الرئيسية » في تونس ، الشمس طوق النجاة ؟ 

في تونس ، الشمس طوق النجاة ؟ 

بقلم : محمد الشّيخ خليفة* 

نورّد سنويا مما نورده من مواد طاقية ، 2 مليون طن مكافئ نفط أي 260 23 مليون كيلوات من الطاقة الاولية – غاز طبيعي –  وذلك لإنتاج الكهرباء المسهلك وقت وجود الشمس(40 % من الغاز المطلوب لانتاجنا السنوي من الكهرباء) لنغطي استهلاك 000 176 411 6 كيلوات أي ما يعادل 000 551 طن مكافئ نفط !!!

وهذه من مفارقات الطاقة الاحفورية عندما نحولها الى طاقة كهربائية حيث يلزم 3,4 ك وات طاقة اولية لنستهلك 1 كيلوات ساعة من الكهرباء فقط . يعني 2,4 كيلوات تذهب في أحشاء تقنية الانتاج وشبكة التوزيع،  في البرية مع التبعات السلبية اللتى تهدد حياة البشرية….

هذا الاهدار في وضح النهار يمكن قطع دابره بإنتاج كهرباء من الطاقة الشمسية وذلك بنشر ألواح فوق اسطح المستهلكين بطاقة 000 4 ميغا وات ذروة وتوفير 8000 موطن شغل وذلك دون توريد الغاز المذكور آنفا والمكلف 1,760 مليار دينارفي السنة . واردات مثقلة بالميزان التجاري العام للبلاد التونسية كعجز صافي ! اي في النهاية بإنتاجنا المحلّى للكهرباء الفوطو ضوئية كأنما صدرنا 2 مليون طن م ن وشغلنا 8000 من شبابنا المعطل عن العمل اثر توخي سياسة التوريد، عوض عن الانتاج محلّيا… وهذا يتجلى في وارداتنا  الطاقية والفلاحيّة  والّتي بإنتاجها هنا يمكن ان نوفّر مليون موطن شغل قار..اذا هذا قطر من فيض نافع… هكذا في موضوع الحال نكون كسبنا سنويّا 1,760  مليار دينارا من العملة الصعبة ووظفنا 8 ألاف معطّل. وذلك لمدة 20 سنة على أقلّ تقدير…

طبعا هذا البرنامج يلزمه استثمار  لم يدرج في مؤتمر الاستثمار الاخير ،لأنه مجدي جدّا ،ناهيك أن منظمي المؤتمر من  التونسيين قدّروا حجم التمويلات المطلوبة – حسب تخمينهم – في قطاع الكهرباء ب 1,6 مليار دينارا بينما العروض التي طرحت من الممولين الأجانب كانت تناهز  8,9 مليار دينار أي أكثر 5 مرّات مما قدره جهابذة المخططين المحليين !

I)- المنافع الهامشية ل 4000 ميغا وات فوطوضوئية المنشورة فوق الاسطح

1- اقتصاد الماء الذي يهدر اليوم بمحطات الانتاج المعتمدة على البخار وعلى ‘ حرق’ الطاقة الاحفورية وذلك بمعدل لترين لكل كيلوات كهرباء مستهلك مما يعادل 13 مليون متر مكعب في السنة من الماء الزلال الذي لا تشوبه شائبة ، أي ما يغطّي 4 % من حاجة السكان من الماء الصّالح للشرب أو استهلاك  460 ألف مواطن في السنة …

2- التقليص في انبعاث الغازات الملوثة للمحيط والمكثفة للانحباس الحراري ب3,2 مليون طن في السنة اي ما يعادل اضافة غابة ذات 140 مليون شجرة تطهر كل منها 25 كلغ من غاز ثاني اكسيد الكربونفي السنة .

  II)- موازنة تقديرية لمشروع 4 جيغا وات طاقة ذروة=القيمة المضافة

1- التكاليف = 27,2 مليار دينارا

أ – الاستثمار الذي لم يبرمج في المؤتمر= 2500 د للكيلوات ذروة ل4 ملاين كيلو مما يساوي  10 مليار دينار

ب – مصاريف العناية والتجديد لمرة واحدة في نهاية العشر سنوات الاولى للاستغلال ـ جهاز تعديل قوة الكهرباء من 24 /32 فولت تيار مسترسل الى 220 فولت تيار متردد مما يساوي  4 مليار دينار..

ج- كلفة خدمات التمويل 10 مليار دينار

د- أجور حوالي 20 ألف دينار  في 8 ألاف في 20 سنة  = 3.2مليار دينار

ه- 40 كلم² من الأسقف الشاغرة  والبالغة مساحتها 100  كلم²

2- مداخيل المشروع = 46.208 مليار دينار

أ- الكهرباء المنتج والمستهلك عل عين المكان بحساب 100 مليم للكيلووات يساوي  640 م د/سنة في 19سنة( معدل نقص انتاج‘سنة‘ جراء تقادم الالواح) مما يساوي  12,16 مليار دينار ..

ب- تسويق ،حسب اتفاق كيوتو، للغاز الملوث:  10 د الطن في 3,2م طن في 19 سنة مما يعادل 0,608 مليار دينار

ج – الطاقة المقتصدة من العملة الصعبة التي كانت ستدفع لتوريد ’الملوثات‘ الاحفورية تناهز   1,760 مليار دينار في 19 سنة مما يساوي  33,44 مليار دينار

 III- مداخيل الوطن = 46,208 –  27,2  = 19,008  مليار د قيمة مضافة

وفرت الطّاقة الشّمسيّة: فرصة نجاة تونس ؟ هذا ما فهمه المستثمرون ألأجانب بعرضهم للاستثمار في الطاقة بقيمة تفوق 5 اضعاف مما قدره المحلّيون ! بينما كان على المحلّيين ان يعرضوا 10 أضعاف ما عرض الأجانب وبالدولار = 89 مليار دولار 10 منها لتغطية الطّلب المحلي و 79 للتصدير الى أوروبّا اللاهثة وراء الطاقة النظيفة !!

هل هناك قطاع اقتصادي اكثر ربحا من قطاع مادته الاولية – الاشعاع الشمسي – المتدفق بما يفوق 1800 كلوات /سنة/ م² ، بالمجان . رغم أنها تسّاقط علينا بكثافة مضاعفة على ما هي عليه في اوروبا ،التي استثمرت ونشرت الواح أكثر من 100 جيغا وات ذروة ، بينما تونس لم تنشر سوى 30 ميغا وات تقريبا أي 3/ 10 ألاف وذلك رغم عجزنا الطاقي المتصاعد في اطّراد  والمقدّر للستة الجارية 5 مليون طن مكافئ نفط . هل الشمس لعنة عندنا ورحمة في شمال المتوسط ؟ …ونواصل في الاستثمار في الطاقة الاحفورية بمحطة مبرمجة في المرناقية ذات قوة انتاج 500 ميغا وات…..

هذا في باب استهلاكنا المحلّي أما في ما يخص تصدير الطاقة الخضراء من تونس الخضراء الى الضفة الشمالية للمتوسط فحدث ولا حرج. يمكن ان نصدر سنويا 100 طيرا وات منتجة من 60 جيغا وات ذروة ، الواح منشورة في ولايات الجنوب على 600 كم² مع تشغيل مباشر ل 120 ألف معطّل عن العمل…

……………………………………………………………………………………………………….

* محمد الشّيخ خليفة ، مختص في التخطيط الاقتصادي

………………………………………………………………………………………………………

*** المواقف والأفكار التي تنشر في قسم “أفكار” لا تلزم إلا أصحابها ولا يعني نشرها من قبلنا تبنينا لها بأي صفة من الصفات .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.