إغراءهم و إغواءهم و من ثمة إقناعهم بالعمل لصالح التنظيم الإرهابي من خلال إقناعهم بمفهوم “جهاد النكاح” و أن التنظيم يبشرهم “بحور العين في الدنيا قبل الآخرة” و هو ما جعلها تنجح في استقطاب عدد لا بأس به من الشباب الجزائري الذين تبلغ أعمارهم ما بين 20 سنة و 45 سنة.
“سارة” التونسية و خلال مجريات التحقيق الأمني معها قالت أنها لم تكن تتوقع أن تجد سهولة كبيرة نوعًا ما في نجاحها في استقطاب و تجنيد الشباب الجزائري لصالح التنظيم الإرهابي “داعش” و أنها تفاجأت بالعدد المعتبر للجزائريين الذين لهم ميولات نحو التنظيم ،و أنها نجحت في إقناع عدد كبير من الشباب الجزائري في الانخراط في تنظيم “داعش” و استعدادهم للسفر إلى سوريا و العراق للقتال في صفوف التنظيم.
المصدر الأمني أفادنا بأن “سارة” التونسية دخلت الجزائر عبر المعبر الحدودي البري “الحدادة” بولاية سوق أهراس المتاخمة لتونس و أنها تلقت مساعدة من طرف شخصين من جنسية جزائرية من ولاية سوق أهراس،حيث كانت تقيم عندهما مقابل ممارسة الجنس معهم،لتنجح بعد ذلك في ربط علاقات مع 6 أشخاص جزائريين أخرين في مناطق متفرقة من الجزائر و خاصة بالعاصمة و البليدة و بومرداس،و بعد إقناعهم شرعوا في إعداد مخططاتهم للقيام باعتداءات إرهابية في الجزائر و بعد ذلك السفر إلى سوريا و العراق للالتحاق بصفوف “داعش”،لكن لحسن الحظ نجح الأمن الجزائري في إفشال و إجهاض جميع مخططاتهم الإرهابية في الوقت المناسب.
30 ألف فتاة و امرأة مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم الدولة الإرهابي “داعش “
هذا و أشار تقرير صادر عن المركز الأوروبي لمعلومات مكافحة الإرهاب في بروكسل إلى وجود ما لا يقل عن 30 ألف سيدة وفتاة مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم الدولة الإرهابي “داعش ” منهن سيدات لديهن مكانة قيادية في تنظيم الدولة وسيدات مقاتلات و قال التقرير إن “الإرهاب اﻟﻨسائي” بات يثير قلق الأجهزة الأمنية عبر العالم.
وأشار التقرير إلى أن ما لا يقل عن 100 ألف سيدة هي خاضعة الآن لسيطرة التنظيمات السلفية الجهادية سواء القاعدة أو داعش في سوريا ،ليبيا والعراق ومناطق أخرى منها أفغانستان، إلا أن ذات التقرير فصل بين المرأة الخاضعة للتنظيمات الإرهابية والتي تتطوع عن قناعة للانضمام لهذه الجماعات الإرهابية وخلص-أي التقرير- إلى وجود ما لا يقل عن 30 ألف سيدة وفتاة مرتبطة بالجماعات الإرهابية الأكبر في العالم داعش وتنظيم القاعدة.
عدد “الداعشيات” يُقدر بـــ10 بالمئة من إجمالي عدد المقاتلين الأجانب في صفوف داعش
ويرى الخبراء والمتابعون لتطور نشاط داعش، أن انضمام النساء إلى هذا التنظيم أصبح ظاهرة حقيقية أثارت ومازالت تُثير الكثير من التساؤلات، لاسيما بعد الكشف عن عدد من الشبكات التي تعمل على تجنيد النساء والفتيات للانضمام إلى داعش في عدد من الدول العربية والأجنبية.
ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد “الداعشيات” اللواتي لا يقتصرن على دولة بعينها، فبالإضافة إلى السوريات والعراقيات، تُوجد القادمات من تونس، والمغرب ومصر والسعودية، وأيضا من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا.ويُقدر عدد الداعشيات حاليا بحوالي 10 بالمئة من إجمالي عدد المقاتلين الأجانب في صفوف داعش، وينحدرن من عدة دول غربية وإسلامية، منها دول بشمال أفريقيا (تونس والمغرب)، وآسيا الوسطى وأوروبا.
وحسب الخبير في الجماعات الإرهابية “محمود صالحي” لـــــ”أنباء تونس” فإن عدد التونسيات في داعش غير معروف بشكل دقيق، رغم وجود بعض التقديرات التي تشير إلى أن عددهن يقترب من الألف في سوريا والعراق وليبيا أيضا.
وحذر “صالحي” من أن عدد النساء التونسيات اللواتي يتوجهن إلى العراق وسوريا وليبيا من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش، في ارتفاع ملحوظ، وهن يتدربن على القيام بعمليات قد تستهدف تونس و دول الجوار في المستقبل.
و قال أنه “خلال الأشهر الماضية فقط، التحق الآلاف من المواطنين الغربيين بالتنظيم المتشدد في سوريا وبينهم حوالي 600 امرأة، بينهن 22 فتاة بريطانية و40 ألمانية و14 نمساوية لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة”.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.