الرئيسية » خاص : هاجر عبد الصمد تتحدث عن روايتها “حبيبي داعشي”

خاص : هاجر عبد الصمد تتحدث عن روايتها “حبيبي داعشي”

%d8%ad%d8%a8%d9%8a%d8%a8%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4%d9%8a

*أجرت الحوار :نورة بورصالي

أثارت رواية  “حبيبي داعشي” للروائية الشابة المصرية هاجر عبد الصمد  جدلا كبيرا بسبب عنوان وغلاف الكتاب اللذان إعتبرهما البعض مثيران ، كما وجه نقد للكتاب على مستوى أسلوبه الذي رأى بعضهم انه لا يرتقي بالرواية الى إبداع أدبي ….

ولكن وجب الإعتراف بأن “حبيبي داعشي” (منشورات أكرم الشريف ، تونس 2015 ) لقي رواجا كبيرا لم تكن تنتظره الكاتبة الشابة هاجر عبد الصمد  عند صدوره في نسخته الألكترونية. وقد حاورت الصحفية التونسية نورة بورصالي الكاتبة الشابة هاجر عبد الصمد لأنه أول عمل تصدره شابة حول المسألة الداعشية وما تمثله هذه المسألة من خطر على شبابنا .كما نشير الى أن الشرطة التونسية قد صادرت الكتاب في المكتبات أواسط سبتمبر ومنعت عرضه وبيعه للعموم (وقد أعيد بيعه بعدئذ) بالرغم عن أنه عرض وبيع في المعرض الدولي للكتاب في تونس في الربيع الماضي .

* شابة في السبعة وعشرين سنة تسرد – في أول رواية لها-  قصصا متعددة  حول التنظيم الداعشي وضحاياه من عائلات وشباب ونساء. فكيف خطرت لك فكرة هذا الكتاب ؟

انا من المهتمين بقضايا المراة وكنت أريد الكتابة عن وجه من وجوه الظلم التي تتعرض لها النساء في مجتماعتنا كوضع المطلقة والعانس و .. الخ ولكن لان التجديد واجب وقد كتب الكثيرون عن هذه الامور فقد رأيت أن تسليط الضوء على انتهاكات داعش تجاه النساء أمر لم يوثق أدبيًأ ,ايضًا قلة الأعمال التي تتحدث عن داعش كان دافعا أكبر ومن هنا جاءت الفكرة.

*أشرت في حديث لك أن الرواية خيالية. لا شك في ان هناك جانب خيالي ولكن نلاحظ عند قراءة الرواية ان لديك معرفة دقيقة بموضوع الضحايا الداعشية ومغامرات الشباب والشابات في مناصرتهم لداعش واستحواذهم من طرفه. فالرواية مستوحاة من الواقع وقد تكون مستوحاة حتى من تجارب شخصية قد اطلعت عليها. أليس كذلك ؟

نعم بالفعل دومًا أقول أن الرواية خيالية لكن أيضًا مستوحاة من الواقع, فقد قرأت قصص كثيرة عن الضحايا وتقارير المنظمات الحقوقية والتحقيقات الخاصة بالتجنيد وأطلعت على صفحات بعض المنتمين الي التنظيم ومواقعهم الالكترونية ..الخ وقد تأثرت بكل ما قرأت وحاولت الاستفادة منه في أحداث الرواية.

 *لماذا اختيار هذا العنوان والغلاف والحال أنهما مثيران جداً ؟ ألا ترين أنهما قد يزعفان القراء على الاطلاع على روايتك ؟ او أن ينجر عنهما مصادرة مثل التي تمت في تونس لمدة وجيزة جداً ؟ او ان يتسببا في طرد أو منع الدخول الى الولايات المتحدة  كما جرى ذلك مع مواطن موريطاني الذي كان يحمل معه الكتاب ؟

عند اختياري للعنوان لم أكن أفكر سوى في عنوان مناسب يعبر عن المحتوي وجذاب ولم أتوقع أن يسبب كل هذا الجدل, أيضٍا بعد تصميمي للغلاف أشار علي البعض أن أحذف علم داعش لكن وجدت أن ليس من المناسب من وجهه نظري كمصممة أن الرواية والاسم يتكلم عن داعش ولا يوجد على الغلاف اي علامة عنهم.

* ألا ترين ان سفر ليلى وعمر عند هروبهما من سوريا الى العربية السعودية أضعف الكتاب وأطاله ؟ فما الفائدة من هذه المرحلة في مغامرتهما من ناحية ؟ ومن ناحية أخرى هل من الممكن ان يتم عدم تسليمهما الى السلطات المصرية من قبل السعودية ؟

بالعكس أجد ان تلك الفترة كانت مناسبة لصقل الحب بين عمر وليلى, ومن ناحية تسليمهما فلم يكن للسلطات السعودية أي معرفة بانتماء ليلي او عمر لداعش من قبل وعندما قاموا باحتجاز ليلى كان السبب تواجدها في الدولة بصفة غير شرعية وليس لأنتمائها لداعش.

*إستنجد ليلى وعمر بجبهة النصرة التي ساعدتهما على الهروب من خطر داعش. هناك من نقد الكتاب من هذه الوجهة لان يعتبر أن جبهة النصرة منظمة تنتمي للفكر السلفي الجهادي، وهي -كما تعلمين- من أبرز قوى المعارضة المسلحة للدولة السورية لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. وقد تبنت عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق. فهي تعتبر كتنظيم للقاعدة في سوريا. لماذا هذا الاختيار؟ وبالنسبة لك هل هناك فرق بين التنظيم الداعشي وجبهة النصرة ؟ هل لم يكن ممكنا لليلى وعمر الاستنجاد بمنظمات عالمية مثل الهلال الأحمر او غيرها للتحرر من الداعشيين . ألا ترين ان هذا اللجوء الى جبهة النصرة قد يعبر عن موقف سياسي ؟

هذا سؤال مهم ويجب قبل أن أجيب عنه أن أوضح شيئًا, الرواية  كانت تتحدث عن داعش من وجهه نظر اجتماعية وانسانية اي كيف تم تجنيدهم وما عقبات هذا الأمر ولم أتطرق الى النظرة السياسية مثل أهداف التنظيم في المنطقة وهل هناك أيدي خفية وما هى أنتماءات القادة الحقيقية و .. الخ , لذلك نظرت أيضا لأفراد جبهة النصرة من نفس المنظور الإنساني و ذكرت على لسان عمر ما هو حقيقي عنهم أنهم يحاربون نظام بشار الأسد الظالم. وكان من الأوقع في تسلسل الأحداث أن يساعد بعض أفراد جبهة النصرة عمر لأنهم الأقرب وأيضًا بسبب أن في فترة ما تواجد التنظيمين تحت نفس الراية مما أتاح وجود معرفة سابقة بين أفراد التنظيمين.

* يطرح الكتاب كذلك مشاكل اجتماعية مرتبطة بأوضاع النساء الغيرالمتزوجات والمطلقات. لماذا اختيار هذا الصنفين من النساء ، وكيف ترى تحقيق المساواة بين الجنسين ؟

ليس الغير متزوجات والمطلقات فقط, أيضًا ذكرت بعض المشاكل التي تخص المتزوجات . والسبب كما ذكرت من قبل أنى مهتمة بشئون المرأة وتسليط الضوء على ما تعانيه.

وارى ان تحقيق المساواة  يكون بالتوعية للمجتمعات العربية بأن الزواج أو الطلاق أو عدمه لا تنقص من المرأة  شيئًا وأن تحصل كل امرأة على حقوقها في العيش كأنسانة ولا ينقص من كونها أنثى أي من تلك الحقوق.

 *في روايتك، الحب هو المخرج الوحيد من الجحيم الذي يعيشه أبطالك. أهذا الحل ليس بمثالي ورومانسي؟

ربما.. لكن أنا لازالت أرى أن الإخلاص في الحب قوة لا يستهان بها, وأن نسمات الحب تهون علينا الواقع المؤلم.

 *هناك من اعتبر ان الرواية “رسالة تحذيرية إنذارية للشباب من وحش إختطاف بإسم الإسلام”. هل توافقين هذا الرأي ؟

رسالة تحذيرية نعم لكن ليس من وحش بإسم الإسلام لأن داعش لا تمثل الإسلام في شيء, لكن رسالة تحذيرية لنحافظ على الإسلام من وحش يسئ إليه يدعى داعش.

 *ألم يطغ في روايتك الاسلوب الصحفي الذي يتسم بالبساطة على الجانب الأدبي ؟ هل تعتبرين “حبيبي الداعشي” عملا إبداعيا ؟

أنا من محبي الأسلوب البسيط وأجد أنه الأقرب إلى الشباب وهم الفئة المستهدفة من كتاباتي, وأترك الحكم على الرواية إن كانت عملاً إبداعيًأ أم لا للقراء, فشهادتي مجروحة.

 *اخترت ان تنشري روايتك بالوسيلة الالكترونية وأجتنبت الطبعة الورقية ؟ فهل هذا اختيار ام حل فرض عليك ؟

لم أجتنب الطباعة الورقية وأيضًا النشر الإلكتروني لم يفرض على بل كان قراري لأن هدفى الأول انتشار الرواية ووصولها الى اكثر عدد من الشباب وهذا ما كان يوفره لي النشر الإلكتروني وفي نفس ذات الوقت كنت أستقبل عروض دور النشر والمفارقة بينهم إلى أن أستقريت على منشورات كارم شريف.

* هل كنت تنتظرين كل هذا الرواج الذي لقته روايتك  في طبعتها الالكترونية ؟

بالطبع لا فهذا أول عمل لي ولكن يظل التوفيق من الله

 *ما هي مشاريعك في مجال الكتابة ؟

أن لا أكتب من أجل الكتابة فقط بل أحاول أن أضيف عملا له قيمة لذلك لا أنوى التعجل في العمل القادم , وسأنشر قريبًا ان شاء الله قصة قصيرة وأعمل على مشروع رواية قد ترى النور العام القادم إن كتب الله لي التوفيق. وفي النهاية أشكرك على هذا الحوار الرائع وعلى اهتمامك ووقتك الذي صخرته لروايتي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.