الرئيسية » عريضة ضد محمد زين العابدين تذكر بماضيه مع بن علي

عريضة ضد محمد زين العابدين تذكر بماضيه مع بن علي

محمد زين العابدين

 تعرض عدد من وزراء (وكتاب الدولة) في حكومة الشاهد الى نقد واسع بحكم ماضيهم السياسي خاصة القادمين منهم من منظومة بن علي والتجمع. وزير الثقافة الجديد يواجه مثل هذا الانتقاد.

ولئن لم يكن محمد زين العابدين الوحيد الذي تقلد منصبا أو كان له نشاط سياسي قريب من التجمع الدستوري الديمقراطي ومن الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، فإنه الوحيد الى حد الآن الذي يتعرض لمواجهة منظمة من قبل المهتمين بالثقافة والمثقفين.

فقد وقع ترويج نص عريضة  حادة اللهجة  تحت عنوان ” من أجل سياسة ثقافية تقطع مع البروباقندا” تذكر أن محمد زين العابدين لم يكتف بالمشاركة في عهد بن علي من خلال الوظائف التي تقلدها بل أنه كان منظّرا” يتفنن في البروباقندا الفكرية للرئيس بن علي وينشط في ابتداع رؤى فنية وفلسفية وإبداعية عبر محاضرات وندوات بالداخل والخارج….” .

وفي ما يلي نص العريضة المذكورة:

” نحن بنات وأبناء تونس

نتساءل عن موقع الثقافة ودور الفنون في كل المنعرجات التي تمر بها بلادنا في هذه الأيام بالذات

نتسائل ونحن على أبواب تكوين أول حكومة “وحدة وطنية تعددية” تاجها “وثيقة قرطاج” التي لم تتسع لكلمة ثقافة , ماذا عن كل الخطب السياسية الرنانة لأغلب الموقعين على الوثيقة التي تتباهى الى حد اعتبار الثقافة سدا منيعا ضد العنف والإرهاب؟

إن حيرتنا العميقة مردها هذا الاعتبار “الشفوي” للثقافة من جهة ومحدودية أفق المشاريع الثقافية للقوى السياسية من جهة ثانية كأن هذه القوى لا تفقه تأثيرات هذا التجاهل على المدى البعيد. وكأن قدر الفعل الثقافي أن يبقى كلاما معسولا سواء في عهود الحكم الفردي أو زمن بناء الدولة الديمقراطية.مع قناعة الجميع بدور الثقافة الإستراتيجي في المساهمة في ترسيخ المواطنة وبناء تونس أخرى إلا أن النوايا السياسية لم تعكس مقاصد وأهداف دستور 2014.لقد مر على القطاع ستة وزراء في أقل من ست سنوات غادرو كلهم قبل أن يجدو الوقت الكافي للإجابة على الملفات المتراكمة منذ عقود كأنها لعنة تلازم هذا القطاع. فكلما تمكن وزير أو وزيرة من الإجابة على بعض القضايا إلا وحصل تغيير ما، ليخلفه وزير أو وزيرة يعيد فتح نفس الملفات من جديد بعد أن يمضي فترة طويلة قبلها في التعرف على أهل القطاع ليبقى الخاسر الأكبر من عدم الاستمرارية هو الثقافة وأهلها.

أما ما يؤكد اليوم قناعتنا هذه ويضيف الى همومنا هما هو تكليف الدكتور محمد زين العابدين لتولي حقيبة الثقافة في أول حكومة وحدة وطنية وهو الذي كان يتفنن في البروباقندا الفكرية للرئيس بن علي وينشط في ابتداع رؤى فنية وفلسفية وإبداعية عبر محاضرات وندوات بالداخل والخارج وعبر مقالات ودراسات تشهد له بالتملق والتزلف ساهمت في مزيد تغفيل الحكم السابق وتضليله وإغراق صانع التغيير في نرجسيته.ومن أهم المسؤوليات التي تولاها في العهد السابق كمكافأة له على كل ما سبق الادارة العامة لمشروع مدينة الثقافة الذي يعد أحد أهم المشاريع الكبرى لبن علي والذي لم ير النور الى اليوم, إضافة الى كل ما شاب هذا المشروع من فساد مالي بقيادة عائلة الرئيس السابق وحتى إن لم يكن محمد زين العابدين طرفا مباشرا في الفساد فالصمت وحده تواطؤ ومشاركة. ابلغ دليل على ذلك تجاهل “الدكتور” ذكر هذه المهمة في سيرته الذاتية مما يؤكد التمادي في الصمت وسابقية الاضمار في عدم الاعتذار الى الشعب التونسي.لقد غضضنا الطرف على تسميته في مهرجان قرطاج الدولي وعلى كل ما اقترحه من برمجة عتيقة وعقيمة كان مضمونها في غالبه شعبويا مكررا لا تجديد فيه ولا روح. وعلى الرغم من محاولات التدارك فإنه قد أخفق في هذه المهمة أمام غيره من مديري المهرجانات.وهنا نتسائل هل أن نيّة حكومة الوحدة الوطنية اليوم هي أن تؤول الثقافة إلى ما آل اليه مشروع مدينة الثقافة في السابق؟

فليكن, لكننا سنقاوم من أجل مكانة الثقافة ومن أجل كرامتنا..”.

ع.ع.م.

 

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.