الرئيسية » جلسات الاستماع : شهادات أبعد مما تقول الكلمات !!

جلسات الاستماع : شهادات أبعد مما تقول الكلمات !!

للمرة الثالثة تنظم  هيئة الحقيقة والكرامة جلسات الاستماع العلنية لضحايا الاستبداد التي بثتها الوطنية الأولى البارحة .

و قد عقدت الجلسات هذه المرة بمركب صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين بالمركز العمراني الشمالي بالعاصمة.

و أكدت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين، في افتتاح جلسات الاستماع العلنية البارحة  أن اختيار الضحايا لعرض قصصهم من ضمن آلاف الملفات، “لم يخضع للمحاصصة الحزبية ولا الجهوية”.

وشمل  برنامج جلسات  الليلة البارحة نماذج من فترات مختلفة من تاريخ تونس الحديث شهدت جميعها انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان متمثلة في الايقاف والتعذيب والقتل

وكانت محرزية بن العابد وهي عضو بالاتجاه الاسلامي و تنشط في المجال الاجتماعي وساهمت في الحملة الانتخابية للحركة سنة 1989، الشاهدة الأولى .. وكانت اوقفت  للمرة الاولى سنة 1991 اثر مداهمة منزلها وقد تم اقتياد ابنها الذي كان عمره سنتين و نصف الى مركز الايقاف الذي بقي فيه يوما كاملا تعرضت للتعذيب مما ادى بها الى اجهاض حملها . حكم عليها بالسجن ل11 شهرا من اجل تكوين جمعية غير مرخص لها و تعاطي نشاط بمسجد ومسك مناشير ومساعدة على عقد الاجتماعات التابعة للحركة.

وتولت الشهادة الثانية المناضلة  نجوى الرزقي التي أوقفت  على اثر الاضراب الذي نفذه الاتحاد العام لطلبة تونس سنة 1994 على خلفية القانون المتعلق بالرسوب في المرحلة الثانية وهو ما يعرف بنظام الخراطيش.

وكانت نجوى الرزقي شاركت في الاضراب بكلية الاداب و العلوم الانسانية بالقيروان وقد تم ايقافها صحبة مجموعة من الطلبة اين تعرضت للتعذيب وقد اصدر حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان في شأنها بطاقة ايداع بالسجن اين قضت 8 أشهر دون محاكمة ثم حكم عليها بسنتين واربعة اشهر سجن بتهمة عقد اجتماعات بدون اعلام الاعتداء بالعنف الشديد على موظفين عموميين الاضرار بملك الغير ووضع حواجز بالطريق العام قصد تعطيل الجولان.

أما اشاهد الثالث فكان الرائد سالم كردون من الجيش الوطني والذي أوقف فيما يعرف بأحداث براكة الساحل وهو عسكري حين أوقف كان يتقلد منصب مساعد آمر مركز الدفاع المضاد للطائرات بثكنة بوفيشة .

تم ايقافه سنة 1991 بعد ان تمت دعوته لمرافقة احد الضباط في اتجاه إدارة الأمن العسكري أين تم القبض عليه من قبل ثلاثة أعوان مدنيين نزعوا بدلته العسكرية وتم نقله الى مقر وزارة الداخلية أين قضى 50 يوما تحت التعذيب منها الصعق بالكهرباء في أماكن حساسة من الجسم و خاصة الأعضاء التناسلية مما خلف له تمزق بالخصيتين وثقبا بالأمعان الأضرار البدنية تجاوزت 55% .

وحمل الشاهد الرابع  عبدالله بن صالح الحضور الى الفترة البورقيبية وهو ينتمي الى حركة معارضة قومية  تأسست أوائل السبعينات تعرف بالجبهة القومية التقدمية لتحرير تونس وقد كونت هذه الحركة خلايا بكل من قابس و تطاوين و دوز التى ينتمي إليها عبد الله بن صالح وقد تم القاء القبض عليه سنة 1975 صحبة زملائه في التنظيم و قد تم نقلهم الى مقر وزارة الداخلية اين تم تعذيبهم لمدة شهر وقد حكم عليه من قبل المحكمة العسكرية الدائمة بتونس ب6سنوات و8 أشهر سجن غادر السجن سنة 1978 بموجب عفو رئاسي.

وتولى سرد الشهادة الخامسة الفنان جمال ساسي وهو شقيق الشهيد فاضل ساسي الذي قتل سنة  1984 في أحداث الخبز والذي كان قد عقد إجتماع طلابي ضخم بكلية الحقوق و العلوم السياسة بتونس حيث تجاوز عدد الطلاب المجتمعين 6 آلاف طالب لتنطلق مسيرة كانت بدايتها طلابية لتتحول الى مسيرة شعبية ضخمة متوجهة لشارع الحبيب بورقيبة .

وكان الفاضل ساسي أحد قيادات المسيرة و مع اقترابها  من شارع بورقيبة و بوصولها الى مفترق نزل الانترناسيونال تم استهداف الفاضل ساسي من طرف عون أمن كان مشهرا سلاحه الفردي ليطلق منه رصاصة من بعد حوالي 30 او 40 متر لتستقر في صدر الفاضل ساسي لترديه قتيلا وقد تم نقله الى الى مستشفى الحبيب ثامر.

وروى جمال ساسي كيف حاول والد الفاضل ساسي الحصول على جثة ابنه الا انه تم منعه من ذلك واشترطت عليه السلطات ان يتم تغسيله في المستشفى وان تحضر عائلته المصغرة فقط دفنه بنقبرة الجلاز إلا ان توقيت الدفن تسرب الى الطلبة الذين توافدوا بأعداد غفيرة للمقبرة صاحبها حضور كثيف لأعوان الأمن بالزي الرسمي والمدني مع وجود مروحية عسكرية صاحبت عملية الدفن الى حين مغادرة الجميع للمقبرة.

اضطر والد الفاضل ساسي الى الامضاء يوميا بمركز الأمن بالقصبة الى جانب المداهمات المتتالية لمقر سكناه. واكتشفت عائلة الفاضل ساسي ان مضمون الوفاة وقع تزويره حيث ذكر في خانة الولادة انه مولود سنة 1891 اي انه يوم وفاته يبلغ من العمر 90 عاما في حين انه ولد بتاريخ 1959.

 
 

ع.ع.م.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.