الرئيسية » مدير المسرح يردّ على الحملة التي إستهدفت مسرحية “ألهاكم التكاثر”

مدير المسرح يردّ على الحملة التي إستهدفت مسرحية “ألهاكم التكاثر”

اصدر المدير العام  للمسرح الوطني التونسي الفاضل الجعايبي امس، بلاغ ردّ فيه على الحملة المبرمجة و المتزامنة من طرف القوى التكفيرية من جهة وبعض المثقفين و الفنانين “الأحرار” من جهة أخرى، حسب تعبيره.

ودعا البلاغ جميع الأطراف المتداخلة من منظّمات ومجتمع مدنيّ،  نقابات، فنّانيّن والرّابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان للوقوف في وجه الحملة الّتي ترمي إلى ما هو أعمق وأخطر من عنوان مسرحيّة وأهمّ من مؤسّسة عموميّة تُعنى بالنّهوض بالمسرح.

وقال : “يوم 16 فيفري الجاري توصّلت مؤسّسة المسرح الوطني بمحضر تنبيه من “المجلس النّقابي الوطنيّ للأئمة وإطارات المساجد” المنضوي تحت المنظمة التونسيّة للشغل في شخص ممثلها ،ينبّه علينا بضرورة رفع المعلّقة الإشهاريّة للعمل الكوريغرافي “ألهاكم التكاثر” بإعتبار أنّ العنوان فيه مساس بالمقدّسات الدينية وأنّ قدسيّة القرآن خطّ أحمر…”

واضاف انه إتّصل بسلطة الإشراف عن طريق وزير الشؤون الثقافة وأعلمه بالتنبيه ثمّ تبادل معه الرأي في هذه الظروف الصعبة، كما انه إتّصل بنجيب خلف الله كاتب العمل الكوريغرافي ومخرجهُ وطلب منه موقفه، فاختار حجب العنوان وليس تغييره، مشيرا انه احترم قراره رغم عدم اقتناعه به.

وافاد الجعايبي انه لولا تدخّل الأمن الّذي أخبرهم بإحتمال تعرّض قاعة الفنّ الرابع للإحتجاج وربّما للهجوم عليها إثر صلاة الجمعة لكانت الكارثة.
واوضح البلاغ انه في أوج حمّى الأزمة ليس من السّهل التفاوض مع المسألة الدينيّة في مثل هذه الظروف، فالقرارات المبدئيّة المتعلّقة بالرّقابة السّياسية والأخلاقيّة أيسر بكثير من القرارات المتعلّقة بالدّين وبالتأويلات والتحرّيات والإختلافات والقراءات فيه (وهي تستدعي اليوم أكثر من ذي قبل تحاورا وطنيّا فيها لقطع الطريق للمتطرفين المُصرّين على المواجهة العنيفة، أعداء الحرّيات والمسيّسين للدّين)، مؤكدا ان المسألة الدينيّة معقّدة ورهاناتها كبيرة لا تُوَاجهُ بالتعنُّت والإصطدام بل بالتريّث والتحريّ والتشاور والتبصّر والتعقّل رغم أنّها لا تستهدف جوهر موضوع المسرحيّة ولا تمسّ بكلمة واحدة أو حركة واحدة من العمل.
وقال مدير المسرح الوطني: “لم يأمرني أحد بأيّ قرار، أخذت قراري بمحضِ ضميري وتجربتي وضمير وتجربة من معي إلى أن يبتّ القضاء في القضيّة الإستعجاليّة الّتي رفعناها في هذه المسألة، في الإنتظار ماذا كانت ردود فعل من يشاكسني شخصيّا من المزمجرين الغاضبين لو كنت رفضت حجب العنوان لٌأتُهٍمتُ بتصفية مشاكلي الشخصيّة مع الدّين والمسيّسين له على حساب الفنّان.

في الواقع إعتقادي أنّ هناك محاولة شرسة مبرمجة لإحباط مشروع فنّي حيّ تقدّمي متقدّم وحداثي يبني لمستقبل تونس ينافس أو يهدّد مشروعا رجعيّا إذ لم نقل ظلاميّا يختفي وراء الدين والمقدّسات ويسعى إلى غلق أجنحته على المشروع التربوّي والعلميّ والثقافيّ كلّه في بلادنا ويُرجعها إلى العصر الحجريّ.”

ر.م

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.